مريم أخت هارون
ربّما يقع الخوض في هذه المسألة للمرّة المليون، فبين من يرى أنّ القرآن خلط بين مريم أخت موسى ومريم أم يسوع (عيسى) وبين من يرى أنّ القرآن لم يخطأ ويأتي بالتبريرات والتأويلات البهلوانيّة أحيانا.
رأيت أن أفتح هذا الموضوع مرّة أخرى لأدلي بدلوي مع الخائضين، حيث أميل إلى أنّ القرآن لم يخطأ في تسمية مريم بأخت هارون وبنت عمران (عمرام) ويعرف تماما الفارق الزمنيّ بينهما، وإنّما له أسبابه التي سأحاول تبيانها.
مقدّمة لا بدّ منها:
محمّد كان مطّلعا تمام الاطّلاع على العهد القديم ومدارشه وتلموده وأبوكريفه، (انظر مثلا تاريخ سبيوس القرن 7 ميلادي، وتاريخ تيوفان القرن 9 ميلادي، الخ..) ومطّلعا على الكتب القانونية والأبوكريفية للعهد الجديد، والقرآن هو صدى لهذه الكتب، فهو في زبر الأوّلين، وكي نفهمه حقّ الفهم علينا أن نقرأه في سياق أنّه مصدّق لما بين يديه من الكتاب، (أو الكتب أو الزبر بصفة عامة) لكنّه يرى أيضا أنّه مهيمن على هذه الكتب، وبالتالي هو فضاء مدراشي يتصرّف فيه النبيّ بما يرى أنّه الحقّ والأصحّ فيقول: ولا يأتونك بمثل إلّا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرا.
يتبع...
|