وجود الخالق بحد ذاته وبما أنه الاله هو الأزلي والخالق الوحيد، فلا يمكن أن يوجد كائن آخر مستقل يكون مصدرًا للوحي المزعوم ، فعدم جود كائنات أخرى خارج نطاق البشر والملائكة والشيطان، يثبت أن الله هو الكائن الأسمى الوحيد.
ولكن هل المسلم يستطيع اثبات وجود الله/القراني الذي يؤمن به اولا ..؟!
1 - لاثبات وجود اله القران ، على المسلم ان يثبت مصداقية ما يحوية قرانه من اخبار وشخصيات طبقا للدراسات العلمية بناء على التحليل الاثري والنقد الادبي والمقارنة التوثيقية والدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية الخاصه بالقران .. وهذا صفر .. لا وجود له على كوكب الارض مما يجعل استخدام القرآن كـ دليل إثباتي مستقل على وجود الله القرآني غير ممكن بالمطلق من منظور أكاديمي علمي بحت.
فالقران عند اجماع كل العلماء عباره عن قصص اسطورية معروفة قبل الاسلام سواء كانت شفوية او مكتوبة معاد صياغتها في القران بشكل جديد .. ومن ناحيه ثانيه الاجماع عند العلماء هو ان اله القران هو الاله الاعلى للاصنام اللات والعزى ومناه الهه الوثنين قبل الاسلام وتمت إعادة صياغة التصورات السابقة لاله الوثنين وتقديمها في إطار توحيدي جديد في القران .
2 - لاثبات وجود الله القراني يجب وجود نبؤات قرانية دقيقة في تفاصيلها، بما في ذلك الأسماء والأماكن والأحداث المحددة، بحيث لا تترك مجالاً للتفسير الغامض أو المبهم وتحقيقها لاثبات ان مصدرها الهي .. و يجب أن تحدد النبؤات الإطار الزمني المتوقع لحدوث الحدث، مما يزيد من دقتها ومصداقيتها .. ويجب أن يكون هناك سجل تاريخي واضح يؤكد حدوث النبؤة كما تم التنبؤ به، وهو ما يعزز من مصداقيتها .. ويجب أن تكون النبؤة مستقلة عن التأثيرات البشرية أو التلاعب، بحيث لا يمكن القول بأنها تحققت بسبب تدخل بشري مباشروتثبت مصدر القران الالهي .. وهذا لا وجود له بالمطلق في القران .
اذن، اذا أراد المسلم إثبات وجود الله القرآني باستخدام القرآن كنقطة انطلاق، فإنه يحتاج إلى اتباع منهج منطقي يتكون من 3 مراحل رئيسية:
1 - إثبات مصداقية القرآن تاريخيًا وعلميًا .
2 - إثبات مصدر القرآن الإلهي عبر النبوءات الدقيقة وتحقيقها .
3 - استخدام الأدلة الفلسفية والعقلية والعلمية بعد التحقق من القرآن.
بالتالي فان استحاله المسلم من إثبات مصداقية القرآن تاريخيًا وعلميًا لمعرفه العلماء مصادر القران وعدم الاعتراف بها ، واستحالة إثبات مصدره الإلهي عبر النبوءات الدقيقة وتحقيقها لعدم وجودها بالمطلق ، فإن الأدلة الاخرى لن تكون ذات اي قيمة ، لانها قد تثبت وجود إله، لكنها لا تثبت أن هذا الإله هو الله الإسلامي بالتحديد.
|