اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة skeptic
الدين ليس تساؤل فلسفي، الدين يفسر المطر بملك يزمجر السحاب، هذا تفسير غير قابل للنفي، علوم زائفة ..
الدين يدعي خلق البشر من طين، هذا غير قابل للنفي وعلوم زائفة
الدين به بغلة طائرة تطير لنهاية الكون، ليس هناك نهاية الكون وهذا علم زائف...
الدين يدعي الكون خلق في سبعة أيام هذا لا يمكن نفية علم زائف...
....
اشياء كثيرة يدعها الدين، كتفسير للعالم وهي لا يمكن نفيها علوم زائفة...

|
إنت بتقول الدين علوم زائفة لأنه ما ينفعش يتنفي؟ طب إنت عارف إن فيلسوف العلم كارل بوبر نفسه قال إن القابلية للتفنيد شرط للعلوم التجريبية فقط مش لكل المعارف. يعني إنت بتقيس الدين بمسطرة غلط من الأساس.
وبعدين إنت بتسخر من الطين والمطر والسبعة أيام مع إن النصوص دي فيها تأويلات أعمق بكثير – الطين مثلًا وصف للمادة الأولية لجسم الإنسان (وهو فعلاً معظمه مكون من سلاله منقاة من معادن وأملاح وطين متصلب).
أما البغلة الطائرة، إنت واخد الحكاية بشكل طفولي كأنها كرتون، مع إن أي مؤرخ عاقل بيقرأ النصوص في إطارها الرمزي والمعجزي مش بالسطحية دي.
بوبر نفسه قال: لا أعرف إن كان الله موجودًا أو لا… بعض أشكال الإلحاد متغطرسة وجهلة أما اللاأدرية أن نقول 'ما نعلمش ونبحث عنها' — فهي تمام.
وقال: حين أنظر لما أسميه هدية الحياة، أشعر بالامتنان الذي ينسجم مع بعض الأفكار الدينية عن الله
وفي مكان آخر أكد أن وجوده في جمعية إنسانية ليس لأنه داعم للدين بل لأنه يعتقد بضرورة إظهار الاحترام لمن يؤمن بصدق : *"على الرغم من أنني لست من دعاة الدين أظن أنه يجب أن نظهر الاحترام لأي شخص يؤمن بصدق.
انت متمسك بكلام بوبر عن إن العلم الحقيقي هو اللي يقبل التكذيب. طيب كويس. خلينا نسألك: هل علم التشريح قابل للتكذيب؟ يعني لو درسنا جسم الإنسان ولقينا إن القلب مش في الصدر ولا الكبد مش في البطن يبقى ده تكذيب لعلم التشريح؟ الواقع بيقول لأ… لأن علم التشريح وصفي قائم على الملاحظة المباشرة مش على فرضيات قابلة للاختبار. ومع ذلك لا يسعك إلا الإيمان به وإلا هتبقى بتكذب عينيك وكتب الطب ومشرحة العالم كله.
يعني بوبر نفسه ما يقصدش إن كل معرفة إنسانية لازم تُكذَّب. هو بيتكلم عن العلوم التجريبية القائمة على الفرضية والتجربة مش المعارف الوصفية المباشرة زي التشريح أو الخرائط الجغرافية. فبالتالي وجود أقسام من المعرفة غير قابلة للتكذيب لا ينفي حقيقتها ولا يلزمنا نرميها في الزبالة. بالعكس الملحد نفسه بيؤمن بيها غصب عنه وده أكبر اعتراف ضمني إن معيار بوبر مش مطلق.