عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2013, 01:49 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [18]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

هل توجد حياة ذكيّة على كوكب الأرض؟

لقد حولنا الكرة الأرضية لتلائم راحتنا و فائدتنا و ذلك كلّه على السطح حيث يمكنك تمييز الطرقات و الأرصفة و السيارات و لوحات الإعلانات و النصب التذكاريّة المصنوعة من الزجاج و بطبيعة الحال , بالإضافة للبشر , لن تجد سوى البشر في مراكزنا و تجمعاتنا الكبرى. باستثناء بعض الأشعة الساكنة و سفينة فضاء جسورة في بعض الأحيان , فإن تأثيرنا في الكون لا يذكر.

تصور أنك في سفينة فضاء استكشافيّة تدخل مجموعتنا الشمسيّة و تريد أن تدرس كواكب هذا النجم الرتيب. إنها كواكب جميلة بعدة ألوان و أنت مهتم بالكشف عن جميع هذه العوالم و بشكل خاص الكشف عن وجود حياة ذكيّة فيها. طبعا لم تكن لديك معرفة سابقة بكوكب الأرض. للمجرات أخلاقيات فأنت تعتبر الهبوط على هذه العوالم محظور تماما فيمكنك الطيران عبرها و الدوران حولها و اكتشافها من بعيد فقط.

مع اقترابك من كوكب الأرض , و كانطباع أول , سترى سحب بيضاء , قمم قطبية بيضاء , قارات بنيّة اللون , و مادة تميل إلى اللون الأزرق تغطي ثلثي السطح تقريبا. عند قياس حرارة هذا العالم عن طريق الأشعة تحت الحمراء التي يبعثها ستجد معظم مناطقه درجتها أعلى من درجة تجمد الماء و درجة القمم القطبية أقل , فإن تشكل القمم القطبية من ماء صلب يعد تخمينا معقولا و تتشكل السحب أيضا من ماء سائل و صلب.

قد تستهويك فكرة أن المادة الزرقاء ليست سوى كميات هائلة من الماء السائل و تصل إلى عدة كيلومترات في العمق , و هي فكرة غريبة و خاصة فيما يتعلق بهذه المنظومة الشمسية. و عندما تفحص الطيف المرئي و طيف الأشعة تحت الحمراء , ستجد الجليد المائي عن القمم القطبية بالتأكيد و بخار ماء في الهواء أيضا و هذا يفسر وجود السحب البيضاء, بالتالي ستتأكد النظرية الغريبة لأن هذا المقدار هو الكميّة المناسبة التي يجب أن توجد بسبب التبخر.

وتكشف أجهزة السبكترومتر أن خمس الهواء على هذا العالم يتكوّن من الأكسجين حيث أن هذه الكمية لا توجد في أي عالم آخر من عوالم هذه المجموعة الشمسيّة.
فمن أين تأتي هذه الكميّة كلها؟ إن ضوء الأشعة فوق البنفسجية القادم من الشمس يكسّر جزيء الماء إلى مكوناته. سرعان ما يهرب الهيدروجين نحو الفضاء لأنه الأخف فيبقى الأكسجين و هذا يفسّر وجوده في الغلاف الجوّي , و لكن من أين هذه الكمية الكبيرة؟

حسنا , هناك إمكانية أن يكون الضوء الذي تصبّه الشمس بكميات هائلة , يجري استخدامه على كوكب الأرض لتكسير جزيئات الماء و لكن هذا ممكن فقط في حال وجود حياة. لا بد إذا أن توجد نباتات ,وهي أشكال من الحياة ملونة بمادة صبغيّة (Pigment) , فتمتص الضوء المرئي و تشق جزيء الماء عن طريق تخزين طاقة اثنين من فوتونات الضوء و هكذا تخرج الأكسجين و تبقي الهيدروجين الذي تستخدمه لتركيب الجزيئات العضويّة. انتشار النباتات في أنحاء الكوكب تثير تساؤلات عديدة .

و لن تندهش لاكتشاف الأوزون (O3) في الغلاف الجوي , مع كل هذا الأكسجين , لأن ضوء الأشعة فوق البنفسجيّة يصنع الأوزون من الأكسجين الجزئي (O2) و بعدئذ يمتص الأوزون الأشعة فوق البنفسجيّة الخطرة , و هكذا , إذا كان الأكسجين ناشئا عن الحياة فإن هذه الحياة تحمي نفسها عن طريقه, و لكن بطبيعة الحال قد تكون هذه الحياة مجرد نباتات تقوم بالبناء الضوئي و لا تحتاج لمستوى عالي من الذكاء.

عندما تفحص القارات من موقع أقرب ستجد نوعين من المناطق . الأولى توضح جميع الصخور و المعادن العادية , مثل باقي العوالم , و الثانية تكشف عن مادة تغطي مساحات واسعة و تمتص الضوء الأحمر بقوّة و قد تكون هي الصبغيّة المطلوبة . حقيقة , إنها لمحة أقوى الآن فأنت لم تجد مجرد حشرة هنا أو هناك و إنما سطح كوكبي يتدفق بالحياة , و هذه الصبغيّة هي الكلوروفيل : إنه يمتص الضوء الأزرق و الضوء الأحمر أيضا و هو المسؤول عن اخضرار النباتات و عليه فما تراه هو كوكب مكسو بالنباتات . و هكذا تجد أن كوكب الأرض له ثلاث خصائص : المحيطات و الأكسجين و الحياة و هي بلا شك مترابطة.

و عندما تتفحّص طيف الأشعة تحت الحمراء للكرة الأرضية فستكشف لك عن وجود ثاني أكسيد الكربون (CO2) و الميثان (CH4) وغيرها و هي تعمل على تدفئة الكوكب فمن دونها ستصبح درجة حرارته تحت نقطة تجمد الماء.

وجود الأكسجين و الميثان معا في الغلاف الجوي يعد أمرا فريدا , و لكن قوانين الكيمياء واضحة : عند زيادة الأكسجين ينبغي أن يتحوّل الميثان بالكامل إلى ماء (H2O) و ثاني أكسيد الكربون(CO2) و العملية توصف بكفاءة عالية حيث لن يوجد أي جزيء منفرد من الميثان في الغلاف الجوي و لكنك تجد الميثان في واحد من مليون جزيء و هذا يناقض قوانين الكيمياء , فماذا يعني؟

التفسير المقبول للآن هو أن الميثان يحقن داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض بسرعة تتعدى سرعة تفاعله مع الأكسجين . من أين يأتي كل هذا الميثان؟
هل يعقل أنه يتسرب من جوف الكوكب؟ و لكن هذا لا يصح من الناحية الكمية.
البدائل الوحيدة المطروحة هي البدائل البيولوجية , فالميثان يأتي من مصادر مثل بكتيريا المستنقعات و زراعة الأرز و حرق الخضرة و الميثان الطبيعي يأتي من آبار النفط , و من غازات بطون الثيران . وجود الميثان في الغلاف الجوي الأرضي يعد دليل على وجود حياة.

إن عالما غريبا يطير على مقربة من كوكبنا قد لا يقدر من ذلك الموقع على استنتاج وجود مستنقعات أو أرز أو نار أو نفط أو بقر فهو سيستنتج وجود حياة فقط.
جميع علامات وجود الحياة التي ناقشناها الآن هي نتاج لأشكال بسيطة نسبيا , فالميثان في معدة البقر تولده بكتيريا متوطنة فيها.

إذا حلقت سفينتك الفضائية على مقربة من الأرض منذ مائة مليون سنة في عصر الديناصورات فبالتأكيد كنت ستجد أكسجين و أوزون و صبغ الكلوروفيل و كمية وفيرة من الميثان و أما الآن فستجد علامات على وجود تكنولوجيا عالية إضافة لوجود الحياة.

لقد وُجدت انبعاثات راديو من عوالم أخرى غير مأهولة و تلك يتم توليدها عن طريق الإلكترونات التي أعاقتها المجالات المغناطيسيّة القوية للكوكب و عن طريق الحركات الهيولية عند جبهة التصادم التي تفصل هذه المجالات المغناطيسيّة عن المجال المغناطيسي الواقع بين الكواكب و كذلك عن طريق البرق و بعض هذه الانبعاثات الراديوية يظل مستمرا و بعضها يأتي في صورة تفجرات متكررة و بعضها تأتي لدقائق قليلة ثم تختفي .

إن الأمر يختلف في كوكب الأرض فجزء من ارسال الراديو هو بالضبط الترددات أينما تبدأ موجات الراديو في التسرب خارج المجال الأيوني ( الأيونوسفير) للكوكب و هي المنطقة المشحونة كهربيا فوق طبقة الستراتوسفير التي تعكس و تمتص موجات الراديو . و هناك تمدد مركزي لكل إرسال تضاف إليه إشارة معدّلة (متتالية مركبة من عمليات الفتح و الإغلاق , و لا توجد إلكترونات بالمجالات المغناطيسيّة أو موجات تصادم أو عمليات تفريغ للشحن بالبرق يمكن أن تولد شيئا من هذا النوع .

يتبع ...



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس