شكرا على الموضوع الجميل.
أنا شخصيا لا أظن أن إيمان الطبقة الأولى كان إيمانا عميقا بالدين. الروحانية (الخشوع، والعلاقة العمودية بين الفرد والله، روح النص، ترقيع التناقضات والبحث عن حكمة...) طارئة على الإسلام بعد عدة أجيال من صقل الأفكار والنصوص والنشأة فيه على أنه مسلّمة.
أما الأوائل فإما كانوا غير مصدقين لكن مستفيدين، أو كانوا منصاعين مع جماعتهم/قبيلتهم ولم يكن التفكير خاصية مفعلة عندهم، أو كانوا مؤمنين براجماتيين من نوعية ابن الخطاب (إن لم يكن من الفئة الأولى) أي يعتبرون أن فرض الصواب من وجهة نظرهم هو عين مراد الإله، أي أن عرفهم الشخصي هو دينهم، وكأن الدين لم يغير شيئا في حياتهم.
اقتباس:
لم يكن بحاجة إلى أن يشرح، بل فقط أن يُحرّم السؤال. وقد فعل.
كلُّ آيةٍ لا تُفهَم… هي اختبارٌ للإيمان،
وكلّ تناقض… حكمةٌ خفيّة،
وكلّ خطأٍ لغويّ… إعجازٌ بلاغي،
وكلّ أمرٍ غير منطقيّ… دليلٌ على أن "الله أعلم".
|
أنا لا أرى محمد (إن صح وجوده التاريخي بالصيغة التي يعتقدها المسلمون) داهية ولا سابقا لقومه في الذكاء. هي عملية إحصائية بعد عدة محاولات فاشلة، إن نجح أحد ما باجتماع ظروف الحظ والقدر الكافي من التخطيط وغباء المحيط... نقول عنه أنه اكتشف سر الخلطة وعرف من أين تؤكل الكتف...
محمد كان محظوظا بوجود عقلية لا تعرف عن التفكير النقدي إلا القليل. تم تصفية أفضلهم في البداية ولم يتبقى إلا بسطاء العقول. بعد تفوق المسلمين في العدد، أصبح الحكماء يلجمون أفواههم. والدليل على بساطة عقول القوم، هو أننا لم تردنا أي أخبار عن تداول محمد النصوص معهم. ما سمعنا محمدا يناقشهم في التعارض مع الآيات السابقة ولا في سبب التدرج ولا يناظر زعيم قبيلة... قرآنه كان مجرد يوميات "تنزل" فتدوّن، يحل محمد بها النزاعات بطريقة محلية زمنيا وظرفيا.
لو كان في القوم رجل رشيد لما مرت أحاديث مثل هذه عليه :
- اقرأ يا هشامُ . فقرأَ كما كانَ يقرأُ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ : هَكَذا أُنْزِلَت . ثمَّ قالَ : اقرَأ يا عمرُ . فقرأتُ ، فقالَ : هَكَذا أُنْزِلَت . ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ : إنَّ القرآنَ أُنزِلَ علَى سَبعةِ أحرُفٍ
- إذا حدَّثَكم أَهلُ الْكتابِ فلا تصدِّقوهم ولا تُكذِّبوهم فإمَّا أن يحدِّثوكم بحقٍّ فتُكذِّبوهُ وإمَّا أن يحدِّثوكم بباطلٍ فتصدِّقوهُ
الأنبياء ما هم إلا صيغة سابقة لــ "كوتشات" التنمية البشرية أو الاستثمار اليوم. بالرغم من معرفة الجميع بهدفهم الربحي، إلا أن الشعور بقلة القيمة يدفع الكثير من الناس إلى وضع نفسهم فريسة لهم للتخلص من هذا الشعور المزعج بالدونية وخوض أي مغامرة من نوع ما.
المسؤولية دائما مرمية على عاتق الضحية التي تسهل مأمورية النصاب.