ليس معنى هذا أن ينتصر العقل دائماً ، وأن لا يقارب المسلم المعاصي أبداً . فالإسلام دين الفطرة ، دين الواقع ، والواقع أن الله خلق خلقاً للطاعة الخالصة ، ولمحض العبادة هم الملائكة ، ولم يجعلنا ملائكة ، وخلق خلقاً شأنهم المعصية والكفر هم الشياطين ولم يجعلنا كالشياطين ، وخلق خلقاً لم يعطهم عقولاً ولكن غرائز ، فلا يكلّفون ولا يسألون وهم البهائم والوحوش ولم يجعلنا الله وحوشاً ولا بهائم .
الإنسان مخلوق متميز فيه شيء من الملائكة وشيء من الشياطين وشيء من البهائم والوحوش ، فإذا استغرق في العبادة وصفا قلبه إلى الله عند المناجاة وذاق حلاوة الإيمان في لحظات التجلي ، غلبت عليه في هذه الحال الصفة الملكية فأشبه الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون .
فإذا جحد خالقه وأنكر ربه فكفر به أو أشرك معه في عبادته غيره غلبت عليه في هذه الحال الصفة الشيطانية .
|