عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2015, 12:04 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

مع أنّ فيلسوفا كبيرا بحجم كانط قد أكّد دائما على عدم وجود أيّ دليل على وجود الله، إلّا أنّه اختار أن يؤمن بقوّة ما أخلاقيّة ستحاسب المجرمين و الظالمين، يقول إنّه لم يستطع تقبّل فكرة أنّ الظالمين لن يحاسبوا بل سينجون على الرغم من كلّ ما فعلوا، لكنّك إذا تأمّلت جيّدا، ستلاحظ بأنّ الأديان الإبراهيميّة لا تزعم بأنّ الظالم سيعاقب بشكل عادل على أفعاله، كلّ ما هنالك هو عذاب لا نهاية له، و العذاب اللانهائيّ في النار لا يصلح أن يكون عقابا لأيّة جريمة مهما كانت لأنّها جريمة محدودة في الزمان، بمعنى أنّها نسبيّة، فالجريمة النسبيّة تحصل على عقاب نسبيّ [ هذا هو العدل ] بينما في الأديان الإبراهيميّة، الجريمة النسبيّة ستحصل على عذاب مطلق. و في بعض الأحيان، يعاقَب الشخصُ على أمورٍ لا تعتبر جرائم بأيّ مقياس عقليّ أو أخلاقيّ، و يكون العقاب خلودا أبديّا في النار [ عقاب الكافر بالنار إلى الأبد ]، فهل هذه جريمة حتّى تستحقّ عذابا؟ دع عنك أن تكون جريمة تستحقّ عذابا أبديّا و هو عذاب مطلق لا تقابله أيّة جريمة أرضيّة نسبيّة؟

من هنا نستنتج بأنّ نظام العقوبات في الأديان الإبراهيميّة لا يجيب عن سؤالك و رغبتك/ رغبتنا في وجود نظام عادل يعطي لكلّ ذي حقّ حقّه. ثمّ إنّني لا أفهم لماذا المعاقبة في حين كان بإمكان الله أن يمنع وجود الإجرام أصلا؟ لماذا خلق الله مجرما يذبح الأطفال من أجل إدخاله إلى جهنّم و معاقبته؟ هذا لن ينفع الطفل المذبوح في شيء و لا قلب أمّه المكلوم، و المظلوم يظلّ مظلوما حتّى لو خلد ظالمه في النّار، فأيّ نفع في تحريق المجرم في النار إلى الأبد بالنسبة للضحيّة البريئة؟

من هنا نستنتج بأنّ نظام العقوبات في الأديان الإبراهيميّة ما هو إلّا لغو و مسرحيّة فاشلة التمثيل، لا يصلح بتاتا لنتطلّع إليه لا للعقاب و لا للتعويض عمّن ظُلم في الأرض.

تحيّاتي



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس