هذا للمزيد من إشكالية موت سعد بن عبادة.
هذا مجرد نقطة انطلاق في هذا البحث المبارك.
وجزاك الله عن محمد وجميع المسلمين خير الجزاء على مجهودات اللمّاحة.
المصدر: ويكيبيديا_ سعد بن عبادة.
-- إقتباس --
ترشيحه للخلافة:
خلفية من أصح كتاب عند أهل السنة
عقب وفاة النبي محمد، اجتمع المهاجرون والأنصار في سقيفة بني ساعدة لإختيار خليفة للنبي وكان سعد بن عبادة بينهم وبه وعكة ألمت به. وفقا لرواية ذكرها البخاري في صحيحة نقلا عن عمر بن الخطاب، فإن خطيب الأنصار خطب قائلاً: « أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر»،
ويقول عمر بن الخطاب ولما سكت أراد هو أن يتكلم ولكن أبو بكر الصديق أسكته وتحدث هو وقال مخاطبا : «ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين (عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح) فبايعوا أيهما شئتم».
ولكن ذلك لم يكن كافيا لبعض الأنصار، فرد عليه أحد الأنصار ويقال انه حباب بن المنذر فقال :
«أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش»
وتذكر هذه الرواية ايضاً نقلاً عن ابن الخطاب أنه بعد ذلك كثر اللغط وارتفعت الأصوات فقال عمر ابن الخطاب ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يدة فبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ويقول ابن الخطاب ثم نزونا على سعد بن عبادة أي وقعوا عليه ووطئوه فقال قائل منهم اي من معشر الانصار قتلتم سعد بن عبادة.
وفسرت بعض المصادر السنية العبارة بمعنى "خذلتموه"، فرد عمر بن الخطاب وقال :
«قتل الله سعد بن عبادة وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن
بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا.
وقد أورد الإمام أحمد بن حنبل رواية ضعيفة حول مبايعته كالتالي: «توفي رسول الله وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: "فداك أبي وأمي، ما أطيبك حياً وميتاً مات محمد ورب الكعبة" – وفيه – فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئاً أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله من شأنهم إلا ذكره وقال: " لقد علمتم أن رسول الله قال: "لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار وادياً، سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله قال وأنت قاعد: "قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم '، فقال له سعد: "صدقت نحن الوزراء وأنت الأمراء"».
وفي نص آخر أن أبا علقمة قال لسعد بن عبادة: " ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟! ".
وقد أورد الذهبي و البلاذري وغيرهم في كتبهم روايات اخرى تفيد بأن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر وعمر حتى مات وقال: «لا اُبايع قرشياً أبداً» وفي رواية اخرى انه قال : «لا، والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي، وأقاتلكم بمن معي».
جدلية موته
في سنة 635، مات سعد بن عبادة في بلاد الشام في ظروف غامضة. وفقا لبعض المصادر، فإن الجن قتلته،[11] ووفقا لروايات موجودة في كتب شيعية وسنية فإن عمر بن الخطاب كان من قام بتدبير اغتياله.
نظرية الجن
يذكر المؤرخون الإسلاميون أن سعد بن عبادة قتلته الجن وهو قائم يبول، وذلك بسهم في قلبه. لكن الألباني شكك في صحة هذه الروايات وقال: "لا يصح على أنه مشهور عند المؤرخين".
وذكر ابن عبد البر في كتابه "الاستيعاب" أن سعد بن عبادة تخلف عن بيعة أبي بكر، وخرج من المدينة، ولم ينصرف إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف مضتا من خلافة عمر، وذلك سنة خمس عشرة. وقيل سنة أربع عشرة. وقيل: بل مات سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة. ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله، وقد أخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول- ولا يرون أحدا: «قتلنا سيّد الخزرج ... سعد بن عباده، رميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده».
وهذه رواية ابن جريج عن عطاء.
وقال ابن الأثير: فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد بالشام. وقال ابن سيرين: بينما سعد يبول قائما إذ اتكأ فمات، قتلته الجن. وفي تاريخ ابن عساكر عن ابن عون عن محمد أن سعد بال وهو قائم فمات فسمع قائلا يقول "قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة، ورميناه بسهم فلم يخط فؤاده". وعن عبد الأعلى أن سعد بن عبادة بال قائما فرمي فلم يدر بذلك حتى سمعوا «قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * ورميناه بسهم فلم يخط فؤاده». وعن سعيد بن عبد العزيز قال: أول مدينة فتحت بالشام بصرى وفيها مات سعد بن عبادة.
وروي أنه وقعت منظاره بين مؤمن الطاق والإمام أبو حنيفة النعمان فقال أبو حنيفة لمؤمن الطّاق يوما من الأيام: «لِمَ لَمْ يطالب عليّ بن أبي طالب بحقه بعد وفاة رسول الله إن كان له حقُّ ؟» فأجابه مؤمن الطاق فقال: «خاف أن تقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة»، وفي رواية بسهم خالد بن الوليد.
نظرية الاغتيال السياسي
من جهة أخرى روى البلاذري و ابن سعد في كتابه الطبقات الكبير رواية تفيد بأن عمر ابن الخطاب أرسل رجلاً إلى الشام ليدعو سعد إلى البيعة فإن أبى البيعة أمره ان يقتله.
وبناء على هذه النظرية، فإن موت سعد كان مدبرا وكان سياسيا، ويعتبر أول عملية اغتيال سياسي في الإسلام، وذلك بسبب مواقف سعد بن عبادة ومنادته بأحقية معشر الانصار (اليمنين) في تولى الخلافة بعد وفاة النبي،
وانشد البعض قائلين:
يـقولون: سعد شكت الجن قلبه ألا ربـما صححت دينك بالغدر
ومـا ذنـب سـعد أنه بال قائما ولـكن سـعدا لـم يبايع أبا بكر
وقد صبرت من لذة العيش أنفس وما صبرت عن لذة النهي والأمر
أراء وأقوال حديثة
أتفق العديد من المفكرين والمثقفين في العصر الحديث وعلى رأسهم الدكتور طه حسين و المفكر والسياسي المصري رفعت السعيد و الباحث العراقي رشيد الخيون والمصري أحمد صبحي منصور والكاتب المغربي محمد مقصيدي وغيرهم كثير من المفكرين العرب أن حادثة مقتل الصحابي سعد بن عبادة كانت في الحقيقة مدبرة وهي عملية اغتيال سياسي ذات أبعاد سياسية ولا علاقة للجن فيها وتعتبر أول عملية اغتيال سياسي في تاريخ الإسلام من بعد وفاة النبي محمد، بسبب أن سعد بن عبادة كان يرى أن الخلافة يجب أن تكون في معشر الأنصار. وقال في هذه الحادثة ساخرا شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني:
لوليال مضت وجاءت ليال وانقضت عسرة وجاءت عسيره
فانتضت في يد السقيفة سعدا أكبر القوم … للأمور الكبيرة
يا قريش اذكري نمتنا جميعا صحبة سمحة وقربى أثيره
فلك السبق والجبين المحلّى وأنا الجبهة الشموخ النصيره
أنت أمّارة … أنا ـ ثم قالوا : سكتت قبل أن تقول ـ وزيره
دهشة البدء ضيّعت من خطاها أولّ الدرب وهي حيرى حسيره
وجهها غاص في غبار المرايا واسمها ضاع في الأماسي الغفيره
أين سعد قالوا : رماه عشاء مارد من قبا يسمى بجيره
وحكوا : أنها استعارت وجوها خبأت تحتها الوجوه الكسيره
وقد طعن بعضُ عُلماء الدين المُعاصرين بتلك الآراء بدعوى أنها صادرة عن باحثين علمانيين أو مستشرقين في الأعم و ليس من أهل الديانة و الدين.
-- إنتهى الإقتباس --
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3...A7%D8%AF%D8%A9