السلام على الجميع
أعطى الله لنفسه 99 اسماً من الأسماء الحسنى, لن نتكلم الآن من بينها إلا عن: العدل, الرحمن, الرحيم, الحكيم.
والمفترض, طبقاً لهذه الأسماء, أنه لا يوجد من هو أعدل أو أرحم أو أحكم من الله.
سؤالي البسيط للغاية هو:
هل من العدل, أو الرحمة, أو الحكمة, أن تكون جهنم هي مصير ملحد لم يؤذ أحداً في حياته, بل قضى أغلبها في خدمة الغير ربما, وأن تكون الجنة هي مصير مسلم قتل واغتصب وعثا في الأرض فساداً, ثم تاب في آخر شهرين في حياته؟
المصيبة أن هناك من المسلمين من يقول: نعم!
طيب لو افترضنا أن الإجابة نعم بالفعل, وأن هذا هو القانون الإسلامي, بأي منطق وأي وجه اذن يتحدث المسلمون عن كون الإسلام دين سلام وأخلاق ومبادئ وأنه من أفضل الأديان و و...؟ إن كان الإله الإسلامي وضع نفسه في كفة, ووضع البشر كلهم في كفة, ثم فضل كفته هو عن العالمين. كأنه يقول لك افعل ما بدا لك طوال حياتك حتى لو آذيت العشرات, المهم أن تتوب لي أنا قبل أن تموت ولو بنصف ساعة! يعني أنت لو قتلك مسلم, فكل ما عليه فعله هو أن يطلب الغفران من الله كي يضمن الجنة.
وماذا عنك أنت؟ بم تفيدك توبته إلى الله؟ هل ستعيدك إلى الحياة؟ هل ستمسح دموع من أحرقوا أعينهم بكاء عليك؟ أبداً, بالعكس. ولو كنت ملحداً فأنت من سيذهب إلى النار.
أي عدل وأي رحمة وأي حكمة؟ هذا لو أتى من بشري عادي لقلنا أنه إنسان نرجسي, أناني, مصاب بجنون العظمة, على أقل تقدير. أم أن الله يتعامل بصفاته الحسنى مع المسلمين فقط؟ هذا لا يجعله أرحم الراحمين ولا أحكم الحاكمين, إذ أن هناك من البشر من هو عادل ورحيم مع من هم على دينه ومن هم غير ذلك, مع من يحبهم, وحتى مع من يكرههم.
طيب ضع كل هذا جانباً, واضغط على نفسك واعتبر أن كل ما سبق عدل ورحمة وحكمة بالفعل, واشرح لي كيف يتفق هذا الكلام مع كون الله يقول عن نفسه أنه يسامح في حق نفسه ولا يسامح في حق عباده. كيف سنحلها هذه؟ هذا المبدأ يتعارض مع ذاك بشدة. لا يمكن أن يكون الاثنان صحيحين!
لو قلت لي أن كل ما سبق ينطبق على كل البشر ما عدا من كفر بالله, لأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك, أعود وأقول لك إذن لا تقل لي رحيم وعادل وحكيم من فضلك, هذا إله يغفر كل الأخطاء الصادرة إلى أي واحد من عباده, من مخلوقاته الهشة الضعيفة التي يفترض به أنه يحبها, إلا الخطأ الصادر في حقه هو. لو رأيت واحداً من البشر بمثل هذه الصفات, فماذا ستقول عنه؟
أنا وأنت وجميعنا نعرف جيداً أننا قابلنا من بين البشر من هو أكثر رحمة وعدل وحكمة من هذا, وبكثير!
هل أنا مخطئ؟
تحياتي