عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2025, 09:34 PM shaki غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
shaki
عضو برونزي
الصورة الرمزية shaki
 

shaki is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمة وافتخر مشاهدة المشاركة
ثالثًا : المعجزات ودلائل النبوة :
إن الله تعالى قد أيد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالعديد من المعجزات والخوارق والآيات الحسية التي تدل على صدق نبوته وصحة رسالته كانشقاق القمر له ، وتسبيح الطعام والحصى بين يديه ، ونبوع الماء من بين أصابعه ، وتكثيره للطعام ونحو ذلك من معجزات وآيات رآها وعاينها جمع غفير ، ونقلت إلينا بالأسانيد الصحيحة التي وصلت إلى حد التواتر المعنوي الذي يفيد اليقين .
ومن ذلك ما صح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود أنه قال : " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ ، فَقَالَ : ( اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ ) فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ قَالَ : ( حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنْ اللَّهِ ) ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ ) .
أخرجه البخاري (3579) .
إنّ الحديث عن المعجزات الحسية والخوارق كدليل على النبوة ليس سوى استثمار في غياب التحقق؛ إذ أين هذه المعجزات اليوم؟ وأين الدليل الحي على وقوعها خارج الرواية؟ إن كل هذه المعجزات التي يذكرها الخطاب الديني لا وجود لها إلا في بطون كتب أهل الحديث، وروايات الرواة الذين يؤمنون سلفاً بصحة النبوة التي يفترض أنهم يبرهنون عليها.

إن شق القمر لو وقع حقاً لاهتزت له مدونات الفلك القديمة شرقاً وغرباً، ولكنك لا تجد له ذكراً خارج النص الإسلامي. إن تسبيح الحصى ونبوع الماء من الأصابع وتكثير الطعام ليست معجزات بل حكايات شفهية تتحرك في بيئة تؤمن بالخوارق قبل أن تطلب البرهان عليها.

إن العقل الحر لا يقبل الرواية شاهداً على نفسها. إن المعجزة الحقيقية لو حدثت لكانت خالدة الأثر، لا تحتاج إلى أن نسمعها من أفواه أتباع النبي ذاته. فحيثما يغيب الاستقلال في الشهادة، يذوب البرهان ويتحول إلى أسطورة.

ثم إن كثرة عدد من زعم أنهم رأوا المعجزات لا تقيم برهاناً عقلياً، لأن الجموع يمكن أن تنخدع وتتوهم وتصدق ما تحب أن تصدقه. أتباع بوذا والمسيح والهندوس يروون من الخوارق ما لو جمع، لملأ الأسماع أعاجيب، فهل نصدق الجميع معاً؟

إن المعجزة ـ في حقيقتها ـ لا تصلح برهاناً إلا لمن يراها بعينه، أما من يرويها بعد قرون فهو ناقل أسطورة لا شاهد حق.

والأدهى أن القرآن نفسه حين يُسأل عن المعجزات يقول:

"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" [الإسراء: 59]

فإذا كان الله يمنع الآيات، فمن أين جاءت كل هذه المعجزات التي تملأ كتب السيرة؟
أليس هذا تناقضاً آخر بين نص القرآن ورواية المرويات؟



  رد مع اقتباس