هذه خاطرة صغيرة مرّت بذهني و أنا في قمّة انشغالي و بعدي عن المنتدى، اخترت لها عناوين كثيرة، جو نو سي با باري إي جو نو سوي با شارلي، أيضا عنوان آخر اشتهيت أن يكون عنوانا عريضا لهذه الخاطرة: نفاق المجتمع الدولي و جهالة الملحدين العرب، و لهذا العنوان وقع خاصّ في قلبي، لأنّني قرأت و سمعت عن بعض العرب ملحدين و متملحدين و مسلمين أيضا ( يا للمصيبة ) يدينون هجمات باريس و يصبّون جام غضبهم على الإسلام و المسلمين و يتأفّفون كالعاهرات جو سوي باري جو سوي ...
أعتذر من الجميع على هذا التشبيه، لكنّني لم أعد أحتمل هذا القدر الكبير من العهر في العالم، لم يكفنا الجهل الكبير الذي كنّا نتخبّط فيه قبل ظهور فئة الملحدين العرب لتزيد الطين بلّة و تزيد قدرا أكبر من الجهالة إلى العالم، يا أيّها العرب الأغبياء: ملحدين و مسلمين، يا أيّها المنافقون و المرضى و الجهّال، إنّ باريس لم يقتلها العرب، و لم يقتلها المسلمون، و لم يقتلها الإسلام، بل قتلتها الحكومة الفرنسيّة نفسُها، أعرف بأنّ أغلب الناس لم يسمعوا عن صفقة بين السعوديّة و فرنسا لتعزيز الدخول العسكريّ في سوريّة مقابل مبلغ ماليّ كبير، هذا قبل أن يحدث شيء اسمه فاجعة باريس ، و لا تعرف بأنّ كون أروبّا تحشر مؤخّرتها في شؤون لا ناقة لها فيها و لا جمل هو السبب في شارلي و في باريس، هل تسألتم أيضا لماذا لم يفجّر أحدٌ كفرة اليابان و الصين؟
يؤلمني أن أرى مجموعة من: المنافقين، الجهّال، الأغبياء، المخنّثين فكريّا، المرضي و المهووسين بالشعارات التلفزيونيّة، سطحيّي التفكير، ... و هم يسبّون العرب و المسلمين، بل و الإسلام أيضا عندما يتعلّق الأمر بموت بضع عشرات من الأفراد الشقر ذوي العيون الزرق، بل و يعلّقون شموعا في منازلهم تضامنا مع باريس، لكن حين يتعلّق الأمر بتفجيرات بيروت، بتفجيرات العراق اليوميّة، بتفجيرات سوريّة اليوميّة، فلا أحد يتضامن و لا أحد يستنكر بالطريقة نفسها. ضحايا داعش من العرب يموتون كلّ يوم، من الذي استنكر منكم تفجيرات بيروت؟ اخجلوا من أنفسكم و لا تردّوا و لو بشقّ ردّ عليّ!
يا من سينير العالم العربيّ بفكره التلفزيونيّ، ابكوا ضحايا داعش من أهلكم قبل أن تبكوا ضحايا من غير أهلكم. فإنّ العراق كلّ يومٍ ضحيّة، و إنّ سوريّة كلّ يوم ضحيّة!
أنا بغداد
أنا سوريّة
و بعد هذا: أنا فرنسا.