- السماء كلمة متعددة الاستخدامات. "كل ما علاك فهو سماء" كما يقول اللغويون. فيدخل فيها غلافنا الجوي وتمتد لأقصى أطراف الكون، فوق المجرات والنجوم، إلى أن تصل لـ "سَمك" السماء، وهو المادة الصلبة المحيطة بالكون، والتي فيها أبواب (كما نعرف من حديث المعراج واستئذان جبريل لفتحها لمحمد)
نزول ماء الطوفان منها ممكن عقلا، لأنه حدث فريد استثنائي ومعجز، خارق لسنن الطبيعة المعتادة. ومن العجب أن نحاول تطبيق قوانين البخر والجاذبية عليه! تماما كما كنت أسخر من محاولة محمد عبده قبل مئة سنة لتفسير الطير الأبابيل بأنها وباء أو مرض الجمرة الخبيثة! فهذه خوارق، لا حاجة لتبريرها علميا.
- أجنحة الملائكة للتشريف لا للطيران في الهواء! جبريل عنده مئات منها مثلا. أما الصعود والهبوط فباستخدام المعارج.
- لا تخلط بين استخدامنا لمصطلحات علمية (شهاب، نيزك، كوكب، نجم) وبين استخدام العرب لها وقت نزول القرآن. الاصطلاحات مجرد اتفاق اصطلحنا عليه فيما بيننا، ولكل أهل صنعة مصطلحاتهم.. أما القرآن فنزل بلغة العرب، وهو غير مقيد بما يستحدث من مصطلحات.
مثال: كلمة كوكب ونجم لهما نفس المعنى في لغة العرب قديما، بغض النظر عن تفريق أهل الهيئة (علم الفلك) بين الكلمتين. وحتى أهل الهيئة كانوا يقولون عن النجوم أنها الكواكب الثوابت، وعن الكواكب أنها النجوم السيارة، وبالعكس. وتماما كما نقول نحن اليوم كلمة "سيارة" فنعني بها شيئا مختلفا عن المقصود بالكلمة في سورة يوسف.
ولهذا فكلمة شهاب تصلح للشهب الجوية (كما في حديث تعليق الرسول على شهاب رآه هو والصحابة) وتصلح أيضا لغيرها.
ثم أليس الفهم الشائع - والذي يحب الملحدون ترديده - هو أن القرآن يعتبر النجوم هي التي ترجم الشياطين بالشهب الحارقة؟ والنجوم مشتعلة، فلا حاجة لأكسجين الهواء الجوي أصلا كي نتصور انفصال أجزاء مشتعلة من النجم يقذف بها الشيطان مسترق السمع.
فأنتم متناقضون: أحيانا تقولون "القرآن يجعل رجم الشهب ظاهرة فضائية عند النجوم لا في الغلاف الجوي" ثم تقولون الآن "بل يقول أنها في الغلاف الجوي"!
والعجيب أنك تتبنى أفكار بعض الإعجازيين الذين كنت أناقشهم دائما فأجدهم مصرين على جعل السماوات السبع تعني طبقات الغلاف الجوي!! فدع عنك تقليد فرقة الإعجاز العلمي
|