من أعظم الأدلة على نبوة سيدنا محمد ص
بسم الله الرححمن الرحيم
عندما يقول الرب لموسى نبي العهد القديم العبري ، عندما يقول للشعب العبري المختار في كتابهم العبري ( التوراة ) في
سفر التثنية ص18( 18 أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك ، واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به
الله وعد النبي موسى بأنه سيقيم في المستقبل نبي مشرّع ( أي يأتي بشريعة ) كما أتى موسى لشعبه بشريعة ، ولذلك : من الذي يحدد وجه المماثلة بين موسى وذلك النبي الآتي الموعود في النبوءة؟ .. قطعاً : النص المقدس العبري نفسه هو الذي يحدد ويتكلم ويقول ذلك وليس اجتهادات البشر!، إن وجه المماثلة بين النبي موسى و النبي الآتي تكمن في نوع كلام الله ( بصرف النظر عن طريقة التواصل الاجتماعي بين الله والأنبياء )، أي أنه كما أن كلام الله الذي أتى به النبي موسى ، لابد وحتماً أن يكون مثل كلام الله الذي سيأتي به النبي الموعود في المستقبل تماماً
فلنتحقق :
أولا – لنتحقق من نوع كلام الله :
- أن كلام الله الذي أتى به النبي موسى لشعبه إن كان كلام شريعة فلابد أن يكون الكلام الذي سيأتي به ذلك النبي الآتي في المستقبل لابد أن يكون كلام شريعة أيضا.
- وإن كان الكلام الذي أتى به النبي موسى لشعبه كان نبوءات فقط أو بشارة مثلا فلابد أن يكون الكلام الذي سيأتي به النبي الآتي في المستقبل لابد أن يكون نبوءة أو بشارة أيضا
وعندما نتحقق من الأمر نجد الآتي :
- كلام الله الذي أتى به المسيح العبري عبارة عن بشارة بقرب مجيء ملكوت الله على يد رسول يأتي من بعده اسمه أحمد ، وبذلك فلا وجه مماثة بينه وبين النبي موسى!
- كلام الله الذي أتى به خاتم النبيين محمد ص عبارة عن شريعة ( القرآن ) بل هي أكمل وآخر الشرائع السماوية ، وبذلك تحقق وجه المماثلة بينه وبين النبي موسى
ثانيا – طريقة التواصل الاجتماعي بين الله من جهة و النبيان موسى و الموعود من جهة أخرى :
هنا طريقة التواصل بالكلام تختلف ، أي أن طريقة التواصل الاجتماعي بين الله والنبي موسى كانت طريقة قديمة ( طريقة من وراء الحجاب ) ، أما طريقة التواصل الاجتماعي الجديدة بين الله وذلك النبي الآتي الموعود في المستقبل ستختلف تماما عن الطريقة القديمة ، وستكون بطريقة جديدة ( طريقة الوحي المباشر ) ألطف من الطريقة القديمة، لأن العهد الجديد ( أي الشريعة الجديد ) له طريقة تواصل جديدة تختلف تماما عن الطريقة القديمة التي أزعجت الشعب بل كاد يموت من شدة هول ما رآه فوق جبل سيناء لذلك قال الشعب للرب (
لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت ) ، أي أن الشعب اعترف للرب بعدم استطاعته على التواصل مع الرب بهذه الطريقة الشديدة عليه ، لذلك استجاب الرب لطلبه ، وحسب كل ما طلب الشعب من الرب ، الرب وعد موسى النبي بأن يُقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم العرب مثل موسى
يعني الله وعد بني إسرائيل على لسان موسى بتطوير طريقة كلامه ( الذي يتعلق بالتشريع ) معهم، وكأن الله يقول لموسى : فل لهم في المرة القادمة أي في التشريع القادم (
طالما طريقة الحجاب مميتة لهم بدليل أنهم لا يستطيعون سماع صوت الرب أو رؤية النار العظيمة ) سوف أغيّر طريقة كلامي معهم من طريقة
الحجاب الجهرية الشديدة إلى طريقة
الوحي الخفية اللطيفة، لأن بني إسراءل صحيح كان شعب مختار لكنه رفض طريقة الكلام التي كلم بها موسى :
من يقرأ النص الكتابي يفهم منه أن الله استجاب لطلبهم ووعدهم بتغيير طريقة التواصل معهم مستقبلاً سواء الكلام أو الكتابة أو الحفظ من خلال تشريع جديد لكن على يد نبي جديد وبطريقة كلام جديدة :
- تغيير طريقة الكـلام : من الكلام وراء حجاب إلى الكلام بالوحي المباشر
- تغيير طريقة الكتابة : من الكتابة على الحجـر إلى الكتابة على القلـب
- تغيير طريقة الحفظ : من الحفظ داخل التابوت إلى الحفظ داخل الصدر
وبذلك يكون القرآن الكريم هو العهد الجديد ( أي عهد التشريع الجديد ) الذي قطعه الرب مع الشعب المختار العربي الجديد بصفة خاصة، وفي نفس الوقت الله تعالى ركز فيه على الشعب العبري اللي فسد وفقد ميزة وحصانة الاختيار، لكن الله خاطب الشعب العبري ( بني إسرائيل ) بلسان نبي عربي من اخوتهم بني قيــــدار إخوة بني إسرائيل، فالنبي الجديد هو محمد ص جاء بالعهد الجديد ( القرآن ) لأنه رحمة للعالمين كافة ولبني إسرائيل خاصة، تحقيقاً لكثير من نبوءات العهد القديم ( التوراة )
هذا فضلا عن أن الله تعالى أكد ووثّق هذا الوعد ( أي وعد تثنية 18 – 18 ) بوعد آخر على لسان النبي إرميا 31- 31 الذي قال فيه :
31: 31 ها ايام تاتي يقول الرب و اقطع مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا
عهدا جديدا
31: 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب
31: 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب
اجعل شريعتي في داخلهم و اكتبها على قلوبهم و اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا
31: 34 و لا يعلمون بعد كل واحد صاحبه و كل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب لاني اصفح عن اثمهم و لا اذكر خطيتهم بعد