بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد
يقول الحق تعالى في كتابه الكريم: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" [التوبة : 30]
لا يتصور عاقل ان كتاب الله قد يأتي بأشياء خارجة عن الواقع أبدا والشهود كثيرة جدا.
قد نجد بعض من سولت له نفسه التشكيك في مصداقية القران الكريم للطعن فيه . ومن بين التشكيكات التي يوردوها بينة الفينة والاخرى تشكيكهم في هذه الاية الكريمة.
لنأت الان إلى تفنيد هذا التشكيك الباطل حتى يصدع الحق ويخرص المبطلون.
فأرجو أن اجد آذانا صاغية وقلوبا واعية.
الأخ الفاضل ( المسيحي طبعا ) هل أفهم من سؤالك أنك تشكك في الموضوع جملة وتفصيلا - يعني تنكر ان اليهود قالوا عزيرا ابن الله - أم أنك تشكك في الاسم فقط
رغم هذا اللبس فأنا سأحاول - بعد التوكل على الله تعالى - دحض شبهتك .
ان كان سؤالك هل قالت اليهود فعلا العزير ابن الله فأنا أقول لك نعم قالوها.
وان سألت عن المصدر فأنا سأسألك بعض الأسئلة :
1 - هل قال القرآن أن مراد اليهودُ بِالبُنُوّةِ أن " عُزَيْر إلهاً يُعْبَد " ؟!!
الجواب طبعا لااااا
. لم يقُل القرآن أن عِبادةَ عُزير هي عِبادةُ تأليهٍ. فالاية لا تتكلم عن تأليه عزير. ولا تلزمونا بسوء فهمكم الاية. لأن الاية انما ترفض قول "ابن الله " مطلقا. أما عن البنوة المقصودة في الاية فهي بنوة محبة واصطفاء. نفس الشيء حينما حرم الله تعالى قولة نحن أبناء الله وأحباؤه " وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم
بِذُنُوبِكُم..."[المائدة : 18] فالبنوة هنا إختص بها المسيح حسب مُعتقد كم للبنوة . وإختص بها عزرا حسب معتقد اليهود للبنوة .فلا يُمكن أن نقول أن عزير هو الله لأن بنوة النصارى تقتضي ألوهية المسيح . ولا يُمكن أن نقول أن المسيح مقدس وليس الله لأن بنوة اليهود تقتضي القداسة وعدم الألوهية .
لننتبه مرة أخرى أن البنوة ليس معناها الألوهية. وكذلك فإن الآية تقول عنهم (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـنَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ).... ولا يقول أحد بأن الرهبان والأحبار الله أو آلهة بل أرباب (جمع رب) مما يعني الشرك بالله وإعطائهم من القداسة والتصديق ما يُساويهم بالله في التقديس وهذا هو الشرك .
وذكر القرطبي في تفسيره لهذه الآية : قال "هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك ، وهذا مثل قوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس ) [ آل عمران: 173].
وقيل أيضاأن من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقرضوا. وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد قاله . قال النقاش : لم يبق يهودي يقولها بل انقرضوا. فإذا قالها واحد فتوجه أن تلزم الجماعة شنعة المقالة. لأجل نباهة القائل فيهم . وأقوال النبهاء أبدا مشهورة في الناس يحتج بها. فمن هنا صح أن تقول الجماعة قول نبيهها . والقول في هذا مثله القول في النصارى. فإن النصارى طوائف منهم من يقول إن المسيح هو الله. ومنهم من يقول إنه ابن الله. ومنهم من يقول إنه ثالث ثلاثة. قال تعالى: (وقالت النصارى المسيح ابن الله) [التوبة: 30] أي طائفة منهم، وقال تعالى : (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) [المائدة: 72]، وقال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) [المائدة: 73].
فرجاء لا تلزمونا فهمكم المغلوط لآيات القران الكريم.
2 - هل قال القرآن الكريم أن هذا مذْكورٌ في التوْراة أو كُتُب العهد القديم ؟!!!!
الجواب طبعا لاااا
لكن انصحك بالرجوع الى الرابط ادناه لتجد أن اليهود قالوا ان عزير رفع الى السماء بدون موت. لأنهم يؤمنون أن الذى يرفع الى السماء بدون موت هو ابن الله.
http://wesley.nnu.edu/biblical_studi...dras-notes.htm
ثم اذهب إلى سفر عزرا الاصحاح العاشر المقطع3 لتجد
וְעַתָּה נִכְרָת-בְּרִית לֵאלֹהֵינוּ לְהוֹצִיא כָל-נָשִׁים וְהַנּוֹלָד מֵהֶם, בַּעֲצַת אֲדֹנָי, וְהַחֲרֵדִים, בְּמִצְוַת אֱלֹהֵינוּ; וְכַתּוֹרָה, יֵעָשֶׂה
ركز في الكلمه الملونه باللون الاحمر حيث المنادي هنا هو عزرا الكاتب الكاهن و الكلمه المنادي بها هي ادوناي و تعني السيد او الرب ولا تستخدم هذه الكلمه بالذات الا مع الله او اله بني اسرائيل- الله –
واقرأ ترجمتها بالعربية كما يلي:
فلنقطع الآن عهدا مع الهنا ان نخرج كل النساء والذين ولدوا منهنّ حسب مشورة سيدي ادوناي ( كان يجب ان توضع كلمة الله هنا) والذين يخشون وصية الهنا وليعمل حسب الشريعة
واسأل أي واحد قس أو بابا او قمص عن المقصود بكلمة سيدي أو من المتادى هنا سيقول لك مباشرة أنه عزرا الكاتب الكاهن.وقل له لماذا اليهود قالوا له الرب او السيد التي لا تستخدم الا مع اله بني اسرائيل !!!.
سيقولون لك صراحه و بدون مواربه انه عزرا الذي هو الله نفسه…
انظر الصورة
ملاحظة اخيرة هل قرأت نهاية الاية الكريمة التي قالت " ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ" يعني قولتهم هذه صرح القران انها صدرت من أفواههم. وإلا لكان قال " " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ تجدونه مكتوبا عندهم. "
فيشير الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى إنما يفترون على الله الكذب ويقولون بأفوههم أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان مثلهم مثل من سبقوهم إلى الكفر كالبوذيين القائلين بأن بوذا هو أبن الله أو من قالوا بأن كريسنا أبن الله من العذراء ديفاكي.
والحديث يطول في هذه النقطة
-3 هل قالَ أحَدٌ مِن أمّةِ الإسْلام أن جميعَ اليهودِ قالوا ذلِك ؟!..
أم أنّهُ طائِفَة مِنْهُم ؟!! الجواب بل قيل أنها طائفة فقط وهي المعنية. كانت في عصر بني الله تعالى محمد . فالاية نزلت في يهود المدينة. لأنهم كانوا هم من انتشر فيهم هذا القول الفاسد بنسب عزير لله.
وان قلت انه ان كان المقصود طائفة فلماذا عمم القران كل اليهود ؟
سيكون الجواب نصا مشابها من كتابك يوحنا 1 : 19 وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه: من أنت؟ فهل أرسل كل اليهود أم أن بعض اليهود ارسلوا كهنة ولا ويين ؟
أما عن لماذا لم يذكره الكتاب المقدس صراحة " العهد القديم" او يذكره المؤرخون ؟؟
أقول قد صدر هذا القول بعد كتابة التوراة بزمن بعيد جدا لهذا لم تدون فيه.حيث أن آخِر كُتُب العهد القديم كتب في القرن الخامِس قبل الميلاد بينما من آمنوا بهذا القول , سجلَهُ القرآن عليْهِم قي القرنِ السابِع بعد الميلاد. أرأيت أين أصل المغالطة ؟؟
أما عن الشق الثاني من السؤال فأسألك هل يلزم انكار حدث ما لأن المؤرخين لم يذكروه. ؟
وفي الختام
لا يوجد أي وجه للاستغراب في إدعاء اليهود بأن عزير ابن الله. فمن قتل الأنبياء مثل زكريا ويوحنا على سبيل المثال . ومن عبد العجل الذهبي ورمال البحر المنشق بأمر الله وأمام أعينهم لا زالت عالقة بقدمه. لا يستغرب منه أن يدعي للرحمن ولدا.
ً بل وأقول هل يصعب تصديق هذا على من قتل ربكم بحسب زعمكم؟؟؟