اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artherdent
هو اعقد من ذلك لان المفروض ان الاله كان وحده موجود في الاول وهو من خلق العدم الذي خلق منه كل شيء فمن ماذا خلق العدم؟ من عدم للعدم؟
|
العدم ليس شيئا حتّى يخلق أو يُستفسرَ عن خالقه، هو مجرّد لفظ [ انفجار صوتيّ ] لا مقابل له في العالم المادّيّ، لذلك، فالسؤال الصحيح هو: من أين أتت الموجودات التي نراها أمامنا إذا كان الله في بداية الأمر وحدهُ موجودا؟ و من أيّة مادّة خُلقت هذه الموجودات؟ الجواب حسب نظريّة الفيوض الإلهيّة التي أتى بها أفلوطين في الإيثولوجيا هو أنّ الموجود الثاني قد فاض عن الموجود الأوّل، و فاض الموجود الثالث عن الثاني، و الرابع عن الثالث، و هكذا تعدّد الموجودات، و كلّما كان الموجود الفائض بعيدا عن مصدر الفيوض [ و هو الله ] كلّما كان ناقصا، و بالعكس، أي كلّما كان قريبا من مصدر الفيوض كلّما كان كاملا و هكذا. هذه النظريّة السنخيّة أتت بشكل رئيسيّ لتحلّ إشكاليّة فلسلفيّة و هي: كيف يصدر المتعدّد عن الواحد من كلّ الجهات؟ بمعنى آخر: الله واحد أحد من جميع الجهات و النواحي، و الكون كما نعرفه متعدّد و متغيّر و متبدّل فيه الناقص و الكامل و الأقلّ نقصا و هكذا، فكيف صدر المتعدّد ( الكون ) عن الواحد ( الله )؟ علما أنّ الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، هذه النظريّة تحلّ هذا الإشكال ببساطة، و هي نظريّة أسّس لها أفلوطين في التاسوعات لتنضج مع الفارابيّ و ابن سينا أكثر
تحيّاتي،