عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2013, 12:44 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

أستكمل طرح جزء من كتاب "فقدان الإيمان بالإيمان: رحلتي من مُبشر إلى ملحد" للكاتب الأمريكي "دان باركر.

ما معنى الوجود؟ ربما أنا أوجدت نفسي كما تقول، و ربما اله آخر أوجدني، أو ربما أنت أوجدتني -- لنضع تلك المعضلة جانبا. أنا هنا الآن. لكن لماذا أنا هنا؟ العديد من البشر يستقون غاية وجودهم مني، و أنا ممتن أن غاية وجودك هي إسعادي. لكن اذا كان هدفك في الحياة إسعادي و عبادتي، فما هو هدفي أنا؟ إسعاد نفسي؟ هل هذا إذن سبب وجودي؟

إذا كان هذا هو سبب وجودي، فأنا أناني يخلق دمى حية بلا هدف أو اتجاه سوى إرضائي. ألا توجد لدي أهداف سامية أتطلع لها؟ هذا غير ممكن فليس هنالك ما هو أسمى مني. هل إذن محكوم عليّ أن أجلس هنا في السماء و أسلي نفسي بخليقتي؟ أم هل أعبد نفسي مثلا؟

عزيزي اللاهوتي، لقد قرأت كتاباتك الدينية، وهي كلها ملئى بالأهداف السامية. يبدو لي أن الإنسان بطبيعته يسعى إلى الكمال. تحسين أحوالكم هو بالفعل هدف سام يمدكم بمهمة معينة -- شيء تسعون لتحقيقه و تعيشون من أجله. لكن ماذا عني؟ أنا كامل و ليس لدي ما أسعى لتحسينه. ما هو هدفي إذن؟ إرضاء نفسي بمخلوقات تعبدني؟ و هل هذه صفة كمالية حقا أم أنها نقص كبير؟

أنا مازلت محتارا. لا تفهمني خطأ، فالوجود بحد ذاته شعور جيد، لكني لأني كامل، لا يوجد لدي شيء أفعله! لقد خلقت الكون بما فيه، و جعلته يعمل حسب قوانين الطبيعة لوحده. من غير المعقول أن أنشغل بأمور مملة مثل التحكم بكل تفاصيل الكون بنفسي. تصور لو أنني مثلا منهمك بانزال كل قطرة مطر و انبات كل ورقة شجر! هذا سيجعلني عبدا للكون لا سيدا له! إذن فالكون يعمل بمفرده، لكن ماذا أفعل الان؟ لا تقل لي أن أخلق كونا آخر فأنا خلقت أكوانا منذ وجودي الأزلي و مللت هذا. هل هذا كل ما في الأمر إذن؟ سأجلس هنا و أخلق كونا بعد كون تماما كأي عامل مصنع ينتج شيئا تلو الاخر؟ وهل تسمي هذه ألوهية؟ أنا أسميها مللاً و فراغاً و عبودية.

أأسلي نفسي إذن بخلق أكوان عديدة؟ كون بعد كون بعد كون؟ و لـِمَ؟ هل الأمر تجارب؟ ثم لماذا أخلق أشياءً أصلاً؟ إرادتي أن أخلق أشياءًً تجعلني ناقصاً. المفروض أني إله كامل مكتفٍ بذاتي و لست بحاجة إلى مخلوقات تعبدني أو تسليني.

ما علينا. أنت تستهزء بغير المومنين، بدعوى أنه ليس لديهم هدف سامٍ. فما بالك بي أنا! ليس لدي هدف سامٍ لأنه لا يسمو علي شيء! ثم إن كنت أنا هدفك أنت، و أنا لا هدف لي، إذن ففي نهاية المطاف لا هدف لك أنت أيضاً. وجودي لا معنى له، تماماً كوجود غير المؤمنين كما تقول.

إذا كان هدفي أنا ارضاء نفسي -- مع أن هذا كما قلت صفة منافية للكمال -- فلـِمَ لا يكون هدفك أنت إرضاء نفسك و هكذا نحل المشكلة؟

هناك من يقولون أنني خلقت البشر لكي يعبدوني. حسناً فلنناقش الفكرة. بما أني إله، فلا بد لي من عبيد. أيعني ذلك أنني بحاجة للعبيد كي أكون إلهاً؟ أليس هذا منافياً للكمال؟ أنت تقول أني خلقت الإنسان حراً لكي يختار أن يعبدني، لأني لو أجبرت أحداً أن يعبدني لكانت عبادته لي نفاقاَ. ولحسن الحظ، فهناك البعض منكم من إختار أن يعبدني. لكن هنا المشكلة: بما أنكم أحرار، كان بإمكانكم أن لا تعبدوني، و لكنكم إخترتم عبادتي. إذن أنتم إخترتم أن تعطوني شيئاً كان بإمكانكم أن تمنعوه عني! كيف أكون إلهاً إن كان هناك و لو مخلوق واحد لديه القدرة أن يمنحني إحترامه أو يحرمني إياه؟! لا يكمن أن أحل المشكلة بأن أجبركم على عبادتي فتلك لن تكون عبادة حقيقية أصلاً.

مرة أخرى، سأنسى تلك المشكلة. المشكلة الثانية هي أنه هناك المليارات من البشر الذين إختاروا ألا يعبدوني. ماذا أفعل بهم؟ أأضعهم في جحيم أبدي؟ أيناسب إله مثلي -- أنا المنزه عما هو بشع -- أن أخلق أفراناً لحرق مخلوقاتي للأبد؟ إلى متى؟ لماذا خلقتهم أصلاً؟ المفروض أني أعلم كل شيء، فأنا علمت مسبقاً أنهم أشرار. كان بإمكاني ألا أخلقهم. ليس هذا منافياً للحرية، فالأخيار لا زالوا أخياراً بإختيارهم. كان من المفروض أن أنتقي الأخيار و أنسى الأشرار (ولنُسمِّ ذلك نظرية الإنتقاء الفوق طبيعي). على الأقل، هذا سيكون أرحم من نار جهنم الأبدية. ألستَ تقول [اني رحيم؟

هناك من يقول أن جهنم مجرد رمز. هل يعتقد هؤلاء أن الجنة أيضاً رمز؟

ثم كيف يمكن للإنسان أن يكون شريراً أصلاً؟ ألست كاملاً؟ لماذا خلقت الشر؟ المصانع الجيدة تصنع منتجات جيدة، فما بالك بالأشرار في العالم؟ ألا يدل شرهم على وجود خلل ما في صانعهم؟ لا يمكن أن تلوم النقص على طبيعة الإنسان. أنا كامل، و أنا من خلق طبيعة الإنسان. فكيف باتت ناقصة؟ ولا يمكن أن تلوم الشيطان فأنا من خلق الشيطان! كيف أكون خالقاً كاملاً إذن و هناك نقص واضح في خليقتي؟

أرى أنه بما أنك أنت خلقتني، إذن نقصي مستمد من نقصك، و حتى إعتقادي بأني كامل هو تكبر مستمد من تكبرك. يبدو الأمر واضحاً الآن. المنتجات الناقصة مصدرها مصانع سيئة.

مودتى ...

صاحب الموضوع : لاديني بالفطره
http://www.il7ad.com/smf/index.php?a...profile;u=6146




:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس