عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2025, 11:42 AM سليمان غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سليمان
عضو برونزي
 

سليمان is on a distinguished road
افتراضي مشكلات ايه الانعام 91

في سورة الانعام :
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)

عالم الاسلاميات غابرييل سعيد راينولدز يكشف الطابع الجدلي والتناقض الداخلي في النص القرآني من حيث مفهوم الوحي وطبيعته. هذا التحليل لا يكتفي بالتفسير اللغوي، بل يقارن بين الفهم اليهودي والمسيحي للوحي وبين الطريقة التي حاول محمد من خلالها تبرير ادعائه بالنبوة والوحي اذ يشير راينولدز إلى أن معارضي محمد كانوا يتوقعون أن يكون الوحي الحقيقي مصحوبًا بعلامات سماوية، مثل نزول ملاك، أو صعود النبي إلى السماء وعودته بكتاب، كما حدث مع موسى في جبل سيناء، أو كما ورد في رؤى الأنبياء مثل إشعياء، حزقيال، ويوحنا في سفر الرؤيا أما محمد، فكان يدّعي أن الوحي يأتيه عبر ملاك (جبريل) دون أي صعود أو رؤية سماوية ظاهرة، ودون أن يأتي بكتاب مادي من السماء. ولذلك كان خصومه يسخرون منه لأن ما كان يصفه لا يشبه النماذج المعروفة للوحي الإلهي في اليهودية والمسيحية.

"تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا". يشير راينولدز إلى أن هذا التعبير يدل على أن المخاطَبين ليسوا مشركين من قريش، بل يهود لديهم نصوص مكتوبة (القراطيس = الرقوق أو البرديات). لكن هذا يخلق تناقضًا جغرافيًا وتاريخيًا كبيرًا:

سورة الأنعام تُعتبر مكية، أي نزلت في مكة حيث لم يكن هناك وجود معروف لليهود.
الآية تتحدث عن قوم يعترفون بموسى وبالكتاب الذي جاء به، ما يدل على أنهم من أهل الكتاب وليسوا وثنيين.

إذن، كما قال Paret وReynolds، النص يبدو أنه يخاطب فئتين مختلفتين في نفس الوقت: فئة تنكر أصلًا فكرة الوحي (مشركو مكة)، وفئة تؤمن بالوحي لكنها تُتّهم بإخفاء جزء منه (اليهود). هذا الخلط يُظهر أن النص القرآني قد جُمِع من خطابات متعددة ودمجت لاحقًا دون انسجام منطقي أو سياقي.

كما نقل راينولدز عن الباحثة باتريشيا كرون (Patricia Crone) في دراستها “Angels versus Humans”، فإن اليهود والمسيحيين كانوا يؤمنون بأن النبي الحقيقي يدخل إلى المجال الإلهي ويتلقى المعرفة مباشرة من الله، كما حدث مع موسى عندما صعد إلى الجبل ولم يأكل أو يشرب لأنه دخل في حضرة الله أما محمد، فلم يصعد إلى السماء لتلقي الكتاب، ولم يظهر أمام الناس ببرهان سماوي محسوس. ولهذا رفض معارضوه تصديقه. والقرآن في مواضع أخرى يبرر هذا الرفض بالقول إن الله لا يرسل آيات إلا بإذنه (الأنعام 109)، مما يعكس ضعف الحجة وإدراك المؤلف لهذا الاعتراض الشعبي.

ثم الآية تبدأ بإنكار الكافرين لفكرة الوحي، وتنتهي بحديث عن كتاب موسى الذي يعترفون به — هذا تناقض داخلي واضح. كما أن استعمال كلمة "قراطيس" بصيغة الجمع يوحي بأن القرآن نفسه يقرّ بوجود وثائق مكتوبة عند خصومه كانت تُظهر وتُخفى بحسب المصلحة، وهو اتهام لا دليل عليه تاريخيًا بل يعكس نزعة عدائية ضد اليهود والمسيحيين.

اذن :

النص القرآني في الأنعام يجمع بين عناصر متناقضة زمانيًا وجغرافيًا.
يُظهر فهماً سطحياً لمفهوم الوحي اليهودي والمسيحي.
يحاول تبرير غياب المعجزات النبوية لمحمد بتغيير تعريف الوحي نفسه.

اقتباس:
6:91 On the expectation of unbelievers that divine messages would be brought by an angel, see commentary on 6:50 (with further references).
The Qurʾān returns here to a theme that is prominent in this Sura, namely, the argument of its opponents that true revelation is brought by someone who has gone up to heaven and returned with divine knowledge, or with a celestial book,
or by an angel who has come down from heaven; the Qurʾān also replies to this argument in verses 50 and 109 (cf. also v. 158). While verse 7 refers to the idea that God could have sent down a qirṭās (sing.) from heaven, here the Qurʾān speaks of the qarāṭīs (pl.) that its opponents display (in the first case Qarai translates as “paper” and in verse 91 as “parchments”; the term is used in later Arabic texts for “papyrus”). Verse 35 alludes to a tunnel and to a ladder by which one could ascend to heaven and return with a miraculous sign. Verse 37 (and again v. 109) notes the objection of the Qurʾān’s opponents that Muḥammad does not perform miracles. Verse 50 has the Prophet insist that he does not receive revelation in the way they expect it to be given. Verse 91 is meant to prove that God
can reveal (and has revealed) things in the way that the Qurʾān’s Prophet claims to receive revelation.
As Patricia Crone (“Angels versus Humans,” 332) notes, the Jewish (and Christian) understanding of the revelation to Moses is that he entered into the divine realm when he ascended to the top of Mount Sinai (for which reason he did not eat) and received the Torah:
R. Joshua b. Levi also said: When Moses ascended on high, the ministering angels spake before the Holy One, blessed be He, ‘Sovereign of the Universe!
What business has one born of woman amongst us?’ ‘He has come to receive the Torah,’ answered He to them. (b. Shabbat, 88b)
Similarly, in apocalyptic works the prophets, or visionaries, ascend to heaven and return to earth with a divine message. This is the case with the para-Biblical books of Enoch, and in the New Testament with the apostle John in the Book of Revelation: “Then, in my vision, I saw a door open in heaven and heard the same voice speaking to me, the voice like a trumpet, saying, ‘Come up here: I will show you what is to take place in the future’” (Rev 4:1). In other words, the perspective of the Qurʾān’s opponents on revelation seems to match that of
Jews and Christians.
The reference to the Qurʾān’s opponents’ display of “parchments” with Moses’s scripture implies that they are not pagans but likely Jews (although this is supposed to be a “Meccan” Sura and there should be no Jews in Mecca). As Paret (Kommentar, 147) notes, this is further complicated by the beginning of this verse, which seems to address not Jews but those who reject entirely the possibility of revelation.
Gabriel Said Reynolds, The Quran and the bible, P. 234 - 235
عالم الاسلاميات ريجيس بلاشير في تعليقه على الانعام 91 - 92 يكشف عن الطبيعة التاريخية المركبة للنص القرآني، خصوصًا في سورة الأنعام، حيث يُظهر التحليل أن الآية 91 تحتوي على تعديلات لاحقة تمت بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وأنها لم تكن جزءًا من النص المكي الأصلي.

يقول بلاشير إن هناك اختلافًا نصيًا واضحًا في الآية "Au lieu de la 2e pers., I. Katir, I. ‘Amir ainsi qu’Ubayy ont la 3e pers. : Ils la mettent etc."
أي أن بعض القراء (ابن كثير، ابن عامر، وأُبيّ بن كعب) قرؤوا الآية بصيغة الغائب ("يَجْعَلُونَهُ") بدلًا من صيغة المخاطب ("تَجْعَلُونَهُ"). وهذه ليست مجرد قراءة صوتية، بل هي اختلاف دلالي يُشير إلى إعادة صياغة النص ليتناسب مع سياق جديد.

وبلاشير يخلص إلى أن هذا التغيير هو محاولة "للتناغم" مع بداية الآية ("وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا...")، أي أن النص أعيد تحريره ليبدو متماسكًا نحويًا، لكنه في الحقيقة أُعيد بناؤه بعد فترة زمنية فيقول بلاشير صراحة "Il est incontestable que cette var. est une harmonisation due au début du verset et qu’on a ici une addition postérieure à l’Émigration à Médine." أي: "من المؤكد أن هذه القراءة هي تناغم أُضيف لاحقًا لتتلاءم مع مطلع الآية، ولدينا هنا إضافة لاحقة بعد الهجرة إلى المدينة."

وهذا تصريح خطير جدًا من منظور النقد النصي، لأنه يعني أن الآية خضعت لتعديل بعد أن تغيّر السياق التاريخي لمحمد. فالسورة مكية، ولكن المقطع الذي يخاطب اليهود ("تجعلونه قراطيس...") أضيف لاحقًا في المدينة عندما بدأ محمد يواجه اليهود هناك.

ثم يقول بلاشير"Le texte vise les Juifs de cette ville." أي أن النص يستهدف يهود المدينة وليس مشركي مكة. هذا يُظهر أن الآية ليست مكية كما يُزعم تقليديًا، بل هي مدنية أُدرجت ضمن نص مكي لاحقًا.

كما يلاحظ بلاشير أن عبارة "وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ" تشير إلى التعليم التلمودي (enseignement talmudique)، أي إلى الثقافة الدينية اليهودية المتقدمة التي لم تكن موجودة في مكة أصلًا.

اما عن تحليل لقب "أم القرى" (Umm al-Qurā) يشرح بلاشير أصل هذه التسمية "‘Umma-l-qurâ « la Mère des Cités » = la Mekke. Cette appellation provient sans doute de la place occupée par cette ville dans la vie religieuse de l’Arabie païenne..." أي أن لقب "أم القرى" لم يكن لقبًا وحيانيًا بل لقبًا وثنيًا قديمًا يدل على المكانة المركزية لمكة في العبادة الوثنية قبل الإسلام. ويضيف أن لاحقي المفسرين المسلمون أعادوا تفسير الاسم دينيًا ليتوافق مع فكرة "المركز الروحي للعالم".

وينبه بلاشير إلى أن بعض المفسرين المسلمين حاولوا تفسير كلمة "الأمي" بأنها تعني "من أم القرى"، لكن هذا التفسير باطل لغويًا وتاريخيًا قائلا "Le mot ‘ummi ... a été considéré parfois comme un ethnique signifiant : originaire de la ’Umm al-qurâ. Mais l’usage d’un tel ethnique n’est nulle part attesté." أي أنه لا يوجد أي دليل لغوي أو نصي في العربية القديمة على استخدام كلمة "أمي" بهذا المعنى. وهذا يُسقط أحد أهم التبريرات التي استخدمها المفسرون لتفسير جهل محمد بالقراءة والكتابة.

تحليل بلاشير يُظهر أن النص القرآني ليس وحدة وحي متماسكة، بل منتج تاريخي متطور خضع للتعديل والتحرير. ويمكن تلخيص نتائجه في النقاط التالية:

الآية 91 تحتوي على اختلافات قرائية تُظهر تعدد الطبقات النصية في القرآن.
الآية أُضيفت أو عُدّلت بعد الهجرة لتخاطب اليهود، رغم أنها في سورة مكية.
"أم القرى" تعبير وثني سابق أعيد تفسيره دينيًا لاحقًا.
"الأمي" لا علاقة له بمكة لغويًا ولا إثبات على ذلك في أي مصدر عربي قديم.

اقتباس:
91. Vous la mettez etc. Au lieu de la $2^{e}$ pers., I. Katir, I. ‘Amir ainsi qu’Ubayy ont la $3^{e}$ pers. : Ils la mettent etc. Il est incontestable que cette var. est une harmonisation due au début du vt. et qu’on a ici une addition postérieure à l’Émigration à Médine. Le texte vise les Juifs de cette ville. L’expression : On vous a enseigné... nos ancêtres paraît faire allusion à l’enseignement talmudique. || Puis laisse-les etc. V. la note sur vt. 67.

92. ’Umma-l-qurâ « la Mère des Cités » = la Mekke. Cette appellation provient sans doute de la place occupée par cette ville dans la vie religieuse de l’Arabie païenne et de sa suprématie sur les autres agglomérations du Hedjaz. Plus tard, l’exégèse dira que cette appellation a été donnée à la Mekke parce qu’elle est au centre du monde ; cf. Yâqût. Il est intéressant de rappeler que le mot ‘ummi (v. Introd., 7) a été considéré parfois comme un ethnique signifiant : originaire de la ’Umm al-qurâ. Mais l’usage d’un tel ethnique n’est nulle part attesté.
le coran régis blachère, Régis Blachère, P.162



  رد مع اقتباس