🎬 المشهد الأخير: ما بعد النهاية... حين أُطفئت الشاشات
(المكان: نفس قهوة شبرا. الليل نازل، والمروحة بتلف ببطء. سعيد قاعد ساكت، قدامه كوباية شاي نصها فاضي.
حمدي بي scroll على الموبايل بلا هدف، صوته واطي.)
سعيد: يا حمدي… فاكر أول مرة اتكلمنا عن الإلوهيم والدجال؟
كنا مولعين حماس وفكر وفضول…
دلوقتي الناس مش فاضية حتى تسأل سؤال واحد عن الوجود.
حمدي (بكسل): آه يا عم… الناس تعبانة. طول اليوم شغل ودوخة…
اللي بيرجع بيشغّل فيديوهات ضحك ولا مهرجان، عايز ينسى نفسه شوية.
حتى اللي مش بيشتغل، عايز يتسلّى… كلهم بيجروا ورا “اللاشيء” بنفس السرعة.
سعيد (بابتسامة حزينة): أهو ده أخطر من الدجال يا صاحبي.
زمان كان الشيطان بيخوف الناس… دلوقتي بيضحّكهم.
زمان كانوا بيموتوا في سبيل فكرة… دلوقتي مفيش فكرة تستحق إنك تقوم من على الكرسي علشانها.
(يصمتان. صوت المروحة والمقهى فقط.)
حمدي: يمكن خلاص يا سعيد… الوعي البشري اتحرق من كتر الأسئلة.
الناس بقت عايزة راحة… حتى لو راحة الوهم.
سعيد: آه، بس الوهم لما يطوّل… يبقى واقع.
ولو الواقع بقى أوهام… يبقى الليلة دي آخر مشهد فعلاً.
(ينهض ببطء، يطفئ التلفزيون في القهوة، فتنطفئ الإضاءة تدريجيًا.
يُسمع صوته وهو خارج:)
“ماعدش فيه وعي بيدور على الله،
ولا وهم بيخاف منه والدليل عدد الردود والمشاهدات ...
الكل دلوقتي بيدور على فيديو جديد.”
(الكادر يظلم تمامًا، وتظهر جملة الختام على الشاشة:)
"وهكذا انتصر الضجيج على الوجود،
وسكت الأحد... لأن لا أحد يسمع."
"من لا يعنيه أمر الشيء، فليس من جوهره.
وأكثر الناس يتدينون بالوراثة، لا بالوعي؛
لا فرق بين شيخٍ في المئذنة وقسيسٍ في الكنيسة،
سوى اللغة التي لُقِّناها، والأسرة التي أنبتتنا، والمجتمع الذي شكّلنا.
كلُّ إنسانٍ مسجونٌ في بيئته، حتى يقرر أن يرى من وراء جدرانها."
"وما نزل من عند واحب الوجود شيء، بل نحن الذين أسقطنا عليه أصواتنا."