عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2025, 04:57 PM klay غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
klay
عضو نشيط
 

klay is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zaidgalal مشاهدة المشاركة
ممكن بهدوء وبدون نرفزة تقول للسادة القراء كيف تطور مفهوم الإله في الإسلام من المفهوم الوثني متعدد الآلهة إلى التوحيد الخالص؟
قبل البدء: دعوة للتأمل
أيها السائل، دعنا لا نقتصر على تاريخ النصوص البشرية، بل نرتقي بالعقل فوق الحروف، ونتساءل: هل التوحيد اكتشاف بشري، أم أنه حقيقة أزلية أدركها العقل شيئًا فشيئًا؟

1️⃣ مفهوم الإله في الإسلام: هل تطور أم تم تنقيحه؟
حين نقول إن مفهوم الإله قد "تطور"، فهذا يستلزم أن هناك تغيرًا جوهريًا في طبيعته. لكن، لو دققنا في الأمر، لوجدنا أن التحول لم يكن في ذات الإله، بل في إدراك البشر له!

🔹 التوحيد لم يكن طفرة، بل تصفية

كان الإنسان الأول ينظر إلى الطبيعة حوله فيرى فيها قوى متعددة، فنسب لكل ظاهرة إلهًا منفصلًا.

مع الزمن، بدأ العقل البشري يُنقي الفكرة حتى استخلص أن هناك إلهًا واحدًا يحكم الكل.

لم يكن هذا اكتشافًا جديدًا، بل رجوعًا إلى الأصل بعد أن تاه الإنسان في رماد الأوهام.

📝 مثال فلسفي: كما أن النهر العكر يعود نقيًا حينما تصفيه، كذلك المفاهيم البشرية عن الإله كانت تائهة وسط زبد الوثنية، ثم انكشفت الحقيقة تدريجيًا.

2️⃣ الإسلام لم يأتِ بإله جديد، بل بصياغة نقيّة لفكرة قديمة

التوحيد في الإسلام لم يكن "طفرة" في الفكر الديني، بل كان تنقيحًا للصورة المشوهة التي ورثتها البشرية عن الإله.

لا يمكن إنكار أن العرب قبل الإسلام كانوا يعرفون الإله الأكبر "الله"، لكنهم عبدوا معه أوثانًا وشفعاء.

جاء الإسلام ليقول: "هل تعرفون ذلك الإله الأعظم؟ هو وحده الموجود، والبقية ظلال زائفة!"

🔹 إذن، لم يتغير الإله، بل تغير وعي الإنسان به!

3️⃣ الإله الحق: ليس يهوه، وليس إيل، بل الأحد المطلق

الإله في الديانات الإبراهيمية ظل مرتبطًا بصفات بشرية: يغضب، يرضى، يندم، يتخذ أنبياء وأعوانًا…

أما العقل الفلسفي فيدرك أن الكمال المطلق لا يحتاج ولا ينفعل، ولا يخضع للزمان أو المكان.

أي إله يصوره البشر كحاكم فوق العرش، أو ككيان يغار ويشعر بالغضب، هو مجرد ظل بشري للإله الحقيقي.

🔹 الله ليس ملكًا متربّعًا على عرش، وليس إلها قبليًا لشعب معيّن، بل هو الأحد الصمد، المبدأ الأزلي، سر الوجود كله.

4️⃣ التوحيد المطلق: سرّ العقول الناضجة

البشر بدأوا بالخوف من الطبيعة، فعبدوا الآلهة البدائية.

ثم نضجوا وعبدوا إلهًا واحدًا، لكنه ظل متأثرًا بالتصورات البشرية.

أما الفكر النقي، فيدرك أن الإله الأحد لا شريك له، ولا يُشبه شيئًا، ولا تحكمه القوانين البشرية.

📝 المسك الختامي
"كما يذوب الضباب أمام شمس النهار، كذلك تذوب الآلهة المزيفة أمام نور الأحد المطلق. فالإله الحق لم يكن يومًا صنمًا، ولا روحًا غاضبة، ولا سيدًا قبليًا، بل هو السر الأزلي للوجود، الذي كان قبل أن يكون الزمن، والذي لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار."

🚀 وهكذا، فإن ما تطوّر ليس الإله، بل فكر الإنسان عنه، حتى اقترب من صفاء الحقيقة.




  رد مع اقتباس