اخي بحراني
تتفق معي بأن المسلمين، اعتمادا على القرآن، ينتقدون المسيحيين على نظام الرهبنة لأنه مخالف للطبيعة، رغم انه اختيارهم. ولهم امكانية تغيير رأيهم بتركهم الرهبنة بعد ذلك.
ولو ان شخصا تعهد بدخول الرهبنة طوعا، إلا انه يحق له ترك الرهبنة والقانون يحميه
اما في حالة عائشة، على فرض انها قبلت طوعا البقاء في زمن محمد، فإن القرآن يمنعها من شق عصا الطاعة والتمرد على وضعها بعد وفاته
وانا اجزم بأنه لو سمح لها الزواج بعد محمد لتزوجت... ولتغير وجه التاريخ الإسلامي
وما اختلاقها احاديث رضاعة الكبير وقيامها بتأجيج الحروب الا وسيلة للتعويض عن الزوج والحنان والأمومة
انا لا ابرئ عائشة من كل ما قامت به، والمصادر السنية والشيعة تجرمها
ولكني ابحث في ظلم وقع عليها وفرض عليها: زواج مبكر، وبراءة مسلوبة، ومنعها من الزواج بعد محمد رغم ترملها في عز شبابها وفي ذروة غريزتها -- 18 سنة
وسكوت السنة والشيعة عن هذا الظلم يزعجني... وهذا السكون سببه ان الظلم وقع من شخص يعتبرونه اسوة حسنة
وهذه الأسوة الحسنة ما زلنا ندفع فاتورتها مع زواج القاصرات في اليمن وغيرها. ارجع للمقال اعلاه الذي يقول بأنه يتم وفاة ثمانية بنات يوميا في اليمن بسبب مثل هذا الزواج المبكر
فلو اعترفنا بأن هناك جرم وظلم وقع على السيدة عائشة من قِبَل محمد لتمكنا من ايجاد صيغة تصالح بين السنة والشيعة ولتمكنا من حل مشكلة الزواج المبكر
وانا جدا يزعجني التهجم المبالغ فيه ضد عائشة - طيب الله ثراها - من الشيعة
كما جدا يزعجني من الشيعة والسنة تغاضيهم عن الظلم الواقع على عائشة ... وهذا التغاضي سببه انه وقع من شخص محمد لا يتجرؤون على المساس به ... وكأنه إله رغم اعتراف القرآن ذاته بأنه بشر... وكل بشر يصيب ويخطئ
قد تعرف خرافات الشاعر الفرنسي لافونتين
تقول احدى تلك الخرافات أن مرضا اصاب الحيوانات، فقررت ان يعترف كل منها بذنبه للتكفير عنه وارضاء الآلهة حتى ترفع يدها عن الحيوانات. وبدأ الاسد بالإعتراف بأنه اكل خروفا بريئا، فقام الثعلب بتبرئته معتبرا ان ذلك تكريما للخروف إن اكله الأسد. ثم جاء دور الحمار فاعترف بأن اكل عشب من حقل، فتألبت الحيوانات ضد الحمار المسكين وافترسته بسبب جريمته
عد لما ذكره احدهم حول تبرئة محمد من الظلم الذي اوقعه على عائشة. اكرره لك
فإذا دققنا النظر لم نجد في هذا التحريم ظلما لهن، بل فيه إنعام كبير وإكرام شهير، وأي امرأة من المؤمنات تغبطهن على هذه المكانة والمنزلة العظيمة، ولذلك لما خيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الدنيا وزينتها، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:28-29]. اخترنه جميعا رضي الله عنهن.
بصراحة أليست هذه الحجة وقاحة؟
|