الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فنظراً لكون المرء العاقل حريصاً شحيحاً على وقته، تعين أن أكتب ما يلي..
إن أي كاتب في ميدان ( النقد ) العلمي، ينبغي له أن يكون ذا أهلية في ما سيكتب عنه وفيه..
وحيث إنه إذا جاء جاهل بالطب وانتقد طبيباً -بسبب موت مريض له- بعد إعطائه وصفة طبية، فإنك لن تجد من يلقي بالاً لهذا ( النقد ) إلا من هو جاهل بالطب مثله، وذلك أن نقده ليس متأسساً على علم..
أما أهل الاختصاص فإنهم لا يحكمون على الطبيب إلا بعد دراسة حال المريض قبل وفاته ودراسة الوصفة الطبية، ثم بعد ذلك يصدرون الحكم على ( الحال )، إما خطأ في الوصفة، وإما سبب آخر ليس له علاقة بها..
وعليه فإن المتكلم ( نقداً ) في الدين الإسلامي، ينبغي أن يكون من أهل الاختصاص، وذلك أنه على الأقل يكون فاهما لما يَنقلُ عن غيره في باب النقد، ملماً بأصول العلم الذي ينقل فيه..
فمثلاً:
عندما نقرأ موضوع:
تاريخ اللحن في القرءان، للعضو: كاره النساء
نجد أنه ينقل موضوعاً في ( النقد ) وهو -يقيناً- غير ملم بأصول التخريج ودراسة الأسانيد..
حاله حال:
بلاغة ام بلاهة في سورة البلد؟
العضو: سامي عوض الذيب
فإنه ضعيف جداً في البلاغة العربية، لذلك انتقد ما هو صحيح فصيح بسبب أنه لم يدرك معاني اللغة العربية..
فإذا كان الأمر في هذه الشبكة سيسير على هذا المنوال فإن تعليق المشاركة فيها واردٌ لا محالة..
|