عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2016, 08:43 PM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي

غلاف كتاب " الفينيقيون في البرازيل " للباحث النمساوي Ludwig Schwennhagen



يقصّ علينا بعض المؤرخين القدماء الآتي:

" بيوم من الأيام، أثار فضول كولومبوس شيء مطمور بالارض في منطقته، فبدأ الحفر بصورة سريعة ووجد صندوقاً خشبياً مهترئاً. وجد داخل الصندوق عظاما بشرية { بما فيها جمجمة } وعثر بين تلك العظام على وثائق مكتوبة على ورق البردي ".

وبناء على انه امتلك معارف ملاحيّة – فقد كان بحاراً جيداً – بدأ بالاهتمام بالاكتشاف وبحث عن معلومات مع عمه الذي كان منتسباً لمعهد ديني ويحظى باحترام العائلة الملكية الاسبانية. فقد أعطى لعمه ما عثر عليه، وقام عمّه بعرضه على زملائه. تحققا كلاهما من كون تلك الوثائق قد كاتت عبارة عن خرائط توصيفية محققة من قبل بحّار طرابلسيّ وقد كانت مطمورة لقرون كثيرة قبل القرن الخامس عشر ميلادي بمكان منزل كولومبوس الذي شكّل منطقة حدود بحرية.


بوقت لاحق، حصل كولومبوس على رأي راسم خرائط مهم جداً ينطوي على نتائج استثنائيّة. فقد اعتبر أنّ المنطقة التي تقع فيما بعد مضيق جبل طارق تكون هائلة المساحة. كذلك قال بأنّها منطقة غنيّة فيها كثير من الكنوز المحفوظة، وأن من يسيطر عليها سيكون " سيِّد العالم ".

بدأ كولومبوس من وقتها، وبحماية عمّه، بزيارة المحاكم البرتغالية والاسبانية بقصد الحصول على منحة لتمويل رحلة تدعم تحقيق فكرة " سيّد العالم " آنفة الذكر. يُقال بأنّ ما ورد هو رواية لا أكثر، لكن أرى بأنها صحيحة: فقد سافر كولومبوس واكتشف القارة الأميركية فعلاً.

عثروا على كثير من النقوش بكثير من مناطق البرازيل، وقد توصّل بعض الباحثين الإحاثيُّين للكتابة عن أصل هنديّ لها. دخل باحثون إحاثيُّون آخرون آلاف الكهوف والآبار، تحدثوا عن عدم إمكان تحديد الانبثاق الجيولوجي الدقيق لأراضي البرازيل ولا تحديد استقرار قديم فيها قبل أن يكتشفها الأوروبيون.

مع هذا فقد نشأت وسادت قبائل المايا، التولتيك وحضارات الأزتيك بكامل القارة الأميركية. لم تنبت تلك الجماعات من الأرض وأمكن لشعبان، فقط، أن يشكلا أسلافها:

الفينيقيون أو الصينيون.


فالفينيقيون سيطروا على البحار الغربية، أما الصينيون قد سيطروا على بحار الشرق الأقصى. مع ذلك، تكون هذه القواعد غير مؤكدة وناقصة، لأنّ المؤرخين حتى اليوم لم يتمكنوا من التوصُّل لإيضاحات قاطعة بمسألة تاريخية يكتنفها الغموض: هي مسألة ما قبل الحضارة الأميركية.


عندما قام المستكشف الألماني von Humboldt بنهايات القرن الثامن عشر بتحقيق رحلات بحث لاكتشاف الريف البرازيلي، وصل لضفاف نهر الأورينوكو وتفاجأ بعظمة حضارات المايا، الإنكا والأزتيك. وقد تحقّق من روايات تتصل بوجود نساء أمازونيّات – وهي تسمية نسبة للنهر – وأنها كانت روايات صحيحة.




وتجدر الاشارة للتأثير الهام لحضارة الإنكا بحضارة أميركا الجنوبية، كتأثير حضارة الأزتيك في المكسيك وفي مجتمعات أميركا الوسطى. ويمكننا حتى اليوم الاستماع والكلام عن مدن هائمة في مناطق البرازيل الريفية، مدن منحوتة حجرية مثل " المدن السبعة Sete Cidades " في ولاية بياوي ومدن أخرى بمناطق بريّة كولايات Mato Grosso، Goiás والامازون.

من منطقة São Luis dos Cáceres إلى شمال ولاية Mato Grosso: يوجد أماكن تبين وجود مدن مطمورة بها بقايا واضحة لحضارة ألفيّة { عمرها آلاف الأعوام }.


يتفق الدكتور الدانمركي Peter W. Lund مع فرضية الحضارة السابقة بالبرازيل والإسهام الفينيقيّ بتكوينها.

تمتلك أسماء هنود البرازيل المعروفين باسم Carajás و Carajá-ís أصول فينيقية يمكننا العثور عليها باللغة العربية اليوم. كذلك يستخدم أفراد قبائل هندية برازيلية أخرى مثل los guaraníes، los Tupis، el Guajajaras، los Chambicás، los Anajás، los Carijós، etc بأحاديثهم آلاف الكلمات العربية ذات الأصل الفينيقيّ.


لا تختلف حضارات المايا والأزتيك كثيراً عن حضارة الفينيقيين: فتجارها، حكامها، الإدارة، القبائل والتعليم الأخلاقي، كلها تبين لنا بوضوح وجود حياة إتنية بصيغة متمدنة حضارية.


يستخدم الهنود الزيت بشمال البرازيل، ولليوم يقومون بتصنيع الاواني، كما أنهم يستخدمون ذات الأنظمة التي استخدمها العمال الفينيقيون عبر مزج الزيت والخشب ورماد شجر الكرمة والوحل بغية إنتاج السيراميك.

تكون أوجه الشبه هائلة بين رسوم، أشكال الأواني، التماثيل الصغيرة وأعمال هندية أخرى وما أنتجه الفينيقيون منها. حتى أنّ قبائل هنود البرازيل قد استنسخت طقس دفن الموتى الفينيقي – بحيث يُدفن الميت مع كل ما يمت له بصلة – ذاته بالضبط.


امتلك الفينيقيون مصنعاً أو مركزاً تجارياً في منطقة معروفة باسم اطلانطس La Atlántida والتي تعني وفق اللغة الفينيقيّة { المصطلح الفينيقي " Al-Atlántico " }: الشاسع، الضخم، الواسع واللانهائيّ.

ويعني Al-Atlántico بالعربيّة الضخم والعملاق. وعندما ذهبت لمناطق الريف البرازيلي ببعض الرحلات، رأيت بعض قطع النقود، التي عثروا عليها بتلك المناطق والمجهولة الأصل بصورة كاملة. وبإجراء مقارنة لها مع قطع نقود بالباراغواي، بوليفيا، البيرو، سنجد أن شبهها سيكون أكبر مع قطع نقود تعود لصيدا وصور.

يوجد بالمتحف الوطني في ريوديجانيرو شواهد قبور عليها نقوش فينيقية، سريانية وسنسكريتية وكان قد عُثِرَ عليها بريف البرازيل.

يؤكّد المؤرّخ اللبناني إدمون بليبيل بكتابه " سلسلة تاريخ لبنان العام " المنشور في بيروت في العام 1937 على أنّه:

" عندما استقرّ الفينيقيون بأفريقيا، وقد شكّل جبل طارق حدود امبراطوريتهم، وقد أبحروا لاجتياز المحيط الأكبر باتجاه المجهول ".

وبحسب الاسطورة فقد حضّر قدموس وزوجته هرمونيا سفينة كبيرة وأبحرت في البحر الكبير بحثاً عن " الجزر الخالدات " { جزر الكانارياس }، لكنها اختفت إلى الأبد. ويقال بأن روحيهما قد تجسدتا بأفاعي، ما يعني أن حياتهما قد تجددت بإرادة الإله بعل. ثمّ جرى تأكيد اجتيازهم للمحيط الأكبر واكتشاف المنطقة التي تقع بها أميركا الجنوبية اليوم. وقد حدث هذا تقريباً قبل اكتشاف كريستوف كولومبوس بحوالي 3000 عام. وقد أسموا تلك الأرض الجديدة " Barr Ilu " والذي يعني " قارة الإله ". وعندما تكونت الجماعة وتأسست إدارتها، اختاروا الملكة Mirinieh Mirubieh الشهيرة " بملكة الأمازون " ويعني اسمها " ملكة المُحاربين ".

جرى إرسال تلك الملكة إلى لبنان لإنقاذ قدموس الذي كان في وضع حرج.

أطلقت " ملكة الأمازون " مصطلح " المحيط الأكبر " على المحيط المعروف اليوم بالأطلسي والذي عُرِفَ قديماً تحت اسم " محيط Mirubi ". وقد جرت تسمية المحيط الأطلسي نسبة للملك الفينيقي الأعظم أطلس ملك ليبيا، وهو بحّار كبير من صور، وقد ترك مدينته في ذهابه بإرساليّة علمية تهدف لدراسة اللغة المحكية بالبرازيل والمسماة Cuchite. وقد درس بعض المؤرخون أصل تلك اللغة، ووجدوا كثير من الأدلة التي تؤكد وصول الفينيقيين إلى البرازيل وقد جلبوا معهم بعض العمال اليونانيين قبل أي شعب آخر.

وقد تحدث المؤرّخ الشهير ديودوروس عن الصيغة التي أمكنهم الوصول عبرها إلى هنا.

كذلك أكّد الواقعة المؤرّخ بلوتارخ وتمت الاشارة لهذا من قبل المؤرّخ والكاتب البرازيلي الكبير Rui Barbosa، كما أنّ شعراء برازيليين قد تغنوا بمقاطع من أعماله حول الفينيقيين وآثارهم في أراضي البرازيل.

تكوّن كل إسطول قد غادر صيدا، جبيل، صور من 200 إلى 300 سفينة متوجهة للبرازيل.
وكانت تُستخدم السفينة الأصغر لحمل الملاحين وموادهم اضافة لفريق الدعم. كانوا يتوقفوا، بالعادة، للراحة وشراء لوازم في تونس وجزر الكاناري.

وقد بنى الفينيقيُّون في البرازيل مدينة أسموها Airo، ولا يوجد أثر لها اليوم في هذا البلد ذو التاريخ المثير للدهشة. وقد تفاخر سكانها القدماء بالانتماء لفينيقية، كما يعتزّ الإيرلنديُّون بالانتماء لإيرلنده اليوم. قالوا بأنهم تحدّروا من صور Tyria وقد تمكنوا من الحصول على الذهب خلال عهد الملك حيرام. حملوا الذهب إلى صور وإلى الملك سليمان في القدس من أرض Ofir حيث توفّر فيها الذهب بكثرة وهي تقع على ضفاف نهر الأمازون.

بالنهاية نتأكد من وضوح الموضوع وإيجابيته

يسرُّني أن تقوم حكومة البرازيل بتقديم العون لأخصائيين علميين اشتغلوا في القرن العشرين، بغية إكمال أبحاثهم على طول الأراضي البرازيلية وعرضها والوصول لتأكيد وقائع تاريخية تخصّ حضارتها القديمة وربما سنتجاوز الحضارات اليونانية والرومانية حتى.



المراجع

1- كتاب " أسرار البشرية الكبرى " للكاتبين Lisboa, Luiz C و Roberto P – الفصل الخامس " القادة قبل كولومبوس " صفحات 96 – 100. دار النشر Circle Book Editorial SA. Sao Paulo سان باولو، العام 1969

2- ذات الكتاب السابق – الفصل الخامس " أسلاف كولومبوس " صفحات 96 -100

3- كتاب " لبنان واللبنانيين في البرازيل "، للمؤلف جورج طنوس البستاني، الفصل الثامن " دليل وصول الفينيقيين للبرازيل "، صفحات 155 – 159. طبعة خاصة، ريوديجانيرو 1945

4- ذات الكتاب السابق – الفصل الثامن " بصمات وصول الفينيقيين للبرازيل "، صفحات 155 – 159




:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس