عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2024, 07:30 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
4er333 رسالة إلى السيد المسيح - بقلم الكاتبة الرائعة وفاء سلطان

الجزء الأول:
——————
عزيزي السيد المسيح،
أعرفك مشغولا جدا وأنت تراقب وتدير وتتحكم بما
يجري في كونك، وتحديدا في مهدك ومسقط رأسك،
ومع هذا لجأت إليك!
لجأت إليك بعد أن خذلني أتباعك، خذلوني عندما طرحت أسئلتي بغية أن أعرفك كما أنت على حقيقتك،
لا كما يريدونني أن أعرفك!
ولم أكد أطرحها حتى اكتشفتهم وعرفتهم، وفشلت
في أن أعرفك فقررت أن ألجأ إليك توفيرا للوقت وللجهد،
والأهم توفيرا للكثير من معاناتي!
بعضهم حاول أن يجيب على أسئلتي، فأدخلوني
وأدخلوا انفسهم في مغبة البيضة والفرخة ومن أنجب الآخر،
والبعض فقد أعصابه فشتمني بالنصيرية العاهرة،
متجاوزا نظريتك "أحبوا أعداءكم"!
أحدهم اقترح أن اؤمن بك أولا ثم أفهمك ثانيا، وهذا فوق طاقتي لأنني مازلت ملتزمة بإمكانياتي العقلية
التي "وهبتني" إياها، والتي لا تؤمن إلا بما تعرفه!
وحدها صديقتي سوسن اقترحت أن أسألك بطريقة
مباشرة وأقسمتْ أنك سترد، وها أنا ألتزم بنصيحتها،
وسأعلن أسئلتي على الملأ وأنتظر بفارغ الصبر تفاعلك،
وبنفس الطريقة التي تتفاعل بها مع كونك،
وتحديدا مع ما يجري في مهدك!
مادمت أنت الإله لا شك أنك تعرف أنك خلقت للإنسان دماغا،
وبأنك سلّكت كل دماغ ببليون عصب وبطريقة تختلف من عقل إلى آخر، وهنا - في رأي - يُفترض أن تكمن عظمتك! ‏
بعض العقول، يا سيدي، بسيطة تقبل بالتلقين ولا تملك
القدرة على المحاكاة العقلية، ناهيك عن طرح السؤال،
وأنا أعترف بوجودهم واحترم محدوديتهم العقلية
شرط أن يلتزموا بها،
والبعض الآخر - أيها الإله - وأنت خير العارفين يملك دماغا مسلكا عصبيا بطريقة أخرى، طريقة طرح السؤال!
لقد برهن العلم أنه عندما يتعلق الأمر بالذكاء البشري
لم يولد البشر سواسية، ولا أحد فيهم يشبه الآخر
بمستوى ذكائه.
والذكاء تعريفا هو:
القدرة على اكتساب المعرفة، والقدرة على تطبيقها.
وطالما يُفترض أن تكون - كإله - مسؤولاً عما أعطيته،
بالتالي يجب أن تحاسب البشر وفقا لمقدار ما أعطيهم،
باعتبار أن الذكاء مسؤول عن صنع القرار.
أليس كذلك أيها السيد؟!
لا أظنك ستعترض على ماورد حتى الآن، وأنت عالم كل شيء!
لقد استخدمت مخزوني من الذكاء، وأشكرك عليه،
لأكتسب المعرفة التي أهّلتني لقراءة واستيعاب كتابك
المقدس، وأودّ أن أعترف بأن تلك المعرفة
قد وقفت عائقا بيني وبين قبوله!
وأنا أحترم وألتزم بما منحتني إياه من ذكاء كخالق،
إذا كنت أنت الخالق،
ولا أظنك ستحاسبني على استخدامه!
جارتنا أم طوني آمنت بك دون أن تقرأ حرفا من كتابك،
لأنها لم تكن تجيد القراءة،
أما أنا فرفضته عندما قرأته لأنني قيمته وفقا لمعرفتي،
فهل ستدخلها ملوكتك وتطردني منه!؟؟؟
إذا كان الجواب نعم، فأنا لا أريد ذلك الملكوت !!
……….
هذا من جهة ومن جهة ثانية، يؤكد علماء النفس،
والمفروض أن تكون أنت أكبرهم وأعلمهم،
يؤكدون على أن برمجة الدماغ تتم في العشر سنوات الأولى
من حياة الإنسان، وتلك البرمجة مسؤولة بشكل
شبه كامل عن حياته كلها وقراراته كلها.
فالسيدة أم طوني، كما هو حال الأغلبية الساحقة من أتباعك، تبعوك لأنهم ولدوا وتبرمجوا في عائلات مسيحية،
ولو ولدوا وتربوا في حضن أم علي لاختلف الأمر!
هل أنت إله عادل؟!
كيف ستتدخل أم طوني ملكوتك لمجرد أنها آمنت بك،
وأنت الذي ساهمت في مسيحيتها في اللحظة
التي قررت بها أن تولد مسيحية،
بينما رميتني في حضن أم علي التي كانت تبارك القمر
لأنها رأت وجه الإمام علي مرسوما على سطحه😜😜
القضية هنا أنني أريد أن أستوعب عدالتك، ليس إلّا!
….
أتركك الآن -أيها المعلم- لتتابع مايجري في مهدك،
على أمل اللقاء غدا❤️❤️

======================================

رسالتي إلى السيّد المسيح (الجزء الثاني)
—————————————————
أيها المعلم:
وبالمناسبة أحب كلمة معلم جدا❤️
تخيل نفسك في عالمنا الأرضي - أمريكا مثلا - معلما
على أحد الصفوف في مدرسة، ثم تقدمت
بطلب إلى جامعة هارفاد تقترح عليهم أن لا يقبلوا في جامعتهم إلا من يتخرج من صفك، كيف ستكون
ردّة فعلهم في بلد يحترم الإنسان
ويؤمن بمساواته أمام القانون وأمام الفرص؟
إذا كانت هذه عدالة الأرض فكيف تتوقع
أن تكون عدالة السماء؟
أحد "جهابذة" التفكير من أتباعك خبطني وعظة عصماء
زخرفها بمزيج غير متجانس من آيات اختلط فيها
الحابل بالنابل، يدافع فيها عن عدالتك!
اعترف خلالها أن القولبة تتم في العشر سنوات الأولى،
واعتبرها - مشكورا 😜- حقيقة علمية، ثم تابع:
ولكن الكثيرين من الناس معنين بأن يفكروا
ويعيدوا برمجة عقولهم!
وهي عبارة حق أراد بها باطلا!
كان بودي أن أسأله: (هل أعدت النظر أنت في برمجتك؟)
لو فعلت لما جمعت هذا الخليط من آيات تفتقر
إلى أي معنى إنساني!
لماذا تطالبني بإعادة النظر في برمجتي، ولقد سبق وفعلتها
متحدية بذلك ملياري بشري أغلبهم لا يملكون إلا سيوفهم،
وأنت لم تتجرأ على مجرد التفكير بإعادة برمجتك)؟!
كان بودي، ولكنني - أيها المعلم - لم أشأ أن أضيع
نفسا آخر، فلقد أرهقوني🤩
أنت تعلم أيها المعلم طبيعة العقل البشري،
وبأن إعادة البرمجة نحو الأفضل تتطلب مستوى
عاليا جدا من القدرة على التفكير والمقارنة
والمحاكاة العقلية والمنطق.
لذلك، أن تتوقع من ثلاثة أرباع البشرية والذين
لم يولدوا مسيحيين وبالتالي لم يؤمنوا بك،
أن تتوقع أن يعيدوا فك برمجتهم كي ينالوا رضاك
ويدخلوا ملكوتك، فهذا هو الظلم بعينه!
هذا من جهة ومن جهة ثانية، لقد قدمت حضرتك
المسيحية لجارتنا أم طوني على طبق من ذهب،
ولم تكلف نفسها- باعتبارها أميّة - عناء التفكير
بما جاء في كتابك المقدس، فاستسلمت وخرّت ساجدة،
ولا أتوقع منها أن تفعل شيئا مغايرا!
أما أنا، ولكي تقبلني في ملكوتك، عليّ أن أعيد برمجتي
وأخرج من قطيع لأدخل في قطيع آخر.
مع أن القطيعين تبرمجوا بنفس الطريقة التي تتطالب
حضرتك أتباعك بها، ألا وهي:
(طوبى للذين آمنوا ولم يروا)!!!!
كل خروف في كل قطيع آمن بدون أن يرى.
قطيعك لم يرك ومع هذا آمن بك، وهذه هي طريقة
كل قطيع في كل دين، فهم يؤمنون ولا يرون!
البوذيون آمنوا ببوذا دون أن يرونه، فلماذا هم خارج
حساباتك طالما اتبعوا نفس الطريقة؟!
اعذرني، فكل ما في الأمر أنني أحاول فهم عدالتك
العصيّة على الفهم!
يبدو أنها وحدها أم طوني التي فهمتها، فطوبى
لبسطاء العقول أنهم يرثون السماء😜
……
وطالما طالبتنا أن نؤمن بك دون أن نراك،
يحق لي سؤال آخر:
لماذا منحتنا القدرة على أن نبصر،
أليس للتمييز بين الضد وضدّه؟!
عندما لا يستخدم الإنسان بصره ليتحقق مما
يرى سيعيش حياته خبط عشواء!
لا أتصور أن إلهاً حقيقيا يسأل أتباعه أن يؤمنوا بما لا يروا،
فإن لم يروا ببصرهم، على الأقل ببصيرتهم!
لو التزم الإنسان بهذا الطلب لكنا اليوم جميعنا نعيش
كما عاش الرجل البدائي في كهوف مظلمة،
إذ لا فرق في تلك الحالة بين النور والظلام، ولا حاجة للرؤية!
لقد أخرجنا العلم من الظلام إلى النور من خلال ما رأى
رجاله، وليس من خلال إيمانهم بما لم يروا.
لا يوجد اكتشاف علمي أو قانون بشري استفادت منه البشرية إلا وكان ثمرة لرؤية حقيقية وأمينة!

أيها السيد،
شخصيا، لو لم أحملق تحت عدسة المجهر لأرى خلية
مكبّرة ١٠٠ ألف مرة لما آمنت بتلك القوة
الكونية العظيمة والتي أبدعت من خلال صنيعها❤️
نعم لقد آمنت بها عندما رأيت تفاصيل إبداعها،
واسقطت على الفور ايماني بأي إله لم أره،
ولم أتقبل أخلاقيا ولا إنسانيا ما وصلني منه.
لم أر تحت المجهر أي فرق بين خلية مسيحي أو بوذي
أو مسلم أو ملحد، لذلك آمنت بعدالة تلك القوة الكونية،
ولم اؤمن بإله آخر،
إذ لا اؤمن إلا بقوة عادلة!
لقد قلت حضرتك: من آمن بي وإن مات فسيحيا!
آسفة لا استطيع أن اؤمن إلا بقوة كونية أراها
من خلال إبداعاتها،
ليس هذا وحسب، بل من خلال عدالتها أيضا!
ولا أظنك عادلا، ما دام الإيمان وحده هو الذي
يضمن دخولي مملكتك،
وما دمت تريدني أن اؤمن بك دون أن أراك!

أتركك الآن مهتما بشؤون مهدك ومسقط رأسك
باعتبارك ربّ الجنود، وباعتبار أن خرافك هناك
يقطفون اليوم ثمار آياتك😢
على أمل أن نلتقي غدا كي نطرح المزيد من تلك الآيات🤗
*****************

===========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء الثالث)
—————————————-
عزيزي السيد المسيح،
يؤسفني جدا أنني لم أتلقَ منك أية إشارة
أنك قرأت رسائلي إليك،
يبدو أنك مشغول جدا بما يجري في مهدك،
وهذا حقك، فلقد بلغ سيل الدماء حد الزبى،
يا ربّ السلام!!!!!
أتمنى من كل قلبي أن تكون الأمور تحت السيطرة،
لعلّ آلام البشر هناك والتي استفحلت على مدى قرون
تخف، وأنت الذي ذقت الألم على الصليب،
إذ مازال إكليل الآلام بالنسبة للمؤمنين بك برهانا
على مصداقية مجيئك ونبل المهمة!!!!
نحن الأطباء نقيس مستوى الألم البشري وفقا لمقياس
يتدرج من الصفر إلى العشرة، وكم تساءلت:
ماذا كان مقدار ألمك حتى تحملنا نحن البشر منيّته،
وقد فاقت آلامنا كل المقاييس؟!
منذ أن علقوك على الصليب ونحن معلقون من أرجلنا
ورؤوسنا ترتطم بالأرض، وليس لدينا تفسير سوى
أنك فعلا لست من هذا العالم ولا تنتمي إليه!
خلقته ورميته وراء ظهرك ورحت تنعم في حضن أبيك السماوي، بينما بلايين الأطفال منذ يومها تعيش
وتموت ولا تجد حضنا تشعر فيه بلحظة أمان!
أما الذين آمنوا بك ولم يروك فهم مخدرون،
ينتظرون مجيئك وعيونهم مسمرة على السماء،
متجاهلين ما يجري خوفا من أن تهبط المركبة
ويفوتهم حفل الاستقبال!
أعتذر منك أيها المعلم، فعقلي لم يستوعب هذا السيناريو، ومن حق طفل أن يسأل أباه مليون سؤال
عن قصة ليلى والذئب، كي يستوعب كيف انخدعت ليلى
بالذئب وهي التي تستطيع أن تتبين تفاصيل
وجه جدتها ونعومة صوتها!
لقد كبر الطفل ياسيدي وضاعت منه كل فرصة
كي يتقبل تلك الخرافة😳
مليون سؤال يضج في رأسي، ولا أحلم أن أجد جوابا لسؤال
واحد يستطيع أن يقنع ما نضج داخل ذلك الرأس!
عندما قالت لي السيدة أم طوني، في محاولة لإقناعي
بقصة ليلى والذئب:
(بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به)
سألتها ببراءة ليلى:
لماذا ابنه الوحيد، ألم يكن قادرا أن يصنع غيره؟!
باغتها السؤال فقاطعتني😢
كبرت وصرت جدة ليلى ولم أعد أخاف من الذئب،
ومازال نفس السؤال يطرح نفسه:
لماذا يمنن الله العالم بأنه بذل ابنه الوحيد
وهو القادر على أن يخلق إبناً من روحه بلمح البصر؟!
لماذا يعتبره تضحية وبذلا طالما عاد إليه بعد ثلاثة أيام؟!
ماذا ستقول لبيل غيتس لو أخرج دولارا من جيبه،
وناوله لمشرد في الشارع، ثم قال له:
لا تنس فضلي عليك فلقد منحتك دولاري الوحيد😂
ناهيك أنه عاد بعد ثلاثة أيام واستردّه؟!🤣🤣
(هي مزحة وأظنك تحب المزح)
لماذا يحمّلنا منية آلامك التي لم تتجاوز دقائق،
وموتك الذي لم يتجاوز الثلاثة أيام، بينما يتجاهل
آلامنا التي عمرها ألفي عام،
وبأننا نموت في اللحظة مليون مرة؟!!
راقبت طفلة لم تتجاوز عامها الأول خسرت ساقها
وعشرين نفرا من أهلها، فرفعت رأسي إليك، وتساءلت:
من عانى من الألم عليه أن يحس ويقدر آلام الآخرين،
هل صحيح - أيها الرب - أن آلامك على الصليب
كانت أشد من الآلام التي ستعيشها تلك الطفلة
حتى آخر يوم في حياتها؟!
ولكن يبدو أنه لا حياة لمن أنادي😢
كم كان جميلا لو فاقت هذه الطفلة بعد ثلاثة أيام
لتجد نفسها بكامل لياقتها وفي حضن أبيها،
لو حدث ذلك لأدركنا أنه كان فيلما هوليوديا بنهاية جميلة!
ثم ماذا كانت الغاية من هذا السيناريو؟!!
أن تحررنا من خطيئة لا ناقة لنا بها ولا جمل!!
لقد ولدتُ روحا نقية، وما زالتُ أبذل قصارى جهدي
العقلي لأحمي نقاوتي من شرور هذا العالم التي
سببتها كل الأفلام الهوليودية، وليس فيلمك فقط🤗
نعم لقد أخطأتُ مرارا لأنها طبيعتي البشرية،
لكنني لم أرتكب يوما خطئية تستوجب منك
أن تُصلب لتحررني منها!
فلا تحاول أن تسربلني بعقدة الذنب أمام تضحية
لا برهان عليها سوى كتاب ضحل لغويا وأخلاقيا وانسانيا؟
تخيل أن أقنع ابني أنه وفي طفولته المبكرة سرق بيضة
من قن الجيران، وقد دفعت ثمنها كي أنقذه من عقابهم،
وعليه أن يسجد لي مدى الحياة اعترافاً بالجميل!
هو لا يتذكر أنه سرقها، وليس متأكدا أنني دفعت ثمنها،
ويتساءل: مادمتِ أمي ألستِ مسؤولة عن سلوكياتي؟
على الأقل في طفولتي!!!
فما بالك لو علم أن البيضة التي اتهمته بسرقتها،
لم يسرقها هو وإنما سرقها جدّه آدم؟!
تخيل - أيها الرب - حجم المهزلة التي سأجد نفسي
فيها أمام تساؤلات ابني!!
لا أظنك ستغضب مما طرحت، علما بأنني طرحته
بطريقة أخف حدة بكثير مما فعلته حضرتك
داخل الهيكل مع الصيارفة وباعة الحمام!
طرحتُ ما طرحت لأن الصيارفة وباعة الحمام مازالت
موجودة وتتمدد داخل كل الهياكل التي قامت لعبادتك،
وتحت القبب التي تمجد اسمك!
تلك الحتوتة التي سأعود إليها لاحقا، فقصة ليلى والذئب
لم تنتهِ بعد، ومازال لدى ليلى مليون سؤال…
فإلى لقاء!
**************

=======================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء الرابع)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي السيد المسيح،
استميحكم عذرا!
أعرف أنكم معشر الآلهة لا تحبون الفلاسفة،
لكنني مضطرة اليوم أن أبدأ رسالتي إليك، بقول لفيلسوف
طالما أعجبني!
إنه الفيلسوف البريطاني Aldous Huxley
الذي قال:
The deepest sin against the human mind is to believe things without evidence!
(أكبر خطيئة ترتكب بحق العقل البشري هي أن تؤمن
بأشياء لا دليل لها)
وبناء على قوله هذا الذي أبجّله، لا أعتقد أنني سمحت لنفسي أن
أرتكب خطيئة كبيرة كهذه تستوجب أن يصلب
الإله نفسه كي ينقذني منها.
وقد تستغرب لو عرفت: شخصيا، الدليل الذي أبحث عنه هو الدليل الأخلاقي والإنساني وليس بالضرورة الدليل المادي،
فأنا اؤمن بأمور كثيرة لا دليل مادي يبرهن صحتها، ولكنها حتما
ذات أبعاد فلسفية وإنسانية جميلة، بل جميلة جدا!
فلو انتظرنا لكي نعثر على دليل مادي لكل فكرة جميلة
لفاتنا الكثير من جمال هذا الكون الذي هو لغز بالمطلق،
وجماله يكمن في لغزيته!
عندما يتعلق الأمر بالتقاط مكامن الجمال واستقطاب طاقته،
أعتقد أن الكون قد منحني عينا مجهرية وشغفا
يدفعني لأن أراقب طيور الهيومينغ لساعات، وهي تقف على
أزهاري وورودي، فأقرأ عظمة الخالق في أجنحتها التي ترفرف بنسبة
قد تصل إلى ٨٠ ضربة في الثانية الواحدة.
معجزة كهذه تبرهن لي على وجود الإله أكثر من كل الكتب المقدسة
التي زعمت أنها البرهان الوحيد على وجود الإله، والتي تفيض بقبائح
يندّى لها جبين من يمتلك ذرة عقل، ناهيك عمن يملك عقلا مبدعا،
كذلك العقل الذي استطاع أن يحصي ضربات الأجنحة
رغم سرعتها التي تسابق سرعة الضوء!
عذرا أيها المعلم،
لو شاء لي قدري أن أولد في زمنك وأشهد بأم عينيّ أنك أعدت البصر
للأعمى وأحيت الميت ورجعت بعد الموت،
لكنني في الوقت نفسه سمعتك تقول:
(لم أرسل إلّا إلى خراف بيت اسرائيل الضالة)،
لكفرت بك وأسقطت من حساباتي كل معجزاتك!!
الكلمة هي المعجزة الوحيدة عبر التاريخ، وهي الأقوى سلبا أو إيجابا،
لأنها تظل برهانا على مدى الدهر، بينما تموت كل المعجزات الأخرى
بموت من ادعى أنه شهدها.
عبارتك تلك لا يمكن أن يتفوه بها إله، وهو المفروض أن يعي تداعياتها
ويعرف كيف يفكر ويسلك البشر، ومدى قوة الكلمة وخطورتها.
هذه العبارة لوحدها كفيلة بأن تنسف مصداقية أي إله!
هي لغويا بسيطة وواضحة ولا تحتاج إلى تأويل وتفسير إلا إذا
حاول بعض المجانين
أن يغلفوا قباحتها ببعض المساحيق الرخيصة والفاقدة لصلاحيتها.
لا أصدق أن إلها يترك كونه كله وينزل بنفسه على بقعة أصغر
من بخش النملة بالنسبة للأرض، ناهيك عن حجمها بالنسبة للكون،
ليهدي خرافها الضالة متجاهلا خراف الصين، واليابان، والهنود الحمر
وحتى خراف جيرانه التي تلتصق بغرفة نومه!
إذا تناولنا تلك العبارة لغويا لوجدنا:
لم: حرف نفي وينفي ما بعده نفيا قاطعا.
إلاّ: أداة استثناء تستثني ما تم نفيه من قبل لم.
الأمر الذي يبلور رسالتك ويحددها ويحدد لمن اُرسلتَ إليه، أليس كذلك؟
ثم تأتي لاحقا لتقول أنك أتيت لتخلص الإنسان في كل زمان ومكان،
أليس هذا أمرا يناقض المنطق والأخلاق؟!
ثم أي خلق تنطوي عليه تلك العبارة عندما يقولها إله ويوصم
بها فئة من البشر دون غيرهم بالضلال؟!!
هل يعقل أن هناك فئة من البشر ضالة بالمطلق؟
أحلفك بأبيك السماوي أن تسأله:
لو قلتها بطريقة أخرى، كأن تأتي على الشكل التالي:
(لقد اُرسلت إلى خراف هذا العالم الضالة)
أليست ستكون أكثر قبولا رغم قباحتها؟!
منذ أن قيلت تلك العبارة والعالم يئن تحت جراحها ويدفع ثمنها
بشكل أو بآخر!
جاء "نبي الرحمة" بعدك، فقال لأتباعه: دعوني أزيدكم من الشعر بيتا،
هذه الخراف ليست ضالة وحسب، وإنما هي من نسل القردة والخنازير،
وهم وحدهم المغضوب عليهم!
ثم مسك سيفه ونزل تقطيعا برقابهم بلا رحمة ولا شفقة.
كان يخلع سراويل أطفالهم ولو رأى شعرة قد نبتت
على عانة أي منهم يقطع رقبته بلمح البصر!
كان "رحيما" للغاية إذ لم يقطع رقبة طفل لم ينبت شعر عانته بعد!!!
ليتك لم تطالب أتباعك بأن يحبوا أعداءهم،
وبدلا عن ذلك ترفّعت عن أن تصنع منهم أعداءً.
"أحبوا أعداءكم" تلك العبارة التي صارت تُستخدم خرقا لكل خزق،
وما أكثر الخزوق؟
فالأهم من أن تحب أعداءك أن لا تساهم في خلق عداوتهم...
أليس ما يجري في مهدك برهانا دامغا على مساهمتك في خلق تلك العداوة؟
لا يمكن أن أرى موقفا سياسيا إلا ويخفي وراءه حقدا وعداوة دينية،
نبعت من تلك الكتب الضحلة والهشة لغويا وأخلاقيا.
يحاولون أن يقنعوني بأنهم يرفضون الظلم وقتل الأطفال، وكأن قتل
مليوني سوري لم يكن ظلما،
ولم يكن غرق الأطفال السوريين في المحيطات جريمة؟
فلماذا لم أر قطعانا تنتفض وتحتج عندما اُرتكبت بحق وطني أكبر مجزرة
في تاريخ البشرية؟!!
مرعب النفاق الديني وأخطر بمليون مرّة من النفاق السياسي!
في كل زمان ومكان، وجدتْ تلك الخراف نفسها محاصرة من قبل
أكثر من نصف سكان الأرض ومهددة بالفناء.
طاردها العنف في كل بقاع العالم ولم يزل، والتاريخ شاهد حي!
لا أدافع عنها لأنني أشرب حليبها كما قد يزعم بعض من أتباعك،
بل لأنني مشيت في أحذيتهم وعانيت آلامهم كإنسانة تنتمي إلى أقلية
وصمت بالعار والكفر والعهر، كما
ناداني أحد قديسيك: أيتها "النصيرية" العاهرة!
الوصم والتعميم جريمة، بل أبشع جرائم الأرض!
عندما وقفت وصرخت من على أكبر منبر إعلامي اسلامي، يوم كان
من يقترب من الإسلام قيد شعرة يدفع حياته ثمنا ولو تعلق بجدار الكعبة،
صرخت مدافعة عن أتباعك بجرأة لم يسبق وشهدها التاريخ:
(بأي حق أيها الإرهابيون تقتلون ٢١ فلاحا قبطيا؟)
خاطرتُ بحياتي ودافعتُ عنهم لا لأنني كنت أتقاضى راتبا منهم،
بل لأنني كنت أمارس مسؤوليتي في الدفاع عن كلّ مضطديّ الأرض،
باعتباري واحدة منهم، ولقد عانيت من الاضطهاد!
نعم، خاطرت بحياتي ودفعت ثمنا باهظا سأبوح به يوما،
ثمنا رغم فداحته أقلّ بكثير ممّا منّ به الكون عليّ نظرا لمواقفي
في نصرة المظلومين، فعدل الكون أكبر من أي ظلم!
العام الماضي ولأنني نشرت مقالا عن حتوتة ذبح ابراهيم لابنه،
نطّ قسيس قبطي ليقول: وفاء سلطان مسكونة بالشياطين،
مواريا حقده وضحالة تفكيره خلف عبارتك "أحبوا أعداءكم"!
من جهة أخرى يبدو أن مهمتك ـ أيها المعلم ـ قد فشلت،
فكل مهمة غير إنسانية يتصدى لها الكون ويفشلها.
إذ مازالت تلك الخراف حيّة، قويّة وتتمدد، تمارس حقها في الحياة وتدافع عن وجودها،
وفي الوقت نفسه تلعب دورا مهمّا ورئيسيّا في كل مجال إنساني!
ليت كل أقلية مضطهدة على سطح الأرض تتمسك بوجودها، وترتقي
بعقولها، وتلقن من ينادي بفنائها درسا في مواجهة الحياة كما فعلت
تلك الخراف.
هكذا وهكذا فقط نتعلم قيمة الدفاع عن هوياتنا ووجودنا ضدّ من
يوصمنا بالضلال ويهددنا،
أما أن ننادي بضلال غيرنا محاولين أن نمسحهم عن سطح الأرض، ثم
نتباكى أمام قوتهم فهذا هو النفاق بعينه!
لقد دخلتَ هيكلهم وطردتهم معلنا أن بيتك للصلاة وليس مغارة للصوص،
جميل قولك هذا، أليس كذلك؟
ولكن هل فعلا نجحت خطتك وصار ذلك الهيكل بيتا للصلاة
وليس مغارة للصوص؟!!
في العرف الحضاري اليوم، لا يحق لأي إنسان أن يقتحم معبدا ويطرد
روّاده مدّعيا أنه جاء لتطهيره، لأنه باختصار "ما هكذا تورد الإبل"،
ولو حصل سيُقاد إلى أقرب سجن أو مصح للأمراض العقلية.
والدليل مازالت معابدهم موجودة، وليست بيوتك في اي مكان مطهرة
من اللصوص والباعة!
ويبقى السؤال:
طردتهم وقلبت عليهم الهيكل رأسا على عقب، بينما وعلى مدى مئات
السنين رحت تشهد بأم عينيك ما يحدث تحت قبة أكبر صرح ديني
يهتف باسمك من اعتداءات جنسية وإنسانية قبيحة للغاية،
دون أن تقلب عليهم موازينهم وتندد بلصوصيتهم،
يضاف إليها أن سوق الباعة تحت تلك القبة يملك خزينة
أكبر من خزينة أية دولة في التاريخ البشري!
ماورد على لسانك بخصوص تلك الخراف وما بدر من سلوك داخل
هيكلهم سهّل على أتباعك ومن جاء بعدك مهمة شيطنة تلك الخراف
ولصق كل ما هو قبيح بهم.
إذا عثرت دابة في القطب الشمالي يتسارع المهووسون بتلك التعاليم
إلى الإدعاء "إنها مؤامرة خاروفية"!
الخراف الضالة تحكم العالم...
الخراف الضالة تتحكم بأموال العالم...
الخراف الضالة تمارس القتل واللصوصية....
الخراف الضالة تسيّر أمريكا وتملك هولييود...
الخراف الضالة وراء الفيروسات ووراء لقاحات تهدف لقتل البشر...
الخراف الضالة وراء الحروب،
وما شابه ذلك من وصم يهدف إلى التشويه ولا يمت
إلى الأخلاق البشرية بصلة!
وقفتُ معهم لأن من اختلف معي وصمني بـ "علويتي"
ووصم العلويين بالعهر.
وقفت معهم لأنني مشيت في أحذيتهم كامرأة تنتمي إلى أقلية
وعانت من الوصم والظلم.
وقفت معهم كما وقفتُ مع الأقباط والمسيحيين المضطهدين في كل
البلدان الاسلامية،
وكما وقفت مع الكورد بخصوص قضيتهم العادلة، وكما وقفت مع الأمازيغ
عندما شوّه الجراد الصحراوي هويتهم،
وكما وقفت مع الإيزيدين عندما سُلبت أملاكهم وانتهكت نساؤهم من
قبل جنود "نبي الرحمة"،
وكما وقفت مع الشيعة عندما طحنهم صدّام حسين،
وكما وقفت مع السنة عندما طحنهم بشار الأسد.
وسأظل أقف بقوة وبوضوح ـ وضوح فشل كتابك المقدس في أن يتبناه ـ ،
سأظل أقف مع كل مضطهد على سطح الأرض!
لقد مشيت في أحذيتهم وعانيت من مسامير تلك الأحذية، وتألمت
عندما وصمني أحد قديسيك (بالنصيرية العاهرة) كما يتألم كلّ من
هذه الخراف لأنك وصمتها بالضلال.
كل الأقليات الدينية تبهدلت في ظل الأكثرية عبر التاريخ البشري،
لكن معاناة تلك "الخراف" هي الأكبر والأشد ألما،
إذ لم يبلغ حقد في الأرض مقدار الحقد عليها!
ولأنها صمدت في وجه ذلك الحقد وأثبتت جدارتها
في كل المجالات لا أملك إلا أن أقف احتراما وتبجيلا لها.
أيها المعلم،
ألستك القائل "لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون"؟!!
أليست الكلمة القبيحة هي أبشع أنواع السيوف، وخصوصا عندما
نوصم بها فئة بشرية بالكامل؟!!
أليس لهذا السبب قد يهلك العالم وتبقى تلك الخراف؟!!
.........
سأنهي رسالتي إليك كما بدأتها، بقول لأحد الفلاسفة، لكنني لا أذكر اسمه:
People are going to label you. It's how you overcome those
!labels, thats what counts
(لا شك أن الناس سيجدون طريقة لوصمك بما هو عار،
لكن الأهم في نهاية المطاف، كيف ستثبت نفسك وتتصدى لذلك الوصم).
نعم، المهم في السياق التاريخي هو كيف تصدّت تلك الخراف
لوصمها بالضلال وحرب التشويه التي واجهتها،
وكيف تصدّيت أنا لوصمي بالنصيرية العاهرة،
وكيف سيتصدى كل مظلوم لوصمه بالعار!
....
على أمل أن أستأنف رسالتي قريبا!

========================

(الجزء الخامس)
———————
عزيزي السيد المسيح،
أحب أن ألفت نظرك إلى ضحالة خرافك المستميتين
لتفنيد رسائلي إليك، فهم آمنوا بما لُقنوا
وشهدوا على مالا رأوا، واستخدموا أجوبة معلبة أكل
العلم عليها وشرب.
أما الإبر التي استخدموها لترقيع الخزق فخزّقت أكثر
مما رتقت!
حضرتك معلم، والمعلم يدري أن حرّاس الكلمة
خلبيون ووهميون، فالكلمة هي نفسها الحارس الأمين
على وجودها، ولا تحتاج إلى من يحرسها.
الفكرة الجميلة تفرض نفسها من خلال ثمارها،
ونبتة القمح لا يمكن أن تعطي شعيرا!
بعد ألفين عاما من الآن سيقرأ الإنسان رسائلي إليك،
وسيفهمها كما قصدتها، دون الحاجة إلى من يرقّع
أو يحاول أن يخزّق!
هذا أنا الإنسان الذي يبقى محدودا مقارنة بالخالق الكلي القدرة، فما بالك به!!
عندما يكتب أي منا عبارة من عدة كلمات، لكنها تحتاج إلى
شرح يتطلب عدة صفحات،
فاعلم أنه فشل في إيصال الرسالة!
ذكرتني محاولة جنودك في الدفاع عن عبارتك
(لم أرسل إلا لخراف بيت اسرائيل الضالة)، برسالة
كتبها مفكر بريطاني لم أعد اذكر اسمه، كتبها لصديق له،
جاء في مقدمتها:
(أعتذر عن طول الرسالة إذ لم يكن لدي وقت لأختصرها)!!
ولقد قال العرب: خير الكلام ما قلّ ودل!
هذا القليل الذي يحمل الدليل الدامغ فعلا يحتاج إلى وقت،
ويتطلب عمقا في التفكير كي لا يُلقى الكلام جزافا!
العقل الباطن ياسيدي رهيب،
ولقد صُمم بطريقة لا تقبل اللف والدوران، وتتحكم به
العبارة كما قيلت لا كما يحاول حراسها الوهميون
أن يرقّعونها!
والبرهان المطلق هو ما يجري في عقر مهدك!
نظرية الخراف الضالة تدعمها شتائم "نبي الرحمة"
وسيوفه هي التي آلت بنا إلى هذه الكوارث،
ولولاها لما غرقت المنطقة في محيطات من الدمار والدماء!
ليس دفاعا عن تلك الخراف، فعهدهم القديم كما هو عهدك
الجديد لا اشتريهم لغويا وفكريا واخلاقيا بقشرة بصلة!
لكن الكلمة مهما كانت سيئة لا تقود إلى هذا الدمار إلا عندما تحمل في طياتها مهمة الغاء الآخر وإزالته من الوجود!
ولنا في بقية العالم برهان آخر، إذ لديهم آلاف الأديان
التي تحمل خرافات تخلو من دلالات روحانية وانسانية وأفكارا سيئة ومتناقضة،
لكن لم يزعم أي منها أنه جاء ليلغي غيره، الأمر الذي
خفف من حدة الاحتقان وضراوة الصراع، وجنّب بلدانهم
الكثير من الدمار الذي نراه في مهدك!
لو تركتم تلك الخراف في حالها لما أحرقت الإسطبل
بمن فيه.
إنها ياسيدي غريزة البقاء!
باعتبارك "الإله"، كان من المفروض أن تدرك
القوة التي تكمن في غريزة البقاء!
تقول الخرافة أنه في زمن الطوفان كانت المرأة ترفع رضيعها
بيديها فوق رأسها كي لا يغرق، ولكن ما أن يصل منسوب
الماء إلى انفها وتعرف أنها حتما ستغرق حتى تلقي ابنها
في الماء وتقف عليه كيف تمد في عمرها ولو للحظات!
طبعا هي خرافة، ولكن تنطوي على حقيقة كونية، وهي أن الروح لا تغادر جسدها حتى تقاتل من أجل الحياة
مستنزفة آخر رمق فيها.
وهذا هو سرّ استمرار وديمومة الوجود البشري!
اليوم اختلط الحابل بالنابل والقاتل بالمقتول،
ولم نعد نعرف المجرم من الضحية،
ويحتاج الأمر إلى عقل صافٍ ومتقد وضمير نقي كي
يغربل الأمور ويصل إلى جذورها!
أدرك حقيقة لا ريب فيها ألا وهي أن محاولاتي للوصول إلى
الجذر ليست سهلة، وقد تكلفني ثمنا باهظا،
ولكن منذ أن تبلورت لدي الغاية من وجودي، ألا وهي أن أترك الحياة أجمل مما كانت عندما أتيتها، تمسكت بتلك المهمة!
وكلما ساهم الإنسان بنية صافية في صنع الجمال
يزداد جمالا!
كلما كتبت عبارة نويت من خلالها أن أردم خندقا
وأبني جسرا كلما تفتّحت وردة في حديقتي،
حتى أغرقني الجمال ورحت أستحم في عطره!
أيها المعلم،
لقد زودنا الخالق بالقدرة على التمييز بين الجمال والقبح،
لكن الأديان، ولأنها أحاطت نفسها بالقدسية،
قتلت تلك الفطرة، فخرج إنسانها مشوشا
غاضبا مستاء من نفسه قبل غيره،
إذ لم أصادف في حياتي متدينا مهووسا إلا واكتشفت
بسهولة أنه مضطرب روحانيا وعقليا.
أما كيف نميّز بين الجمال والقبح فيما نصنعه، فالأمر في غاية السهولة، إنها فطرة ولدنا عليها.
فعندما أسير باتجاه هدف وأرى الخالق يسهل عليّ الدرب
ويسربلني بالرضى أعلم عندها نبل المهمة،
أما عندما أشعر بقوة معاكسة تعرقل خطواتي ويرافقها إحساس بالخوف والقلق وعدم الرضى،
احترم تلك القوة وارتد على أعقابي!
كل إنسان، لو أراد، يستطيع أن يتبين نبل أية مهمة
يقوم بها من خبثها،
وذلك بالعودة إلى أحاسيسه وهو ينفذها!
الكارثة التي سببتها الأديان أنها قتلت تلك الفطرة،
فصار أتباعها ينفذون الأوامر معصوبي البصر والبصيرة،
غير مراعين مدى سخطهم على أنفسهم وعلى غيرهم، وغير
مدركين لنوعية القوة التي تعاكسهم ظنا منهم
أن ذلك هو ثمن الإيمان!
لقد قابلت آلافا منهم، يعانون فوق ما يتخيله الأمر،
واستطعت بسهولة أن أتبين مكامن الخلل.
كانوا مقتنعين إلى حد لا حدود له أن معاناتهم طبيعية وبأن المكافأة في السماء وليست على الأرض.
تلك القناعة التي أعمت بصائرهم على أن يروا الخلل في
أفكارهم وإيمانهم الوهمي.
صحيح أن الكوارث الخارجة عن إرادة الإنسان قد تصيب الطيب والخبيث على حد سواء،
لكنها لا تقتل روحانيا ونفسيا إلا الخبيث الذي يرى في
إيمانه مبررا وستارا لخبثه!
كأي إنسان آخر لستُ في مأمن من تلك الكوارث،
لكن روحي مطهّرة من كل خبث،
وهي وحدها دليلي على نبل المهمة!
لقد توصلت إلى طريقة سهلة جدا لمعرفة الإله الحقيقي،
فهو ذلك الإله الذي تراه في مرآتك، وهو القوة التي تدفعك إلى الأمام أو تعرقلك بناءً على طبيعة المهمة ونبل الهدف.
هذا الصباح رأيت إلهي في مرآتي،
ولم أكد ألقي عليه تحية الصباح حتى مسك بيدي،
ورحتُ مدفوعة بقوته أكتب لك هذه الرسالة ❤️
**********

===============================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء السادس)
———————
عزيزي السيد المسيح،
أحد خرافك تواصل معي وعبر عن استيائه من
تشبيهي غير المنطقي (على حد وصفه) لموقفك
من خراف بيت اسرائيل بموقف "نبي الرحمة" منهم…
ولأنني أدرك أن أغلب مشاعر الاستياء تنجم عن الافتقار
إلى المنطق والجهل وعدم الإلمام بالأسباب المباشرة
وغير المباشرة لأي موقف، قررت أن أصر على موقفي:
(نعم لم أر فرقا بين وصمك لها بالضلال وزعم
"نبي الرحمة، أنها من سلالة القردة والخنازير ومن أنها
نالت غضب الله إلى أبد الآبدين…
لا فرق…لا فرق….لا فرق)
الخطأ مهما بدا صغيرا عندما تتجاهله يقود لاحقا
إلى أخطاء أخرى قد تكون كارثية، وخصوصا
عندما يرتكبه معلم بحجمك، وهذا ما حدث😢
لقد علمتنا الحكايا والأمثال الشعبية دروسا ومواعظ
أفضل بمليون مرة مما علمتنا إياه كل الكتب المقدسة،
لأنها كانت الاستنتاجات التي وصل إليها البشر من خلال
تجارب شخصية كثيرة ومتكررة، ولم تكن أفكارا
معلبة ومسبقة التصنيع، وتم تصنيعها في
السماء حيث لا من رأى ولا من شهد!
أحد هذه الأمثال يقول: غلطة المعلم بألف!
نعم عندما يغلط المعلم ندفع الثمن ألف ضعفا،
وها نحن ندفعه، ويا له من ثمن!
وتقول قصة شعبية ذات دلالة فلسفية وأخلاقية،تقول:
أن لصا قد ارتكب عدة جرائم أثناء محاولته
السطو على البنوك والبيوت، ولما وقع في أيدي العدالة
حُكم عليه بالإعدام.
يوم التنفيذ سألوه: ماهو آخر طلب لك؟
فطالب بأمه كي يقص أصابعها، مدعيا أن أول عملية سطو
نفذها كان عمره خمسة سنوات.
سطا على قن الجيران وسرق منه بيضة وركض بها إلى أمه،
فأخذتها بفرح…
الأم في تلك الحالة هي المعلم الكبير، وهي التي صنعت
من طفلها مجرما كبيرا، وقد يكون الأمر دون قصدها،
إذ لم تكن تدري أن مباركتها لسرقة بيضة
ستكون رسالة لطفلها تبرر سرقة بنك وقتل الموظف!
وهذا ما حدث!
وجدت تلك الخراف نفسها ضحية لإبادة سمعة ووجود،
فواجهت محاولات الإبادة بإبادة،
وهي ردة فعل اعتبرها عالم النفس المشهور جدا
Carl Jung
اعتبرها فعلا طبيعيا، عندما قال:
ردة الفعل غير الطبيعية على فعل غير طبيعي هي فعل طبيعي!
ألم يكن موقفك و "نبي الرحمة" من تلك الخراف
موقفا غير طبيعي؟!!

نعم أن الإنسان عندما تتهدد حياته يدرك بأنه
لا يملك أعز من الحياة نفسها ليخاف أن يخسره،
فيستوحش ضاربا آراء المنظرين والمراقبين بنعل حذائه!
هل تعلم أن أحد أسرار زراعة النخيل هو أن تحتفظ
بالبذرة خارج التربة لسنوات قبل زراعتها،
والتفسير أنها تجف إلى حد تكاد عندها أن تفقد حياتها،
وكلما اقتربت من هذا الحد كلما ازدادت تشبثا بالحياة،
وازداد قوة لتستعيدها!
كما تتراكم قوة التشبث بالحياة داخل نواة البذرة التي
تعرضت لسنوات من الجفاف، كذلك تراكمت قوة التشبث بالحياة لدى خرافك بعد قرون من وصمها بالضلال.
ولذلك لا أستغرب تطرفها في دفاعها ضد وصمها بالضلال،
أكثر مما استهجن موقفك منها!
ناهيك عن جرائم "نبي الرحمة"!
ثم هناك آية أخرى تتفوق في آثارها السلبية والتخريب
الذي سببته، تتفوق على آية الخراف الضالة بمليون مرة،
ولقد وردت في عهدك الجديد عهد "النعمة":
(اصلبه…اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا)
وهي عبارة استخدمها المسيحيون على مدى قرون
للإشارة إلى أن تلك الخراف ككل وإلى الأبد تتحمل
مسؤولية الصلب،
الأمر الذي خلق مبررا "مشروعا" للإضطهاد والإبادة!
تصّور أن يحمّلني شخص مسؤولية قتل جدي العاشر لجده،
هذا إذا تأكدنا فعلا من حدوث الجريمة،
فما بالك عندما تكون الجريمة ضد الإله، وعندما لا نملك
أي برهان مادي وتاريخي على حدوثها!!!!
لا أذكر من أبدع عندما قال:
A clear conscious laughs at false accusations
(الضمير النقي يضحك أمام الاتهامات الباطلة)
لذلك، منذ بدأت أقرأ وأتعمق في مستنقع الكتب
السماوية وفتاويها وخرافاتها وأنا أقهقه…
لكن بحسرة وألم على من وصمته التهمة!!!
لا تلك الخراف ضالة ولا وفاء سلطان "نصيرية" عاهرة!
************

==============================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء السابع)
————————
عزيزي السيد المسيح،
مررت على عبارتك الجميلة:
(يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون)
وأنا أقدّر دعوتك للغفران حق التقدير علما
بأنني من أنصار أن يُعاقب كل مجرم وإلا
صارت الحياة أدغالا!
أثارت لدي تلك العبارة مليون سؤال
وشوشت ذهني الأصفى من قطرة الندى!
لماذا يغفر لهم وهم نفذوا تماما خطة أبيك السماوي
الذي أرسلك في مهمة إنتحارية لتخلّص البشر
من خطيئة لا ناقة لهم بها ولا جمل؟!
لو لم يصلبوك لفشلت الخطة؟!
لا يستطيع المخرج أن يحاسب الممثلين على جريمة ارتكبوها أثناء وقوع أحداث الفيلم، وهو الذي هندس التفاصيل!
طبعا سيعاقبهم، فمن لم يتبعك حكم عليه
بالهلاك الأبدي، أليس كذلك؟
الهلاك الأبدي؟!!!
كيف تعاقب شخصا على قرار اتخذه خلال بضعة
سنين عاشها، سنين لا يقارن طولها بطول ذلك الأبد؟!!
أليس من العدالة أن يناسب العقاب حجم الجريمة؟!!
"ضلال" عشته لسنوات، ولم ارتكب فيه جريمة واحدة،
سيقابله هلاك أبدي؟
سيكون المقياس الوحيد إذا آمن بك أم لم يؤمن؟
ماذا استفدت أنت من إيمانه مقابل ما فعله للإنسانية
التي كان فردا منها؟!
بدلا من أن تكون أفعاله المقياس، تكتفي بإيمانه؟!
لقد دمرتنا نرجسية الآلهة، وخصوصا تلك التي
تطالب بوحدانيّتها.
الطريق الذي تسلكه هو الإله الذي تعبده، وما دون ذلك
فهو وهم بالمطلق!
لا أفهم الإيمان بإله واحد والركوع له خارج مفهومي
للعلاقة بين الطاغية وعبيده،
ولا أرى فرقا في النتائج!
فالمجتمعات التي يحكمها طغاة تدمرت، وكذلك
المجتمعات التي رأت في ركوعها لإلهها برهانا
على أخلاقها وخلاصها تدمّرت، والتاريخ شاهد!
والمخزي أنك ترى الطغاة محاطين برجال ذلك الإله
يشدون أزره ويرون فيه صورة عن إلههم😡
كلما توغلت في القراءة كلما اكتشفت كم كنت أجهل،
وكلما عرفت أكثر كلما ازدادت قدرتي على
تعزيز الجمال ودحض القبح👏
لهذا أغفر للمدافعين عن الأديان واحترم محدوديتهم!
لكنني لن أقف موقف الحياد من القبح
الذي يحاولون أن يجملوه،
فالخلط بين القبح والجمال جريمة، وهو أصل كل الشرور!
الجمال لا تراه إلا بسيطا، وعندما يتقعد يكون
قناعا يخفي وراءه قبحا.
لا تخف إلا من شخص يصعب عليك قراءته، لأن الطيبين
لا يخفون حقيقتهم ولا مقاصدهم!
ولا تخف إلا من الكتب التي تصعب قراءتها،
لأن المبهم دائما يغطي قبحا!
الجمال لا يحتاج إلى تأويل أو تفسير،
بل يحتاج إلى عقل صاف وبصيرة، والأهم يحتاج إلى نية طيّبة.
إذ لا يستطيع أحد أن يبرر عبارة قبيحة بالإدّعاء أن
وراءها نيّة طيبة!
فالنوايا السليمة لا تعرف من القواميس إلا عطرها!
أيها المعلم.
دعنا نقرأ معا ما يقوله المفكّر الأمريكي
Dan Baker
في كتابه (ماذا يعرف الناس السعداء):
(أنت ترى الواقع كما تصفه، ولكنك لا تصفه كما تراه)
——
هذه العبارة تعكس أهمية اللغة وأهمية انتقاء الألفاظ
والعبارات، لأنها لاحقا ستصنع الواقع!
كلّ دين قد صنع واقعا، ولا يختلف الواقع في مجتمع متدين
عنه في مجتمع متدين آخر.
فحقيقة ما قيل وليس "تجميله" هي التي صنعت الواقع!
احتجت نعجة من خرافك على موقفي من عبارة
( لم آتِ إلّا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة)، فقالت:
اقرأي الكتاب كله، فلقد قال في مكان آخر:
(ولي خراف في حظائر أخرى)
أرادت أن تكحّل عينا ملتهبة لتجمّلها فأعمتها…🤣
(خراف في حظائر أخرى)؟!!!!
هل هذا تعبير إلهي؟!!!
كنت أقرف من قول محمد: (رفقا بالقوارير)،
فرأيت أن تشبيهي بالقارورة أخف شرا من أن يقول
نعجة في حظيرة🤣🤣
أيها المعلم…
أحلفك بأبيك السماوي هل هذا تعبير يليق بك؟
الكود الأخلاقي في القرن ال21 لا يقبل هذه الإهانة!
حفيدي كان في الرابعة عندما ناداه طفل آخر (بيبي)،
فراح شاكيا الإهانة إلى معلمته.
المعلمة تحدثت مع الطفل الآخر وكأنه بالغ احتراما لانسانيته، واقنعته بضرورة الاعتذار من آدم،
فاعتذر!
هؤلاء هم المعلمون الذين ساهموا في صناعة الإنسان
والمجتمعات الحضارية،
وليس المعلم الذي يعتبر البشر خرافا في حظائر!
نعم اللغة تصنع الواقع، والبشر ليسوا إلا كما تصفهم،
فمن تقنعه بأنه خروف لن يتجاوز حدود الحظيرة،
ولم أقابل يوما متدينا إلّا ووجدته أقل وعيا من خراف الحظيرة!
أما حفيدي آدم فلقد أصبح شابا يافعا يعتز بنفسه
ويراها فوق مستوى أية شبهة❤️
الكلمات التي تذلّنا تحطّمنا، فما بالك عندما
نحيطها بهالة من القدسية وننسبها للإله!
قد يحتج أحد بالقول:
(إن هذا التعبير كان مقبولا بل وجميلا في وقته)!
لكن الإله لا ينزل ليعزز ما هو محلي، وإنما يحمل
رسالة تصلح لكل زمان ومكان.
فكما تنبأت في كتابك المقدّس بدمار دمشق،
كأن الأحرى أن تتنبأ بكارثية هذا التشبيه مستقبليا!
عندما تسأل قاموس اكسفورد عن معني التعبير،
هذا هو الجواب:
People compared to sheep in being docile, foolish, or easily led.
(الناس توصف بالخراف عندما تملك شخصية انصياعية
وغبية وتقاد بسهولة)
غريب كيف يلبس الاسم صاحبه، فمن المبرهن عليه
أن المتدينين عموما شخصيات تقاد بسهولة
ولا تفكر بالنتائج!
أيها المعلم،
بودي أن أروي طرفة كي أخفف من حدة الرسالة.
لقد قرأت تقريرا عن دراسة قام بها علماء نفس
للتمييز بين الشخصيات التي تقتني الكلاب
والأخرى التي تقتني القطط،
ولفت نظري أن أصحاب الكلاب يميلون لأن يُقادوا
ويلحقوا المرياع،
وأصحاب القطط سياديون وقادة🤣
وللعلم:
أملك قطين والثالث على الطريق….
إذن، أرجوك أن تحاسبنا يوم الدينونة بناء
على ما وضعته في بقجتنا يوم قذفتنا باتجاه الأرض،
وأن تراعي الفروق بيني وبين جارتنا أم طوني🙏❤️
********

========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء الثامن)
——————
عزيزي السيد المسيح،
سأبدأ رسالتي إليك بآخر فكرة وردت في رسالتي
السابقة.
(إذن، أرجوك أن تحاسبنا يوم الدينونة بناء على
على ما وضعته في بقجتنا يوم قذفتنا باتجاه الأرض،
وأن تراعي الفروق بيني وبين جارتنا أم طوني)❤️

الأديان التوحيدية كأية أيدلوجية أخرى تحمل
القمع والعنصرية ورفض الآخر!
هناك عبارة للفيلسوف الروسي Aleksander Solzhenitsyn
الذي عاش في ظل الحكم القمعي للاتحاد السوفياتي،
عبارة تختصر كل ما قيل بهذا الخصوص،
وتنسف تلك الأديان من أساسها، قال:
(الناس لم يولدوا سواسية عندما يتعلق الأمر بقدراتهم.
عندما تراهم غير متساويين اعلم أنهم أحرار، وعندما تراهم
نسخا عن بعضهم البعض أعلم أنهم عبيد)
كم كتاب في علم النفس وعلم الاجتماع تختصر
هذه العبارة، وأين هي الأديان منها؟!
عندما قذفتنا إلى الأرض انتقاماً من معتوه ارتكب أصغر
معصية في التاريخ البشري، معصية لم تؤذِ أحدا،
قذفتنا وكل منا يحمل في بقجته مخزونا يختلف كليا عن الآخر،
وهذا المخزون يلعب دورا في صنع القرارات
واختيار الطريق!
فكيف سيقف أمامك أنشتاين ودونالد ترامب وطفل
أفريقي ولد وعاش ومات قفصا عظميا من شدّة الشح، وتحاسبهم على أساس الإيمان بك غير مراعٍ
ما وضعته في جعبة كل منهم؟!
عندما يقابلك هذا الطفل من فيكما سيحاسب الآخر؟
ما الحكمة من أن تمنحنا بقجات مختلفة المحتوى
وتحاسبنا على أساس مقياس واحد، ألا وهو الإيمان بك؟!!
ألا ترى في الأمر ظلما ونرجسية؟
علم النفس يؤكد على أن هناك خصائص تميّز
كل شخصية عن غيرها، وتدعى
Personalty traits
هذه الخصائص، وبغض النظر عن طبيعة البيئة، تميزنا عن بعض وهي التي ميّزت بيني وبين نعجتك أم طوني،
فلماذا عندما تحاسبنا لا تأخذ بعين الاعتبار ما منحتنا إياه؟!
الحساب بمقياس واحد يزجنا جميعا في قطيع واحد،
وهي طريقة قمعية ديكتاتورية لا يختلف عندها الإله
من أي طاغية آخر!
حدّثني مرّة عالم نفس هندي،
في سياق الحديث عن الأديان وتأثيرها،
فقال لي فكرة جديرة بالاحترام:
(هناك فرق بين المجتمعات التي تؤمن بوجود إله واحد
والمجتمعات التي تؤمن بتعدد الآلهة.
فكرة الألهة المتعددة أوحت لأتباعها أن الإنسجام قانون كوني، وبالتالي أصبحوا أكثر قبولا للآخر المختلف وأكثر قدرة على الإنسجام معه)
إذا كانت الآلهة منسجمة مع بعضها في إدارة هذا الكون،
فعلينا أن ننسجم نحن مع بعضنا البعض.
أمّا الأديان التي تدعو إلى فكرة الإله الواحد فهي
أكثر تناحرا واصطداما وأقل انسجاما!
(أنا الطريق…وكل طريق آخر ضلال)
هذه الفكرة التي تبنتها الأديان التوحيدية كانت الأساس لمجتمعات قمعية وقعت في قبضة الطغاة وسقطت ضحية العنف والإرهاب، كما هو الحال في مسقط رأسك!
منذ أن أعلنت أنك الطريق الوحيد، وفي أية حقبة لم يتجاوز أتباعك أكثر من ربع سكان الأرض،
و ٩٩٪؜ منهم ولدوا لآباء مسيحيين.
أين العدل في أن ينعم من مننت عليه بوالدين مسيحيين بالخلاص، والباقي إلى الهلاك الأبدي؟!!
هذا إذا وضعنا على طرف الصراع الدائر بين خرافك والذي
شرذمهم إلى آلاف الطوائف، كل منها تهرطق الأخرى!
روسيا واوكرانيا أكبر دولتين مسيحيتين ملتزمتين بالطريق
إليك في العالم، وهما مهد الأرثوذكسية الأصولية.
طحنوا بعضهم البعض، ولن يهمك سوى أنهم
عرفوا الطريق؟!!
على الطريقة الإسلامية (القاتل والمقتول في الجنة)!
يقولون أنك رب السلام،
اي سلام تبغيه في الأرض عندما تقرر أن ربع البشر
لأنهم ولدوا على الطريق سينتهون في جنتك،
والباقي سيواجههم الهلاك الأبدي؟!
كيف سيتعامل إنسان يؤمن في قرارة نفسه أنه
الناجي وكل من حوله سيهلكون، كيف سيتعامل
مع هؤلاء الهالكين؟!
لو لم تفرقنا الآلهة لما تشيطن البشر بهذا الكم المرعب!
تصور لو نزلت علينا برسالة تقول:
الطريق الوحيد الذي يصلك بي هو الذي يمر من
بيت جارك، أيا كان ذلك الجار!
لو فعلتها كم وفّرت علينا من دماء اُرهِقت وأحقاد دَمّرت😢
أين هي ثمار السلام الذي تركته وراءك
طالما تقول من ثمارهم تعرفونهم؟!!
لا أحب أن أغوص أكثر كي لا اُرمى في بحيرة الكبريت وأنا حيّة
James Wilson
واحد من الآباء الأولين الذين ساهموا في بناء أمريكا، قال يوما:
Diversity in all its forms is the path to greatness
التنوع بكل أشكاله هو الطريق إلى العظمة.
وإذا كانت العظمة في أعلى مراتبها تتجلى في مصمم هذا الكون، فلا شك أن الطرق التي تقودنا إلى تلك العظمة
هي بعدد البشر الذين مروا في الحياة!
هذا ما أسمّيه العدالة الكونية🤗
**********

==========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء التاسع)
—————————-
عزيزي السيد المسيح،
كنت حتى عهد قريب مبهورة جدا بعبارتك
(أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل الذين يضطهدوكم)
لكنني وتحت إصرار القطيع رأيت أن أغوص أعمق بغية
أن أعثر على المزيد من روائعك، وليتني ما فعلت،
إذ لم تكن المحاولة سوى وهما!
لم أكد أغطس إنشا في مستنقع الكتاب المقدس
حتى بدأت أعراض الصدمة تعتريني، ورحت أحس بالدوار،
ووجدت نفسي أعيش نفس الحالة التي عشتها يوم بدأت
أكشف النقاب عن حقيقة الإسلام…
ألم لا يضاهيه ألم 😣
لم يكن الأمر سهلا، ولكي أهرب من المواجهة أخفيت
مشاعري وقلت لنفسي:
لم أكد استريح من حرب ضروس خضتها على مدى
ثلاثة عقود في دحض الإسلام وكشف
كوارثه لأجد نفسي على جبهة أخرى!
لكن تحت إصرار القطيع على أن أتوسل إليك كي تظهر
نفسك وتبرهن لي على حقيقتك،
ذلك الإصرار الذي وصل حد التحرش والنقر على الأعصاب،
كان لا بد من أن أخرج من مخبأي، كي أعرّف القطيع على
الحقيقة كما واجهتها أنا،
لا كما يريد أن يغسل دماغي بحقيقته المزيفة!
بعد قراءتي للكتاب المقدس من الغلاف إلى الغلاف عدة مرات، والعودة إلى تفسير الكثير من الآيات،
بدأت أقرأ كتبا تتناول تاريخ المسيحية الموثق، وبدأت
حينها الكثير من الحقائق تتجلى أمامي وبوضوح
لا أستطيع أن أتجاهله،
تلك الحقائق التي أظهرها للملأ مستنيرون من خلفيّة
مسيحية اتبعوا المنهج الإنساني والعقلاني في قراءتهم للأحداث،
وأنا بدوري أبصم بأصابعي العشر على تلك الحقائق،
وذلك لتوافقها مع ما توصلت إليه من معرفة مرعبة!
كان أهم تلك الكتب على الإطلاق كتاب
THE DARKENING AGE
(The Christian Destruction of the Classical World)
العصور المظلمة ( التدمير المسيحي للعالم التقليدي)
للمفكرة البريطانية كاترين نيكسي، التي تربت في بيت كاثوليكي ملتزم، كانت أمّها راهبة ووالدها قسا!
ولقد سجل الكتاب أكبر نسبة للمبيعات ولاقى ترحيبا هائلا
من المؤرخين والمحللين.
والحقيقة المغيّبة التي تنبشها الكاتبة وتطرحها على الملأ
تختلف اختلافاً جذريا عن الرواية المسيحية اليوم.
فهي تدحض مزاعم الاضطهاد الذي تعرض له المسيحيون الأوائل ومن أنهم استشهدوا دفاعا عن دينهم، وذلك بإصرارها على أن المسيحية ولدت في زمان كان متعدد الأديان،
ولم يكن خلق دين جديد يسبّب أي صراع مع الأديان الأخرى.
لكن أتباعك أيها المعلم رأوا في عبارتك
(أنا الطريق والحق والحياة)، طريقا واحدا،
وكفروا كل من رفض أن يسلكه وحطموا الحضارات الوثنية وهدموا الكثير من التماثيل والتحف الفنية التي عبرت عن الإبداع والتعايش في تلك الحقبة.
منذ القرن الأول وحتى القرن السادس، تصرّ الكاتبة على
أن ما حدث كان إبادات حضارية وبشرية بالمطلق!
ثم جاءت الكنيسة الأرثوذكسية لتطمس كل الحقائق
وتحرق جميع الوثائق، وتستبدل ما حدث بالحتوتة التي تناسبها!
هذا ما ذكرته الكاتبة موثقا بالحقائق والأدلة!
حتى وفي سياق البحث عن مزيد من التوثيق، أعدتُ قراءة
مسرحية شكسبير (تاجر البندقية)
قرأتها بنسختها الإنكليزية لأعاني من صدمة أخرى!
كم كان الفرق كبيرا بين مفهومي لها يوم قرأتها بالعربية
وأنا في المرحلة الثانوية مبرمجة على الطريقة الإسلامية،
وبين مفهومي لها يوم قرأتها بالانكليزية في سنوات
نضجي العقلي والفكري وتحرري من الأديان.
لقد وثّقت تلك المسرحية، كأشهر عمل مسرحي في التاريخ البشري، الحقد الذي كنّه أتباعك للخراف الضالة،
وطريقة رؤيتهم لها وتعاملهم معها.
ليس هذا وحسب، بل كانت محاولة رهيبة لتشويه سمعة
وسحق نفسي لمجموعة بشرية!
بعد أن كان شيلوك -كخروف ضال - في نظري مرابيا
وغدا وشريرا يقتله حب المال،
تحول إلى ضحية من ضحايا الحقد الديني وتشويه السمعة!
هكذا عاشت تلك الخراف في أوروبا ظلما لا يضاهيه ظلم،
وكذلك عاشت في عقر دارك،
فلقد فرّت من تحت الدلف لتحت المزراب!
لا شك أن تعاطفي مع تلك الخراف
ينبع من التشابه بين تاريخهم وتاريخ أجدادي، فلقد تعرض
أجدادي لنفس الإبادة التي تعرضت لها.
إذ استخدم السلطان العثماني عبد الحميد لأول مرة
في التاريخ، استخدم الخوازيق في مؤخراتهم
وطارد من تبقى منهم من مدينة حلب التي كانت موطنهم
إلى جبال الساحل السوري الصخرية ليحتموا في أحراشها.
لقد كوّم رؤوسهم تلالا في أشهر شوارع المدينة، ومنذ يومها
يطلقون على ذلك الشارع (شارع التلل)!
وصدرت مئات الفتاوي التي تكفرهم وتوصمهم بالضلال
على غرار خرافك!
أيها المعلم،
دعني أزيدك من العلم حقيقة ألا وهي:
عندما تظلم إنسانا تساهم في خلق ظالم!!!!
تلك الحقيقة التي يجب أن يدركها كل البشر
علهم يتداركون الظلم!
ليس هذا وحسب، بل ظلم المظلوم أشد إيلاما،
لأنه يستوحش في رد الظلم ويجد مبررا له!
وكما تأثرت أنا بما قرأت وتحديدا بما كتبه شكسبير،
سبقني الشاعر والفيلسوف البريطاني John Milton
الذي ولد في زمن شكسبير وكان إنسانيّا جدا في نهجه
الفلسفي، فقال ردا على الآثار الكارثية لقولك "أنا الطريق":
There’s no truth sure enough to justify persecution!
(لا توجد حقيقة مطلقة تستطيع أن تبرر الإضطهاد)
كذلك لا يوجد حقيقة مطلقة تبرر لأحد قديسيك
أن يشتمني بالنصيرية العاهرة!
كل الطرق تؤدي إلى الله، وأجملها على الإطلاق ذلك
الذي نختاره من خلال تجاربنا الشخصية،
نختاره بحرية ودون خوف من الاضطهاد!
ولقد اخترت الهي🤗
*******

==============================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء االعاشر)
————————————
عزيزي السيد المسيح،
قد أتغاضى عن الكثير مما ورد في كتابك المقدس،
بشقيه القديم والحديث، من أمور لا يمكن أن يقبلها
إنسان يمتلك ذرة عقل واحدة،
لكنني مازلت أحاول وبكل جهدي أن أجد مغزى
أخلاقيا وإنسانيا وفلسفيا في سيناريو ولادتك من عذراء
ومن ثم اختفائك لعقود وعودتك لتعلق مصلوبا،
دون أي جدوى!

يسمون ولادتك الحبل بلا دنس، مهما كان التفسير
الذي لو قرأته سيدخلك في دوامة، يبقى السؤال:
هل ولدنا نحن بدنس؟ وما ذنبنا لو قرر أبوك السماوي
أن يلوّثنا بالدنس؟ ما المغزى الروحاني من ولادتك بلا أب؟!

ردت عليّ نعجة من خرافك بقولها:
ولأن الإله قدس المرأة جعلها أمه🤣🤣

وماذا عن الأب؟ هل كانت ولادتك بلا أب دليلا
على أنه لا يقدّس الرجال؟!😜

ألا ترى معي أنه عندما تكون اللغة مبهمة ولا تشرح
التفاصيل بوضوح كيف تشوش الأذهان؟

طبعا لا تستطيع أن تشوش ذهني لأنني وصلت إلى مرحلة استطيع عندها أن أضع النقاط على الكثير من الأجوبة!

لكنها عموما شوشت القطيع فراح يتناحر ويتناطح حتى
انقسم إلى آلاف القطعان، كل يهرطق الآخر.
والهرطقة تعني بوضوح التكفير، لكنهم يستخدمونها خوفا من أن يتشبهوا بالمسلمين الذين لم يسلم أحد من تكفيرهم!

يحضرني قول لأحد (خراف بيت إسرائيل الضالة)
وهو العظيم أنشتاين، قول فسرّ لي اللغط المبهم
الذي تحتويه كل الكتب الذي زعموا أنها سماويّة ومقدّسة، وبرهن لي أنه لا أحد قد ضل أكثر ممن ألف تلك الكتب،
جاء فيه:
If you can’t explain it simply, you don’t understand it well enough!

(إذا فشلت في شرح الفكرة بطريقة واضحة وسهلة،
معناها أنك لم تفهمها كفاية)

يبدو أن مشعوذين جهلة كانوا وراء كل تلك الكتب،
فهي الكتب الوحيدة التي خلقت ملايين الأسئلة،
ولم تحسن الجواب على أي منها.

لم يستطع هذا المشعوذ أن يشرح لنا كيف تمت صناعتك،
هل أخذ DNA من السيدة والدتك واستغنى عنه من الرجل، وبالتالي نصفك كان بشريا، أم صنعك جنينا كاملا
بدون DNA ومن ثم زرعك في رحم والدتك؟

كيف تمت عملية الولادة؟

أليس من حقنا أن نعرف كل شيء عنك كإنسان حتى
ولو قبلنا بلغزية ألوهيتك؟

قرأت في مكان ما أن السيدة مريم ولدتك بدون ألم،
لأن الله أعفاها من عقابه الذي شمل النساء
(بالوجع تلدين أولادا) وذلك بسبب الخطيئة التي
لا ناقة لهن بها ولا جمل!

وسؤالي هنا: طالما أعفاها من الخطيئة، ألم يكن
بإمكانه أن يعفينا جميعا دون الحاجة لهذا السيناريو
الغريب العجيب؟!
( سأعود إلى تلك النقطة في رسائلي القادمة)

تصوّر أن قاضيا يحاكم شخصين ارتكبا نفس الخطيئة،
فأعفى عن أحدهما وحكم حكما قاسيا على الآخر
وعلى جميع نسله حتى تقوم الساعة!!!
هذا إذا تغاضينا عن حقيقة أنهما لم يرتكبا الخطيئة،
وإنما ارتكبها جدهما الاول😡

ثم أين اختفيت بعد ولادتك، وكيف تذكرك الناس بعد
أكثر من عقدين من اختفائك؟!

ألم يتفاجأوا عندما - وبدون سابق إنذار -اقتحمت
هياكلهم ونزلت خبطا وضربا؟!
هل تعرف أن علماء النفس يأكدون أنها ليست الطريقة المثلى لتغير إنسانا، وبأن الكلمة الواضحة والقوية أقوى من أي سوط!

ثم هل أثمر هذا التصرف هياكلا أفضل ممّا كانت عليه؟!

ما سرّ غيابك الطويل؟ ومن كان يعتني بالكون
خلال مسيرتك الأرضية؟!

أحد النظريات تقول:
كنت تتلمذ على أيدي رجال الهندوسية في الهند،
الأمر الذي أستطيع أن أراه في عبارتك:
(أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل مضطهديكم)
لكنه يغيب في معظم بقية الكتاب!

أما بخصوص موضوع الصلب، فالأسئلة التي يطرحها
أكثر من قدرتي على إحصائها.

ما المغزى من أن يفشل الأب في حماية ابنه؟
وما المغزى من أن يصبح الصليب كأداة قتل رمزا مقدسا؟!

هل على الأب الذي فقد ابنه في جريمة قتل أن يقدس المسدس الذي أطلق المجرم من خلاله الرصاصة؟!

هل هناك فرق بين أم مسلمة فجر ابنها نفسه في مدرسة،
فراحت تزغرد: لديّ أربعة غيره في الطريق إلى الشهادة،
وبين قرار أبيك السماوي؟!!
كل منهما آمن بقضية وضحى بابنه في سبيلها😡

حماية أولادنا هي أقدس مهمة نحن معنيون بها على
سطح الأرض، فما هي الرسالة التي يحملها لنا صلبك؟
ألم يكن هناك سيناريو أفضل منطقيا وإنسانيا؟!

البعض يدّعي، وهو التفسير الأكثر رواجا إن لم يكن الأوحد،
بأن رسالة الصلب تعني (أن الله يحبك ولذلك ضحى بابنه)
وهل يحبني أكثر من ابنه؟!

أستطيع الآن أن أحوّر مثلا فرنسيا يقول:
(لو نظف كل منا أمام بيته لبدت المدينة نظيفة)، بشكل آخر:
لو دافع كل أب عن حياة ابنه من أوغاد الحياة
لتعلّمنا جميعا قيمة الحياة وواجبنا المقدس كآباء❤️❤️

لكن الأديان، قفة لفة، لم تنجح في شيء إلّا في إفشالنا😢
************

=================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 11)
————————
عزيزي السيد المسيح:
في رسالتي الأخيرة إليك وردت عبارة:
(هناك أمور في الكتاب المقدس لا يمكن أن يؤمن بها
شخص لديه ذرة عقل واحدة)
احتج خروف في الحظيرة: هل كلنا مجانين؟!

طبعا لم أقصد ذلك، لأن الكثيرين من المؤمنين بك
يصمتون عندما أواجههم بها، ولا ينكرونها.

واجهت مؤخرا شخصا مؤمنا بسؤالي:
هل يمكن للإله أن يقول هذه الآية؟!
فكر مليا، ثم قال بأدب: خذي منه ما يعجبك!
لم أخض في جوابه، فلقد وصلتني الرسالة كاملة وواضحة!

الآية التي واجهته بها كانت قولك:
(إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وأولاده وأخوته،
حتى نفسه أيضا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذا)

هي ليست آية بل جريمة إنسانية وتربوية!

لها تفسير آخر، لم تقرأي الكتاب كله؟!!!
هذا ما سيحاول المرقعون أن يقولوا لتغطية
فضيحة تسيء إلى الخالق جدا.

سأقبل بوجود تفسير آخر من باب الجدل، وسأسألك:
أيها المعلم، ما السرّ في أن كل ما تقوله يحتاج إلى
تفسير حتى لو كان واضحا كالشمس؟!

ولماذا كلما قرأت أمرا قبيحا عليّ أن أقرأ الكتاب كله،
لكي أعثر على ما يناقضه فأقبله، ما الحكمة من ذلك؟

كل لغة في العالم تمكنك من أن تعبر عن فكرتك
بدون التباس، ومن هو مؤهل لغويا وفكريا ليصل برسالة واضحة لا تحتمل الالتباس أكثر من الإله؟!

يُفترض أنك تعرف محدودية قدرة الإنسان على الإستيعاب وسهولة تشويشه، الأمر الذي يلزمك أخلاقيا
بأن تقول ما تقصد وبأن تقصد ما تقول!

لقد هربت من الإسلام بعد أن أنهكني المرقعون ولجأت
إلى كتابك على أمل أن أجد فيه ما أستطيع
أن أستشهد به، وإذ بي كالمستجير من الرمضاء بالنار!

عندما قرأت الآية القرآنية التي تقول:
(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب)، قرأتها بصفاء ذهني قادني إلى معناها القبيح فرفضته،
ألا تريدني أن أستخدم ذلك الصفاء عندما أقرأ آيتك؟!

نعم آيتك قبيحة بكل المقاييس، ويجب أن أحترم عقلي،
فلا أتحايل عليه لأجبره على قبول ما يرفض!

كان بإمكانك أن تقولها بطريقة أقل قبحا!

لا أريد أن أقول بطريقة (أجمل) لأنه من المستحيل تجميل القبح عندما يستفحل، كأن تقول:
(من لا يترك وراءه كل متع الدنيا لا يقدر أن يكون تلميذا لي)

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا شك أنك تعرف
ما معنى "تبغض" والآثار المدمرة للبغض.

كان الأحرى ان تتجنب تلك الكلمة وأنت القائل (أحبوا أعداءكم)، فلو تكلمت عن المحبة دهورا لا يمكن أن يكون كلامك كفارة لما جاء في آية البغض، ومهما كان الخرق الذي سيرقعونها به كبيرا، وخصوصا أنت معلم، وغلطة المعلم قاتلة!

لماذا تريدني أن أرى فيها مغزا روحانيا وإنسانيا ولا أراه
في آية ضرب الرقاب، فكلاهما قبيحان؟!!

عندما تمرّدت على الإسلام كان خرافك يقولون لي:
يستخدمك الله!
وكم كرهت هذه العبارة لأنها اعتبرتني مجرد أداة، وكأنه لم يكن لعقلي وحكمتي وعلومي أي دور!

أما اليوم ولأنني بدأت أنقد كتابك راحوا يقولون:
سكنها الشيطان😜
كيف تستخدمني ومن ثم ترميني في يد غريمك الذي
لا وجود له إلا في الكتب "المقدسة" وعقول أتباعها؟!!

البغض عاطفة تدمر، ولقد قالها بوذا الذي سبقك بخمسة قرون: إذا دعاك ربك لتبغض أحدا ابحث عن ربّ آخر!
فكيف وأنت تدعوه ليبغض أهله ونفسه، وبناء الحياة السليم يبدأ من محبة النفس ومن محبة العائلة التي تعلم
الطفل كيف يحب ويثق بنفسه.

ما الفرق بين تلك الآية وزعيق المسلم:
بأبي وأمي يارسول الله؟!!!
لا فرق سوى أن المستنيرين الغربيين قد عطّلوا العمل بتلك الآية وأقصوها من الحياة العامة فخف تأثيرها،
بينما عقيدة الإسلام الداعشية ما زالت تصول وتجول!

خف تأثيرها، لكنها مازالت تفعل فعلتها خفية وخلسة،
إذ ما زلنا نرى آثارها في العلاقات بين الطوائف المسيحية، فالقبطي اليوم يبغض الانجيلي، والعكس صحيح،
كما يبغض الشيعي السني أو العكس.

وقف قس قبطي أمام الحضور في كنيسته وقال محذرا
من الذهاب لكنائس أخرى: لهم مسيحهم ولنا مسيحنا😮

لقد أصبحت - أيها المعلم - خمسين ألف مسيح في أمريكا،
وكل يبغض الآخر مؤمنا أنه وحده يتبع المسيح الأصلي😢

جارتنا المارونية أعلنت الحداد يوم هربت ابنتها
مع أرمني أرثوذكسي، وماتت رافضة أن تراها!
لم يسمحوا لصديقتي التي تعمدت في كنيسة لبنانية
ارثوذكسية أن تتناول في كنيسة قبطية وهي ارثوذكسية أيضا.

قديسك قسطنطين شتمني بالنصيرية العاهرة لأنني مدحت أصدقائي من شهود يهوه وهم أحد طوائفك!

قسيس إنجيلي قال لي:
لم أعرف الله إلا منذ عشر سنوات،
سألته: هل جئت من خلفية مسلمة؟
رد ضاحكا: أسوأ، ثم استأنف: بل من خلفيّة كاثوليكية!
كل يبغض الآخر متوهما أنه يتبع المسيح الأصلي 😢

هذا ما يحدث عندما تتناقض الأفكار بين (أحبوا وأبغضوا)، فتتشوّش الذهنية القطيعية، ويضّطر رجال الدين أن
يرقعوا كي يخففوا من حدّة التناقض،
وكل منهم يحمل خرقا مختلفا ليرقع خزقك.

نعم الغموض والتناقض يشوش الذهن، وخصوصا عندما يحاول أحد أن يفسره ويجمّله وفقا لذوقه ومصلحته!

الآية واضحة ولا تحتاج إلى تفسير، فكل إله سقط
في هذه البؤرة الموبوءة من العالم زعم أنه الطريق
وزرع البغض والكراهية، والواقع أكبر برهان!

قال جورج برناردشو بعد أن قرأ الكتاب المقدس واستوعبه:
يستطيع الرجال أن يصلوا إلى النشوة العاطفية عن
طريق شرب الشاي والويسكي والحشيش والتدخين،
والدين أيضا😜

لا أعرف لماذا حشر الشاي بينهم إذ لا تملك تأثيرا
مخدرا ومغيّبا للوعي…

اتّخذ المهووسون من الدين مخدرا ليخفف من
حدة كوارثهم الشخصية وإحباطهم.
وكلما ازدادوا هوسا به ازدادوا إحباطا،
وكلما ازدادوا إحباطا ازدادوا هوسا.

وهكذا يدورون في دائرة مغلقة، لا أحد
يخرج منها إلا من نطّ خارج أسوار الحظيرة!
*******

=========================

رسالتي إلى السيد المسيح (الجزء ١٢)
———————————————-
عزيزي السيد المسيح:
بعض الخراف هاجت وماجت ورفست لتبرهن على صحة
الآثار السلبية لآية "البغض" التي وردت في رسالتي السابقة.

فعندما يُقنع الإله أتباعه أنهم لا يستطيعون أن يلحقوا به
حتى يكرهوا أخوتهم وآباءهم وأزواجهم وحتى أنفسهم،
لن يكونوا بالتأكيد محبين لمن يضعك تحت عدسة المجهر،
فالأديان عموما عدوة المجاهر،
ولقد أفرزوا عداوة تكفي لحرق الكون!

لا أعرف - بصراحة- من منكم يملك الآخر:
هل أنت تملكم أم هم يملكونك؟!!
لكنني أعرف أن كل آلهة الشرق الأوسط مصابة بجنون
العظمة، وعليه هي تملك ولا تُملَك!

بناء على ذلك، أنت وحدك من يجب أن يرد على تقريري
العلمي بعد أن ضبطت آيتك بالجرم تحت عدسة مجهري!

نعم إنه جرم ورأيته بمجهري مكبرا وواضحا
ولا يحتاج إلى تلميع أو تبيض!

ليس جرما واحدا، بل جرائم كثيرة، سأتناولها الواحدة
بعد الأخرى دون خوف أو وجل، وبإيمان مطلق
أن خالق هذا الكون قد زوّدني بكل ما أحتاج إليه
لأنجز تلك المهمة النبيلة، وبنفس الوضوح والقوة
التي ساعدتني لأنجز غيرها💪

فقل لخرافك أن يهدأوا لأن الرفس سيزيدني
إصرارا على أن أتابع، وسأكون أكثر خشونة، وقد تصل
تلك الخشونة حدا، هم وحدهم مسؤولون عنه🤫

لم أكن أعرف أن تلك الخراف علماء وأطباء نفسيون،
وبأنهم بارعون في تشخيص عقد النقص والخرف الشيخي
وانفصام الشخصية وجنون العظمة😜

فنعجة من خرافك شخّصت أنني مصابة بالخرف، بينما خروف آخر اختلف معها، فكان تشخيصه أنني مصابة بعقدة نقص!

وكلاهما، النعجة والخروف، لم يقرأوا في حياتهم
إلا كتابك وكلما كتب واحد منهم عشر كلمات
نحصل على ٢٠ خطأ إملائي!

لا…لا أعتقد أنهم قرأوا كتابك، لأنهم لو فعلوا
لثاروا عليه كما ثرت أنا.

على الأغلب هم قرأوه على طريقة ستي أم علي التي كانت،
وكلما ارتفعت حرارتنا ونحن أطفال، تركض لتجلب القرآن وتضعه فوق رؤوسنا بدلا من تحاميل الپاراسيتامول
وهي التي لا تعرف كيف تكتب اسمها🤣🤣

إنها قوة التلقين في الأعمار المبكرة والتي تقتل كل أثر
للإدراك العام Common sense

هل تعرف أيها المعلم أنه لو أحد منهم فاته ذلك التلقين
في سنواته الأولى، ثم تعرّف عليك وهو في عشرينياته
لضحك حتى تشقلب، ولظن أنه يقرأ قصة خيالية
كقصة ليلى والذئب، باختلاف أنها لا تملك
أي مغزى روحاني أو فلسفي!

تصور كم هو مهذب هذا القطيع عندما يتطاول على مناضلة بحجم وفاء سلطان، وهو عاجز أن يخرج من المستنقع
الذي سقط من رحم أمه ليجد نفسه جثة هامدة في قاعه!

أنا مصابة بعقدة نقص سببت لي حالة من جنون العظمة،
على حد تشخيص خروف متطاولا على مهنة من أشرف المهن!

لا أعتقد أنه خروف وحسب، بل ايضا مرياع لأنني
لمحت قطيعا كبيرا يتبعه😜

عندما سألته:
ماهي الأعراض التي اعتمد عليها في التشخيص؟!
قال بالحرف الواحد:
رفضك الإيمان بقصة الحبل بلا دنس
والتجسيد الإلهي😜😜

تصوروا زمنا نُتهم فيه بجنون العظمة لأننا نرفض
الإيمان بأن امرأة حبلت بلا رجل!
ياااله من جنون عظيم 👍

تفاجئت بردودهم لا لأنني لم أسمعها من قبل،
بل لأنهم هم ايضا اعتمدوا تلك الردود
كصور فوتوكوبية عن ردود أخوتهم المسلمين…
نعم اخوتهم!

لقد سبق وقلت:
المتدينون، وبغض النظر عن دينهم، هم أولاد عمومة.

لكن بعد أن تلقيت سيلا من شتائمهم عقب نشر
رسالتي الأخيرة قد غيرت رأي:
المتدينون أخوة، وليسوا أولاد عمومة!

تؤكد على صلة الرحم ضحالة العقل والخُلق،
والتي سأشرح أسبابها بالتفصيل في رسائلي القادمة،
أسبابها التي تتجذر في كتابك الوحيد،
فلقد قرأت هذا الكتاب بعمق وبهدوء ومستوى من
الوعي والمخزون المعرفي يسمح لي أن أفنّده!

والأهم، قرأته بمفردي ولم يكن حولي رجل دين
يرقع ويهلوس ويهلوسيني معه.

بالمناسبة، هل تعلم أنه في علم النفس يوجد ما نطلق عليه
الجنون الجماعي mass psychosis
أو الجنون المشترك shared psychosis
وهذا النمط من الجنون ينتقل بالعدوى، بمعنى أنه عندما
يجن شخص ويبدأ بالهلوسة قد يصدق من يعيش معه هلوساته فيصبح مجنونا مثله،
والعلاج الوحيد في تلك الحالة أن تفصل الشخص
الثاني عن المجنون الأصلي، وتبعده عن بيئته!

نعم لو حجرنا رجال الدين في الحظيرة لوحدهم سيرجع القطيع إلى وعيه خلال زمن قياسي،
وسينط خارجها منعما بحريته وباستعادة ملكاته العقلية!

وأنت تعرف ما الذي سيحدث لو استعاد وعيه وعقله،
قد يصبح كل منهم وفاء سلطان🤗

أمر آخر مضحك ومؤلم في آن واحد، وشرّ البلية
ما يضحك ويؤلم، أمر أريد أن أطرحه في هذه الرسالة
وأناقشه بالتفصيل في الرسالة المقبلة.

يكاد لا يوجد رد من ردود الخراف إلا وأشار بتهكم أنني
أعيش على حساب المسيحيين في بلد صنعه المسيحيون😜

يمنّني وكأنه يدفع فواتيري ومصاريفي، وهو أديسون
أو ألكسندر فليمنغ، دون أن يدري أن سر نجاح هؤلاء
هو رميهم لكتابه في سلة القمامة والعودة إلى كتبهم الحقيقية.

أمريكا تحتاج وتستقطب أمثال وفاء سلطان، ولا تحتاج
إلى درويش تبهره قصة بلع الحوت ليونان أو ليونس،
اختلفت الأسماء والخرافات واحدة!

لي عودة لتلك النقطة بالذات، ولكل تهمة على حدة،
في رسائل قادمة،

وريثما يحدث ذلك أستودعك أباك السماوي!
************

=====================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 13)
—————————
عزيزي السيد المسيح:
أشعر وكأنني رجعت لحقبة من حياتي كي أعيشها بحذافيرها،
ألا وهي التعامل مع نفس ردود الفعل بخيرها وشرّها.

الأمر الذي أكد وعزز قناعتي من أن الدين، أي دين،
لا يستطيع أن يخترق جمجمة فيها عقل،
عقل يتعامل مع الحقائق العارية ويحترمها.

لذلك، ترى البرمجة الدينية تحدث في الأعمار المبكرة جدا
وقبل أن يتبلور العقل ليفنّدها،
ومن الصعب، لكن ليس من المستحيل، أن يتم فك تلك البرمجة وإعادة تشكيلها بطريقة أكثر عقلانية وإنسانية!

أحد الردود الرائعة كان من صديق عزيز مسيحي بالولادة،
ولكنه استطاع فكّ برمجته، جاء فيه:
(استمري بالكتابة ياصديقتي لعل وعسى تستطيعين
أن تنشلي الخراف من بطن الحوت الذي
"زلط" يونان وعقولهم في آن واحد)

لا شك أنه رد طريف، لكنه جسّد حقيقة علمية
لا يختلف عليها اثنان، ألا وهي:
لا يمكن أن تقنع شخصا ليتبنى الفكرة ونقيضها في آن واحد إلا عندما تجرده من القدرة على المحاكاة العقلية وطرح السؤال ليرى مكامن التناقض!

في كتابك أيها المعلم وردت آيتان:
الأولى تقول فيها:
(إن كان أحد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وامه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته، حتى نفسه أيضا، فلن يقدر أن يكون لي تلميذا)
أما الثانية فتقول:
(إذا قال أحدهم "إني أحب الله" وهو يكره أخاه فهو كذّاب)

أحلفك بأبيك السماوي هل يعقل أن الله يقول
العبارتين في كتاب واحد بدون ذكر أي رابط بينهما؟

هل تعرف حجم التخريب العقلي الذي يحدث عندما
يُجبر الإنسان على أن يؤمن بالفكرتين في آن واحد؟

هذا ما ندعوه في علم النفس
Cognitive dissonance
أي (التناقض المعرفي):
وتعريفا هو الإيمان بفكرتين متناقضتين في آن واحد!
والمتدين في تلك الحالة سيحاول أن يقمع تفكيره
ويتحايل على عقله كي يستمر في إيمانه!

والأعراض الناجمة عن قبول هذا التناقض هي مجموعة من المشاعر السلبية كالغضب والقلق والندم والشعور بالذنب وأسوأها على الإطلاق ضعف الثقة بالنفس،
والتي لاحقا تنهش المصاب عقليا وصحيا
دون أن يدري مصدر اعتلاله،
الأمر الذي لمسته شخصيا لدى المهووسين بالدين عموما.

لقد صدمني يوما حجم التناقضات في القرآن، وكانت
تلك الصدمة عاملا من عوامل موقفي منه، كمثال:
آية تقول: (ما يصيبنا إلا ما كتب الله علينا)
بينما أخرى تقول:
(ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك)، وقس على ذلك!

وما زلت أذكر عندما كنت أطرح هذه التناقضات على
بساط البحث كنت أتلقى دعما من نفس الخراف
التي تشتمني اليوم، لأنني وجدت في كتابك أسوأ منها.

كنت أظن أنها متفوقة منطقيا وأخلاقيا على المؤمنين
بالقرآن، لأكتشف أن الجميع رهائن نفس الحظائر!

لقد تصارعت كثيرا مع هذا الإكتشاف، وكان لابد أن
أبوح به من منطلق الحفاظ على أمانتي العلمية، وتمشيا مع قول نيتشه:،الحقيقة التي تبقى مخفيّة في داخلك ستقتلك!

أما بخصوص زعمهم أنني أعيش في بلد مسيحي
ولاجئة عند المسيحيين فأمر يثير الشفقة.

يبدو أنه لا أحد فيهم يعرف تاريخ هذا البلد!

من أقرب فلاسفة أمريكا إلى قلبي وأحد الآباء المؤسسين لأمريكا (كما يسمونهم)، هو Thomas Paine

الذي قال عن كتابك:
As to the book called the Bible, it’s blasphemy to call it the word of God. It’s a book of lies and contradictions, and a history of bad times and bad men!

(هذا الكتاب الذي يسمونه الإنجيل، إنه لمن الكفر
أن تعتبره كلمة الله. هو كتاب مليء بالكذب والمتناقضات، وتاريخ لأسوأ الأوقات وأسوأ الرجال)

وله قول آخر يقشعر بدني:
(إذا قرأت القصص الفاحشة والفجور الشهواني وعمليات الإعدام القاسية والمعذبة، والإنتقام الذي لا يلين، والذي
يمتلىء به أكثر من نصف الكتاب المقدس، فسيكون
من الأصح أن تسميه كلمة الشيطان، بدلا من كلمة الله.
إنه تاريخ من الشر الذي سبب فساد البشرية ومعاملتها بوحشية، ومن جهتي، فأنا أكره ذلك بشدة،
كما أكره كل ما هو قاس)

هذا العظيم وأمثاله هم من ألوذ بهم في هذا البلد الجميل، الذي حماني تحت راية دستوره من كل العنصريين والحاقدين.

لم يذكر الدستور الأمريكي مرة واحدة كلمة "الله"، والكثير
من الدراسات تؤكد هؤلاء العظماء قد فروا من أوروبا إلى
أمريكا هربا من الإرهاب المسيحي الذي كانت أوروبا
غارقة فيه، الأمر الذي دفعهم ليقلموا مخالب الدين
ويحشروه في الحظيرة بعيدا عن الدولة والحياة العامة.

هناك دساتير تخص بعض الولايات وتحوي كلمة (الله God)
أو (الإله Divne) دون الإشارة إلى المسيح!

أعتقد أنها لفتة ذكية جدا كرسالة للقطعان برمّتها:
الإله ملك للجميع، وليس إلهك - كائنا من كنت- أفضل من إله غيرك. لك الحرية أن تمارس دينك دون أن تفرضه على غيرك.

وبذلك استطاعت أمريكا أن تضم مختلف أنواع القطعان
في مجتمعها، وجميعهم متساوون في ظل الدستور،
وفي الوقت نفسه ضمنت الحرية والحق لمن يرفض هذا الإله!

إنها قوة الهجين الذي أثبتها العلم والدراسات،
وسأعود إلى "مسيحية أمريكا" في رسائل لاحقة🙏

كلمة أخيرة أخص بها الخراف التي تشتم:
حتى تاريخ هذه اللحظة لم استخدم في نقدي للكتاب
المقدس اللغة العنيفة التي استخدمها (توماس پين) في وصفه لكتابكم، احترامًا لمشاعر الكثيرين من أصدقائي!

لذلك، ادعاؤكم بأن موقفي من ذلك الكتاب المليء
بالكذب والمتناقضات (على ذمة الفيلسوف بين) هو من منطلق خلفيتي الإسلامية لهو كذبة وحقد عنصري أعمى.

إن موقفي منه ينبع من نفس العقلية التي امتلكها
(توماس بين)، العقلية التي تقرأ وتعي ما تقرأ👏

تدعمنا الملايين من عقلاء العالم عبر التاريخ،
إذ يحضرني الآن قول لعبقري "مسيحي" آخر،
ألا وهو برناردشو:
The Bible is the worse book on earth
الكتاب المقدس هو أسوا كتاب على سطح الأرض!

ليته قرأ القرآن أيضا🤣🤣🤣
************

=================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء ١٤)
—————————
عزيزي السيد المسيح،
البارحة وبعد أن نشرت رسالتك بدقائق انهالت الردود😜

باختصارشديد، أثارث شفقتي إلى حد البكاء !

اتفق المدافعون عنك على ترقيع خزق بخرق
أصغر منه بمرات!

حاولوا أن يغطوا جريمة "البغض" التي وردت في آيتك
بخرق مهترىء وأقبح من أي خزق يسببه البغض!

زعموا أن كلمة "تبغض" لا تعني البغض، ولكن تعني
أن تحب أقل، ولصقوا التهمة بظهري
وظهر الترجمة الخاطئة عن اليونانية!

بعد ألفين عاما اكتشفوا خطأ الترجمة؟!!

يحضرني قول بالإنكليزية:
The damage has been done😢
…….
الله يرحمك يا أم علي: (اجوا ليكحلوها عموها)

من هو ذاك الإله الذي يوصيك أن تحب أفراد عائلتك أقل منه؟!
ولماذا يتنافس معهم على محبتك؟!
أليس لأنه إله مغرور مضطرب غيور أناني؟!
تلك الصفات التي سأبرهن عليها في رسائل قادمة🤗

أولا، محبتك لعائلتك تختلف كليا
عن محبتك للإله، ولا مجال للمقارنة،
فتخيل أن تقارن بين البرتقالة والتفاحة وتتساءل:
أيهما أفضل؟

إذا كان هناك إله وتريد أن تحبه فمحبته روحانية
ولا علاقة لها بحياتنا الدنيوية.

أما محبة الناس، بما فيهم العائلة، فمحبتهم لغايات
نفسية ومادية في آن واحد.

محبتك للإنسان تعني أن تكون له يدا في السراء والضراء،
وأن تكون عونا لحاجته، بينما الإله لا يحتاجك، ومحبتك له
تعني الارتقاء الروحاني لتقترب منه!

بتفسيراتهم الهستريائية خلطوا عباسا بدباس، ولم يغطوا خزقا،
وعلى حد قول أفريقي مأثور:
عندما تفسر شيئا سيئا ستزيده سوءا!

نعم أثارت المحاولات شفقتي، وأججت ذكرى طالما
ترحمت من خلالها على حماتي😢
كانت حماتي امراة بسيطة طيبة، بدائية.

منذ أول زواجنا حاولت أن تلعب دور الحماية التقليدية،
لكي تفوز بموافقة العقل الجمعي!

كانت تقول لزوجي: إذا أحببتها أكثر مني سأغضب عليك،
وفي الثقافة السائدة: الزوجة في النار والأم في الجنة
وويل لمن تغضب عليه أمّه!

الردود على رسائلي اليوم تدفعني أن أترحم على حماتي🤣

فإذا كان الإله بجلالته وعظمته يخاف أن تحب عائلتك
أكثر مما تحبه رغم الفرق بين المحبتين،
فمن الحماقة أن يغضبني موقف حماتي، وهي البسيطة التي
لم تقرأ في حياتها حرفا، وكان زوجي وحيدها!

من الطبيعي أن يتنافس البشر على محبة بعضهم للبعض،
ولكن كيف لإنسان أن يحب عائلته على حساب إلهه،
أو حتى أن يكره شخصا آخر؟

وأين الغضاضة في أن يحبّ عائلته بنفس مقدار ما يحبك؟!

معظم فواجع هذا العالم تتجذر أسبابها في هوس
الإنسان بإلهه على حساب عائلته ومجتمعه😢

يحضرني قول لغولدا مائير: سيحبنا العرب عندما
يحبون أطفالهم!

إنها لعمري رأس الحكمة، فالناس نوعان لا ثالث لهما:
نوع محبّ يحب الشجر والبشر والحجر،
ونوع يكره حتى رموش عيونه، ولا نوع ثالث بينهما!

عندما تصادف نمطا بشريّا يحبّ ويكره في آن واحد
ثق تماما أنه حالة مصطنعة وقلب مفعم بالكراهية،
بغض النظر عن من يحب ومن يكره،
وتلك الحالة هي الأكثر شيوعا بين المهووسين دينيّا!

الحب ليس درجات كي تقارن بينها،
وإنما أشكال مختلفة لا تقبل المقارنة!

بينما البغض يمكن أن يكون درجات، وليس أدناها أقل
جريمة من أعلاها!
عندما تحبّ أقل أنت تبغض ولا تحب😢

أما أكثر الردود طرافة فكان لخاروف تائه:
أنت تبغين الشهرة من وراء تلك الرسائل😜

أبغي الشهرة؟!

كم ضيق الأفق ذلك المبرمج بطريقة تلقينية!

لو كان هدفي الشهرة، وليس المصداقية، لكتبت بوستا
بالخط العريض: المسيح هو الرب،
ولحصدت عشرة آلاف لايك في تكة على غرار الشيخ الحويني
عندما يضرط فتوى، أو على غرار المبشّرة
جويس ماير في آخر بيان سماوي لها:

There is no hope for anyone going to heaven
unless they believe this truth I am representing; you can’t go to heaven unless you believe with all your heart that Jesus took your place in hell

(لا يوجد أي أمل أن هناك إنسانا سيدخل الجنة إلا إذا آمن
بتلك الحقيقة التي سأقدمها لكم:
لن يدخل أحدكم الجنة ما لم يؤمن من أعماق قلبه
أن المسيح قد أخذ مكانه في النار)🤣🤣🤣

نعم الآلهة المتسلطة والمغرورة تنجب رجال دين
متسلطين ومغرورين ومجانين أيضا!

لقد حصدت السيدة مايير من هذا البيان ما حصدته وفاء سلطان في حياتها الكتابية كلها.

ولكن هذا ليس دليلا على مصداقيتها ولا دليلا على فشلي،
وإنما دليل على حماقة القطيع!

فهذا البيان لا يصدر إلا عن عقل أضيق من بخش الابرة
وأظلم من وكر النملة.

لديها بطاقة طيران درجة أولى وبلا توقف، وبسرعة
الصاروخ مباشرة إلى الجنة بعد أن اشترى المسيح
مقعدها في النار🤣
والكارثة تسمي بيانها (الحقيقة)!

طبعا، لا تختلف حقيقتها عن حقيقة زغلول النجار والتي
تقول: إذا غطت ذبابة على صحنك فاغمسها في الأكل،
لأن أحد جناحيها يحمل بكتيريا والجناح الآخر
يحمل مضادا للبكتيريا😜

كلاهما يسميان خرافاتهم حقائق!

أما مشكلة وفاء سلطان فهي أن عقلها لا يعتبر الحقيقة
إلا ما يراه تحت عدسة المجهر وفي تجارب المخبر
والكتب التي تتحدث عن النتائج🤗

وخلافا لذلك، قد تتبنى فكرة غير مبرهن عنها شرط أن تملك
بعدا فلسفيا وأخلاقيا، ريثما تراها يوما من خلال مجهرها،
على غرار إيمانها بفيلم (الجميلة والوحش)،
والذي قدم للبشرية من الجمال والخلق والحكمة ما عجزت
أن تقدّمه الكتب الدينية مجتمعة!

مع أن المقارنة باطلة لأن تلك الكتب لم تقدم سوى
البغض والكراهية والحقد والعنصرية،
وعندما تبحث عن البرهان سيقودك البحث
إلى ما يجري في تلك البقعة غير المقدسة،
حيث يتلذذ المؤمنون ببقر بطون بعضهم البعض!

أختم رسالتي بعبارة تلخص كل ما بودي
أن أقوله، وهي لأحد الخراف "الضالة"، العظيم فرويد:

What progress we are making. In the Middle Ages they would have burned me. Now they’re content with burning my books!

(أي تقدم حصلنا عليه؟
في العصور الوسطى كانوا سيحرقونني، واليوم هم راضون عن حرق كتبي)

وما زال الحرق جاريا بشكل أو بآخر، إذ لا أرى فرقا كبيرا
بين أن تقتلني وبين أن تسيء إلى سمعتي
وتنعتني بالعاهرة،
لمجرد أنني وقفت في وجه شرذمة من الأباطيل….
********

========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 15)
——————————————
عزيزي السيد المسيح
كنت قد أشرت في رسالة سابقة إلى أن الدين يعمل
على إقفال العقل لكي يضمن أن يتمدد داخله ويطغى،
والبرهان على ذلك موثق في الكتاب المقدس😢

طالما رفضت آية قرآنية تقول:
(لا تسألوا عن أشياء إن تبدا لكم تسؤكم)،
وانصدمت عندما عثرت على شقها التوأمي في كتابك.

ليس هذا وحسب، بل كان الشق الأكثر تشوها وتشويها!

آيتان في الكتاب المقدس، إحداهما تقول:
(توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد)

(مش معقول 🤦‍♀️)

أجد نفسي عاجزة عن التعليق، إذ لا أعرف من أين أبدأ😢
ويطرح سؤال ملّح نفسه: من هو الإنسان عندما تجرده من مفاهيمه، والمفهوم هو الفكرة التي فهمها بعد أن
استوعبها ودقّق بها، ومن ثمّ تبناها؟!

كيف سيتخذك ربا له من بين ٤٠٠٠ رب قبل أن يفهمك؟!

وكيف يتّم الإتكال على رب قبل الإقتناع به، وكيف يتمّ
الإقتناع به بدون فهم، وكيف يتمّ الفهم بدون عقل.
إذن، الغاية المرجوة من الآية تعطيل العقل.

القلب - أيها المعلم وأنت الخالق ويُفترض أن تعرف- القلب ليس العضو المسؤول عن اتخاذ أي قرار
بما فيه الاتكال على الإله.
للقلب وظائف فيزيوجية اخرى، وحده الدماغ بيت العقل
ومراكز التفكير، يقوم بتلك المهمة!

غريب!!!

والغرابة ليست في الآية وإنما في وجود بشر تؤمن بها
وتصدق أنها من أقوال الخالق؟!

لا يمكن أن تفهم شيئا على حقيقته مالم تطرح أسئلتك
وتستخدم ملكاتك العقلية لإيجاد الأجوبة.
حتى في حالات سوء الفهم، لا يعني أنك لم تستخدم عقلك،
بل يعني أنه فاتتك أحد الأمور المهمة أثناء المحاولة!

أما المطالبة بإلغاء الفهم، فهو استئصال جراحي
لكل خلية شغالة في المخ!
عندما تلغي العقل ما الذي يضمن له أن خياره
هو الصح كي يتوكل عليه؟!!

قراءة هذه الآية في كتاب زعموا أنه من عندك يقود
العاقل لأن يضرب رأسه في الحائط.
أما الآية التالية فتقتله بالسكتة القلبية مالم يدرك
قبل قراءتها أنها جزء من كتاب مليء بالخرافات.

تقول:
(اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله
ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء)

وعندما تقرأ الشرح لا يمكن للعاقل أن يرى إلا شخصا مشوّشا يسكب مرقا شهيا فوق طبق من اللحم الفاسد ليموّه الطعم والرائحة ويضمن بقاء الخراف في الحظيرة!

يا جماااااعة، يا أهل المشرق والمغرب، هل يعقل أن إلها
يخزي الحكماء بشرذمة من الجاهلين؟!!!

ويقضي على الأقوياء بقطيع من الضعفاء، بدون
أن يشير من قريب أو بعيد إلى نوع الضعف
الذي يبجّله وشكل القوة التي يرفضها!

هل يعقل أن تصدر هذه الآية عن إله، بغض النظر
عمّا قصد منها؟!!
مهما كان القصد طيبا ألم يكن هناك طريقة
لصياغتها بشكل أكثر قبولا؟!

والمفسرون يشبهون إلى حد بعيد أصحاب بيت متسخ إلى حد القذارة وقد داهم بعض الضيوف البيت على حين غرة، فراحوا يكنسون القاذورات ويدفعونها تحت سجادة الدار.

تشعر أثناء قراءة التفسير أنهم يتصببون عرقا من الخجل،
وهم يحاولون بكل جهدهم تبيض صفحة حالكة السواد!

يخزي الحكماء بالجهالة؟
عندما تقول:
فلان حكيم، هل هناك احتمال واحد بالبليون
أنك تقصد خبيثا أو شريرا؟!
عندما تقول:
فلان جاهل، هل هناك احتمال واحد بالبليون
أنك تقصد طيبا أو جيدا؟!!
فلماذا يحارب الإله حكيما؟ وكيف يسلط عليه جاهلا؟!

ثمّ لماذا تحاول أن تستضعفنا، ولماذا دوما تحاول الأديان أن تظهر الضعف على أنه من شيم المؤمنين، وطوبى للضعفاء!

لا أجد سببا إلا ضمان تجريدهم من القوى اللازمة
لكسر بوابة الحظيرة.

الحياة صعبة وتواجهنا كل يوم بتحديات جديدة وقد أكسبنا الكون من القوى الداخلية ما يكفي لمواجهتها، ودوما نحتاج
لمن يشحذ هذه القوى، لا لمن يقمعها!

ملايين الخراف ستقبل أن تطحنها الحياة وتعيش ضعفا
مدمرا بحجة أنها الأقرب إليك، وطالما تحارب بهم الأقوياء!

طبعا هذه أضمن طريقة ليخوض القابضين على رقاب القطيع حروبهم، وهي أن يقضوا على الحكمة بالجهل،
وعلى القوّة بالضعف!
أما أن يخوض الإله بنفسه هذه الحرب، فذلك كارثة روحانية
لا أملك من القدرة ما يكفي لتفنيدها،
لأنها أعقد من أي قدرة على التفنيد!

عندما تقنع إنسانا بأن هناك حكمة شريرة وبأن هناك جهلا مقدسا يستطيع أن يخزيها، ماذا تكون قد فعلت؟!

عندما تقنعه بأن الضعف يغلب القوة وليس العكس تكون قد قلبت جميع المفاهيم المتعارف عليها في كل زمان ومكان، فجعلت الحكمة خبثا والجهل طيبة، والقوة إجراما والضعف فضيلة، وأجبرت الإنسان على أن يتحايل على عقله فيعقلن اللامعقول!

للأمانة العلمية: الآيتان السابقتان أسوأ بمليون مرة من
الآية القرانية المذكورة سابقا😢😢

لقد كرر الكثيرون من أصدقائي المسيحيين بفخر قول الرب: كونوا حكماء كالحية!
لا أعرف إذا كانت الحية حكيمة، فالحكمة تحتاج إلى عقل
وتجارب ومخزون معرفي، ولكن ليس هذا هو بيت القصيد هنا،
بل النقطة الأهم:
كيف يطالب أتباعه باكتساب الحكمة، وفي آية أخرى
يزعم أنه يخزي الحكماء؟!!
دون الإشارة إلى الفرق بين نوعيّ الحكمة في كل آية،
علما بأنني على يقين من أن مفهوم الحكمة في كل لغات العالم جميل ولا يمكن في أية حالة أن يحمل مدلولا خبيثا!

إذن نحن أمام كتاب يجبرك على أن تؤمن بفكرتين
متناقضتين في آن واحد!
ليس هذا وحسب، بل يقنعك إلى حد اليقين أنهما
تعنيان نفس الشيء!
لو أدرك المتدين، أي متدين، مدى التشويه في عقله ومنطقه، لرمى كل سبب مشوّه في سلة قمامته!

قلت (لو أدرك)، وهنا المشكلة،
فالقدرة على الإدراك تتطلب عقلا منفتحا وجاهزا
لأن يسمع ويقرأ ومن ثم يحلّل ويستنتج!

وليس لصالح الأديان صناعة هكذا عقول😢
*************

===========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 16)
—————————————-
عزيزي السيّد المسيح،
عندما يزعم أحد بأنه يمشي مع الله، ولم تقوده خطواته
يوما إلى تغيير إيجابي كبير في حياته، في شخصيته، في الطريقة التي يردّ بها ويتعامل مع الناس، في سلوكياته، في مقدار الحب الذي يحمله في قلبه، عليه أن يعلم أنه يعبد وهما،
وبأنه ضال ومضلل.

لا أتكلم هنا عن أخطاء عابرة، فكلنا نخطئ سواء كنا نمشي على الطريق الصحيح أو ضعنا في غياهب الحياة،
ولكنني أتكلم عن حالات يصبح الخطأ بها واضحا
على أنه سلوك وطريقة حياة.

أكثر البشر كذبا ونفاقا وضياعا هم المهوسون بالدين،
فالعربة الفارغة هي الأكثر ضجيجا.
أمّا من يكون مع الحق، أيا كان هذا الحق،
لا يشعر بضرورة الدفاع عما يؤمن به طالما غيّره إيمانه نحو الأفضل.

للحق أشكال كثيرة، والبرهان على انه حق هو التغيير
الإيجابي الذي يخلقه في حياة الإنسان ومن حوله!

عندما تؤمن بفكرة جميلة جدا لأنها تركت تغييرا
إيجابيا وكبيرا في حياتك، وليس لمجرد أن مربينك
قد برمجوك عليها، لا تشعر
بضرورة الدفاع عن تلك الفكرة عندما يتناولها أحد بالنقد،
بالعكس تماما النقد الذي ترفضه يزيدك تعلقا بما تؤمن به.

لكن عندما تخرج عن طور الإنسان العاقل فتزعق
وتشتم وتدين أنت بذلك تبرهن على أن نقد الفكرة
قد نقر على عصب حساس جدا عندك، ألا وهو عصب الشك، فزعزع إيمانك.

لقد كان ذلك الشك، ومنذ البداية، يسرح
ويمرح في غلالة نفسك وفي اللاوعي عندك، وزاده تشبثا باللاوعي عندك هو أنك لم ترّ يوما أية فائدة
أو تغيير إيجابي من إيمان مازلت متعلقا به.

ومع هذا قمعت الشك وتمسكت بالإيمان لأنه يعطيك
إحساسا وهميا بالقدرة على مواجهة واقع
لا تستطيع أن تواجهه بعقلانية.

نعم، الدين ليس إلا ما نطلق عليه في علم النفس
Coping strategy
(استراتجية التكيف)
في كثير من الحالات لا يستطيع الضعفاء، غير المؤهلين فكريا ومعرفيا وروحانيا، أن يتعاملوا مع ضغوطات الحياة
ويواجهونها بعقلانية.

قد تصل هذه الضغوطات حدا لا يستطيع الوعي أن يتحمله، فيلجأ اللاوعي إلى طريقة لتخفف عنه حدة الألم
الذي ينجم عن تلك الضغوطات.

من ضمن الطرق المتاحة في حالات كهذه
هو التعلق بقوة عليا قد تخفف من ألمه
متجاهلا العقل والمنطق وغياب الثمار المرجوة.

ولكي لا يعترف بفشله يكابر
ويعاند ويصر على أنها عنزة ولو باضت!

هل يستطيع أحد أن يدحض حقيقة واضحة وضوح الشمس
أن أغلب المتدينين والمهوسيين بالدين
هم من شريحة فاشلة على كل صعيد،
وتشعر أنها تعيش في مستنقع لا قرار له.
وكلما ازدادت فشلا ازدادت تديّنا وكلما ازدادت تديّنا ازدادت فشلا، وهكذا تدور في حلقة مغلقة!

يستثنى من هذه الحالة الذين يصنعون لقمتهم من
تدينهم المزيّف، والذين لهم مآرب أخرى!

أحيانا أتعاطف معهم لإحساسي بالشفقة
وليقيني من أنهم لا يملكون خيارا آخر.
يعزز إحساسي هذا ما قاله يوما أحدهم:
لم يترك الأغنياء للفقراء إلا الله😢

الله في تلك الحالة وسيلة للتعايش مع الألم الذي تسببه تحديات الحياة، لأنهم لم يتعلموا طرقا أخرى أكثر فعالية.

لا أجد في الأمر خللا إلا عندما يحاولون أن يتبجحوا به ويفرضونه عليك، وهم يدركون أنه لم يفعل لهم شيئا ويريدونك أن تتخبّط في تعاستك كما هم!

أيها المعلم،
قصدت من هذه المقدمة أن أمهّد لأطلعك على ما قاله أحد من المدافعين عنك، في أعقاب نشر رسالتي الأخيرة إليك،
كتب يقول:
(أنت تنتقدين الكتاب المقدس لأنك من خلفية مسلمة
والعرق دساس)

لم أقرأ في حياتي أوضع وأحقر من هكذا رد🥵

ثلاثة عقود من حياتي وأنا أحاول جاهدة أن أكشف حقيقة الدين الذي ولدت عليه بشجاعة منقطعة النظير، وذلك بعد
أن طهرت اللاوعي وساحة الوعي عندي من كل آثاره،
ثلاثة عقود لم تشفع لي عند مخلوق قتل دينه انسانيته،
فراح ينفث سموم عنصريته، ليزيدني تمسكا بقناعة:
أن الدين عنصرية وكراهية، مهما تستر خلف قيم مزيفة😫

ما هو الدين؟
الدين هو برمجة مجموعة من البشر للإيمان بأن لهم قيم ودساتير ليست موجودة لدى من هم خارج تلك المجموعة، وبناء عليه يتبنون طريقة لتمييز أنفسهم
واحتقار من لا ينتمي إليهم.

خروفك - أيها المعلم - لا يعرف أن أكبر وأشهر من
حارب الأديان عبر التاريخ البشري كانوا من أتباعك
وولدوا على دينك، لكنهم أدركوا خطورة العقيدة على
نوعية الحياة، فارتقوا إلى مستوى مسؤولياتهم.

الغليان الذي يعيشه هذا العالم هو ثمرة أديانه، وضحية العنصرية والكراهية التي زرعتها
من خلال حفر الخنادق بين البشر.

النقطة الأوضح بهذا الخصوص، ولكنها الأقل تواجدا في
الساحة البصرية للمتدينين، لأنهم متعامون،
هي أنهم متدينون بالوراثة، ولم يكن وجودهم في حظيرتهم خيارا شخصيّا عقلانيا ومدروسا.

لا أحد منهم يريد أن يرى تلك الحقيقة لأنها تفضح
عدالة الإله الذي خلقهم على دينه
وألقى بالبقية خارج الحظيرة.

الحقيقة ـ أيها المعلم ـ مؤلمة جدا جدا، ولأنهم لم يتسلحوا
بالعلم والمنطق والخلق الحسن لمواجهتها راحوا يحاربوها،
ويعيشون أوهاما بالمطلق.

يقول الفيلسوف الفرنسي الذي كان له دور كبير في عصر الاستنارة الذي أنقذ اوروبا من المستنقع الديني،
Denis Diderot

We swallow greedily any lie that flatters us, but we sip only little by little at a truth we
find bitter

(نحن نبتلع الكذبة بشراهية طالما تنفخ غرورنا وإحساسا بالتميّز، ولكننا نرشف الحقائق نقطة نقطة وببطء شديد
لأننا نحس بمرارتها)

أيها المعلم،
أرجوك أبلغ خروفك أن الفيلسوف المستنير دينس ديدروت
لم يكن مسلما ذا عرق دساس، بل كان من خلفية مسيحية.
لكنه استنار بالعقل والبصيرة، وأنار وأمثاله وفاء سلطان
كي تترك الحظيرة وتحذو حذوه،
علّها تساهم في إخراج تلك البقعة الملعونة من مستنقعها،
كما أخرج هو قارته،
متسلحة بالشجاعة اللازمة، ويحدوها أمل كبير!
****************

=====================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 17)
—————————————-
عزيزي السيد المسيح،

لماذا نصبت وفاء سلطان العداء للمسيحية؟

يتساءل أحد المدافعين عنك متجاهلا حقيقة في
غاية الأهمية، ألا وهي:
عندما يدافع الإنسان عن عقيدة أو عن إله يجب أن
يراعي القيم الأخلاقية التي يتبجّح بها،
والتي يزعم أن إلهه قد وضعها،
مهما كان حجم العداوة التي يشنها الآخر ضد ذلك الإله.

هذا إذا افترضنا - من باب الجدل - أن نقد الدين
هو شكل من أشكال العداوة!

فإذا كان يزعم أن إلهه يوصيه "أحبوا أعداءكم"، ثم ينبري
ليحشر الناقد في خانة الأعداء، هو بذلك يبرهن على
صحة الأساس الذي يقوم عليه نقدي، ألا وهو:
الدين ليس سلما أخلاقيا، وإنما وسيلة طغيان للتحكم
بقطيع لا يستطيع أن يحكم نفسه.

من ينصبني عدوا له، وأنا لم أؤذه يوما، لا أريد محبته،
وعليه أن يعلم أنه ليس لوفاء سلطان أعداء كي تحبهم،
فهي لا تعادي أحدا ولا تؤمن بقدرة الإنسان على محبة العدو!

من يعادي لا يحب، ومن يرى في النقد عداوة هو ليس
مؤهلا لأن يطّهر قلبه من العداوة!

النقد هو أن ترفض ما يتعارض مع عقلك ومع شيفرتك الأخلاقية، وهو واجب مقدس لكي تستطيع أن
تتطهر نفسك مما ترفضه إنسانيا وأخلاقيا!

نعم ليس لي أعداء، أما من ينصبني عدوا له فهذا خياره،
ولست مسؤولة عن خياراته، هو وحده من سيدفع ثمن
عداوته وحقده!

لا أقرأ أي كتاب، مهما اختلفت نوعية الكتب،
إلا بغية أن يرتقي بي فكريا وأخلاقيا وروحانيا!
ولم أقرأ كتابا دينيا إلا وسمّم روحي.

هناك خمسون ألف طائفة مسيحية في أمريكا، لا أحد منها يعترف بالأخرى، ناهيك على أن يصلي في كنيستها،
وليس لدي أي شك، ويجب ان لا يكون لديك شك،
أن سبب هذا التشرذم هو التفسيرات المختلفة لكتاب،
كل سطر فيه يحتاج إلى تفسير!

بينما لا ترى هذا التشرذم عندما يتعلق الأمر بالكتب
الأخرى العلمية منها والفلسفية والتي تهدف عموما
لتحسين نوعية الحياة.

لا أقيم وزنا لمن ينصب لي العداء، فإذا كنت تعادي
من يختلف معك من أبناء دينك على مكانة السيدة العذراء
في كتابك باعتباره يحتمل مليون تفسير،
فأين الغرابة عندما تنصب لي العداء وأنا أرفض الكتاب
كله جملة وتفصيلا؟!

لقد نشبت معركة على الفيس بين اثنتين من صديقاتي استخدموا فيها كل الأسلحة من العيار الثقيل.

السبب واحدة نشرت صورة للسيدة العذراء تطلب منها
شفاعتها، ردت الثانية متهمة إياها بالهرطقة،
لدرجة يخيل للقارىء أن شيعيا يجادل سنيا، الأول يدافع عن زواج المتعة والثاني عن إرضاع الكبير، نفس التفاهة!

هل أحد يستطيع أن يقنعني أنه لو كتب لهاتين السيدتين
أن تعيشا في دولة مسيحية على الطريقة الطالبانية
لما قتلتا بعضهما البعض؟!

هل هناك من لا يتفق معي على أنه لو احتوى الكتاب المقدس
على آية واحدة واضحة ولا لبس فيها ولا حاجة لتفسيرها،
وتلك الآية تحدد موقف المؤمن من العذراء بوضوح
لما حدث ذلك التشرذم؟

ولكن وجود الآيات المتناقضة شوش أذهان الناس،
فراحوا يفهمونها وفقا لمصالحهم،
وكل واحد يدعم رأيه بآية تناقض الأخرى!

لا يوجد كتاب على سطح الأرض يجب أن يكون مثيرا للعداوة،
ناهيك عن كتاب يلصقوه بالخالق، والخالق ليس ملكهم!

أنا أرفض الكتاب، لكنني لا أرفض من يؤمن به،
فمقياسي الأخلاقي يميز بين البشر وبين عقائدهم،
ومن المستحيل أن أسقط بإنسان إلى مستوى ما يؤمن به،
مهما اختلفت مع إيمانه!

أنا لست ضد المسيحي الذي يؤمن بقداسة الآية التي تقول:
(إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض عشيرته من أولها لآخرها، حتى نفسه ايضا فلا يقدر أن يكون تلميذا لي)
ولكنني ضدها من ألفها إلى يائها مهما كان التفسير، فالثمرة الجميلة التي تعفن لبها لا تؤكل مهما بررنا وجود العفن!

لا يقبل الثمرة المعفنة إلا الجائع، ولم أشعر يوما
بجوع روحاني لأقبل طعاما معفنا،
فأنا منتشية روحانيا إلى حد الإشباع، ولا أتصور أن دينا في
تاريخ البشرية ارتقى روحانيا بأتباعه.

فالأديان لم تحترم يوما العقل البشري، وحاولت عبر تاريخها
أن تقصيه من طريقها لتضمن استمراريتها،
والروحانية هي علاقة تأمليّة عقلانية تربطك بكل جزء من الكون،
حتى تصبح أنت بحجم الكون،
وللأمانة هكذا أرى نفسي!

سأعود في رسائلي المقبلة لأشرح كيف جردت الأديان
أتباعها من الروحانية.

والخطورة لا تكمن في إهمالها للجانب الروحاني،
بل في إقناع أتباعها بأنها هي الروحانية بذاتها.

الروحانية باختصار شديد جدا جدا هي الرابطة
التي تربطك بكل جزء من هذا الكون،
أما الهوية التي تسقطك رهينة لعقيدة ما فستقطع
علاقتك بكل من هو خارج حدود تلك الهوية
على حساب استمراريتها.

لا أحد يحاول أن يقنعني بأن دينه لا يخندقه ضد من
يقف خارجه، ستكون المحاولة فاشلة!

لقد ولد الإنسان مخلوقا مؤهلا للتأنيس، والروحانية هي محاولاتك خلال حياتك كلها لتكون إنسانا
ولترى في الآخر إنسانا!

شاعر أمريكا الجميل Walt Whitman قال يوما:
Re-examine all what you have been told. Dismiss what insults your soul!

(افحص كل ما سبق وأخبروك به، ثم اسقط كل ما أساء لروحك)

قلّما قرأت آية في كتاب ديني إلا وخدشت روحي بشكل أو بآخر.

لذلك، أسقطت من حساباتي كل هذه الكتب،
وتركت روحي حرّة تختار ما يعززها، كي تبقى جزءً لا يتجزأ من كونها🙏

و بناء عليه أنا لست عدوتك….
*******

========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 18)
—————————————
عزيزي السيد المسيح،
في أعقاب رسالتي الأخيرة إليك انبرى قس من
رجالك ليدافع عنك وبأدب جم، أدب يجبرنا أحيانا
على أن نخفف من حدّة غضبنا أمام أمور تنسب للإله،
فتجعل منه شيطانا محترفا.

وأنا إذ أغضب أمامها ليس دفاعا عن الإله، فالأمر أقل
ما يعنيني، وإنما خوفا على أتباعه من أن يتشيطنوا تيمنا به،
فالإنسان يصبح مع الوقت الإله الذي يعبده!

حاول القس أن يتجاهل الكتاب المقدس مصرّا على أن المسيحية ليست دينا وإنما -حصرا - علاقة المؤمن بالمسيح!

لا أحد يستطيع أن يقيم علاقة شخصية مع المسيح إلا مرورا
بكل كلمة جاءت في الكتاب المقدّس، فهو المصدر الوحيد، المصدر الوحيد، (المصدر الوحيد للمرة الألف) الذي
يتحدث عن وجودك، ولا يوجد برهان آخر،
وإلّا يبقى السؤال: كيف عرفوك بدونه؟!

إذن، محاولة التنصل من الكتاب حتى بعهده القديم هي فضيحة بكل المقاييس، إذ تتغاضى عن البرهان الوحيد لوجودك، وسأتناول ذلك في رسائل أخرى!

المهم، كان ردي عليه:
طالما يا أبانا تتغاضى عن الآية الانجيلية التي تقول:

وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي." (مت 5: 32).

ولا تعترف بقباحتها لا أستطيع أن أعطي ردك أية مصداقية!
……….
ماع خروف في الحظيرة (وهذا بيت القصيد في هذه الرسالة):
هل أنت تباركين الزنى؟!

لاحظوا سخافة العقل المقولب دينيا، إذ دائما
يبحث عن ثقب يدخل منه!

وكأن رفضي للآية هو مباركة للزنى، وليس دفاعا عن
إهانة وتهميش المرأة ووأدها حية،
والذي سأتطرق إليه لاحقا.

أما اليوم فسأشرح موقفي من الزنى مقارنة بموقف
كتابك وبالتالي أتباعك.

الزنى في عرفي الأخلاقي، وحصرا، هو العلاقة الجنسية
القسرية التي ينتهك بها طرف حرمة الطرف الآخر غصبا عنه.

الأديان الإبراهيمية الثلاثة، وليس الإسلام فقط، لم تقترب
من هذا الموضوع إطلاقا، ولم تقم عليه الحد!

باختصار، لأن الإغتصاب عموما يدين الرجل، والرجل
هو الذي اخترع الدين، فكيف سيدين نفسه؟

هذا ما تؤكده الآية التي تقول: (من امرأة مطلقة)،
دون أن تقترب من الرجل المطلق!

أية علاقة جنسية بين طرفين بالغين وبموافقة الطرفين
هي ليست زنى!

عندما يكون طرف أو الطرفين متزوجين فهي خيانة
وليست زنى، والحل الوحيد هو فك الارتباط،
كما هو الحل في أية خيانة أخرى.

العلاقة الجنسية بين المحارم رذيلة، ولقد حللتها الأديان الإبراهيمية الثلاثة، فما تحلله بدون سبب مقنع لا تستطيع
أن تتبجح بتحريمه تحت أي سبب آخر.

فبناء على خرافة آدم وحواء كل البشر أبناء الرذيلة؟

ألم يكن الإله أذكى ليخترع سيناريو آخر أقل فضيحة؟!!

على كل حال، لا توجد جريمة على سطح الأرض تصل في مستوى قباحتها إلى مستوى جريمة الاغتصاب،
فالقتل أخف.

مع القتل يتوقف التعذيب،
أما الاغتصاب فهو تعذيب وقهر وقتل للروح مدى الحياة.

لذلك أستغرب كيف يتفوّه إله أو نبي بالعبارة الأكثر
سحقا وتدميرا لروح المرأة في التاريخ البشري
(من طلق امرأته فقد جعلها تزني)، وفي الوقت نفسه
لا يقترب من جريمة الإغتصاب، ولا يقول كلمة واحدة بخصوصها😡

إنه لأمر كفيل بأن يثير غضبي إلى حد الانفجار،
فأسقط من حساباتي هذا الإله!

هناك فضيحة أخرى قد يراها خروف آخر ثقبا يتوهم أنه يستطيع أن يدخل منه، لكنني سأسدها قبل أن يتورط.

ربما يخطر بباله أن يدافع عن كتابه محاولا أن يفنّدني بقوله: ولكن العهد القديم حرم الاغتصاب وعاقب فاعله😜

ليته لم يفعل!🙏

يقول العهد القديم:
(25): ولكن إن وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل وأمسكها الرجل واضطجع معها يموت الرجل الذي
اضطجع معها)

لاحظوا يستخدم كلمة "اضجع" بدلا من اغتصب،
ويشترط أن تكون مخطوبة، وذلك لأنه باغتصابها أساسا أهان الرجل الذي خطبها، وليس من منطلق أنه انتهك حرمتها،
والبرهان الذي يؤكد ذلك موجود في الآية التي تليها:

(28 «إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا.
29 يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ)

تصوروا على هذا العقاب، إن لم تكن مخطوبة
يُجبر على الزواج منها مدى الحياة!!!!

وما زالت هناك مخلوقات تدافع عن هذه
السفاهة بوقاحة منقطعة النظير!!!!

هل تستطيع أن تتخيل امرأة تتزوج رجلا انتهك عرضها ولم يأبه لصراخها وبكائها، لكي تعيش التجربة كل لحظة يقترب منها😫

ألم أقل لكم بأنّ القتل أرحم؟!

والأفجر والأقبح والأرذل:
أن يدسّ في جيب والدها خمسين من الفضة!

عندما أسألهم:
هل إله العهد القديم هو نفسه إله العهد الجديد؟

يرتعد القطيع ويحسب للجواب ألف حساب،
وعموما تصبح أجوبته ما نطلق عليه في علم النفس:
سلطة الكلمات Word Salad

أي صحن غير متجانس من خليط لا تستطيع أن تتبين حقيقته!

على شاكلة:
(هو نفسه، لا لاعلاقة لإلهنا به، الهنا نقض الشريعة، الهنا لم ينقض، الشريعة كانت لليهود لأنهم قساة قلب، عهد المسيح عهد النعمة ولكن اليهود فرضوا علينا عهدهم، أنا لا أحاول أن أتنصل من العهد القديم ففيه تنبؤات عن مجيء المسيح، هو موحى من الله وليس كلامه الحرفي ولذلك احتمال الخطأ وارد، لا لا يقبل الخطأ، وقس على ذلك من تشويش فكري وأخلاقي لا تشعر أمامه إلا بالشفقة)

إضافة إلى ذلك، يتجاهلون كل أسئلتي ويضربون المنطق
بعرض الحائط، ثم يعودون للبغبغة، محاولين أن يقنعوني
بأنه عليّ أن أتجاوز كل قباحات الكتاب المقدس
واؤمن أنك إله، وبأنك رب المجد والسلام!

على حدّ قولك: من ثمارهم تعرفونه،
ألا يحق لي أن أتساءل: أين ثمار سلامك، وأنا أراقب
بحار الدم في مسقط رأسك،
هل هذا هو السلام الذي جئتنا به؟!😢😢😢
**************

========================

رسالة إلى السيد المسيح (الجزء 19)
……………..
عزيزي السيد المسيح
لا أخفيك سرا أنني استأت من شتائم المدافعين
عنك رغم رباطة جأشي 💪

لكن يخف شعور المرء بالإستياء عندما يعرف
أن غيره يركب معه في نفس القارب، ويعاني من نفس الدوار
الذي يسببه هيجان الموج حوله، على حد قول المثل الشعبي:
من رأى مصيبة غيره هانت مصيبته!

حدث ذلك عندما قرأت ما قاله الفيلسوف البريطاني
A.C. Grayling

religious apologists complain bitterly that atheists and secularists are aggressive and hostile in their criticism of them.
I always say: look,
when you guys were in charge, you didn't argue with us, you just burnt us at the stake.
Now what we're doing is, we're presenting you with some arguments and some challenging questions, and you complaining - a

(يشكو المدافعون عن الدين بمرارة من أن الملحدين
والعلمانين عدوانيون وعنيفون في موقفهم منهم.
ودائما أقول:
(انتبه إلى تلك الحقيقة): عندما كانوا يملكون اليد العليا
رفضوا أن يتحاوروا معنا، وراحوا يحرقوننا جميعا.
اليوم (وبعد أن فقدوا قوتهم) عندما نواجههم بحججنا وبأسئلة صعبة ينقون ويشكون)
………
استشفّيت من كلامه أنهم فقدوا قدرتهم على أن يحرقونا
أحياء، فلجأوا إلى شتمنا (وهذا أضعف الإيمان😜)

ولهذا لسنا مدينين لهم عندما يدّعون أنهم مسالمون
ولا يأذون، فالمسالم هو الذي يملك القدرة على أن يأذي
ويترفع عن الأذى، وليس عندما يكون مكبّلا بالقانون!

لم تعبر رسائلي حتى الآن إلاّ عن استنكاري لأمور لا أستطيع أن أتحايل على عقلي وأرمي علومي في سلة المهملات كي أقبلها (كما يفعل المتديّن المهووس)، وهذا أبسط حق من حقوقي، فأين الخلل الذي يستحق الشتيمة؟

وللأمانة أقول:
لست أول من طرح تلك الأسئلة، ولم أطرحها من منطلق خلفيتي المسلمة كما يدّعي أتباعك، فأنا بعت هذه
الخلفية بقشرة بصلة عندما استخدمت عقلي🤗

نعم أنا لست أول من طرحها بل سبقني إليها
مستنيرون غربيون من خلفية مسيحية،
طروحها بعد أن باعوا خلفيتهم أيضا بقشرة بصلة
عندما استخدموا عقولهم!

كل ما هناك أنني أطرح أسئلتي حول ما يبشرونني به
وأناقش بمنطق وأدب،
بمنطلق لا تستطيع برمجتهم العقلية أن تستوعبه!

عندما يدعوك أحد إلى حفلة في بيته، من حقك
أن ترفض الدعوة وأن تشرح أسباب الرفض.

وتقتضي أبسط قواعد الأدب والأخلاق أن يقبل المضيف
رفضك وأن يأخذ بعين الاعتبار أسباب الرفض.

أما أن تنقر على أعصابي وتلجّ وتصرّ على انضمامي
إلى حفلتك، وعندما أرفض وأبرر أسبابي بعقلانية تشتمني؟

أي أخلاق تلك التي يملكها المهووسون بالتبشير إذا
كانوا عاجزين عن فهم قناعات غيرهم واحترامها،
حتى لو كنتُ صريحة إلى الحد الذي أقول عنده:
لقد سبق وزرت مكان الحفلة ووجدته قذرا ولا يتناسب مع قواعد النظافة، لا يملك المضيف الحق أن يشتمني،
وخصوصا عندما أوافيه بالبراهين القاطعة على قذارة المكان؟!

كيف أستطيع أن أتقبل كتابا لا يتجاوز بضع مئات من الصفحات، كل سطر فيه يحتاج إلى مئة
صفحة شرح وتأويل ومحاولة ترقيع؟

كيف أستطيع أن أتقبله بدون أي سؤال عن مدى
صلاحيته ليكون دليلا إلى حياة جديرة بأن تعاش؟

يضاف إلى ذلك، أننا لا نعرف من كتبه، ولا أين كتبه،
ولا متى كتبه!

كتاب واحد، واحد لا غير، يحتوي البرهان على ولادتك
بلا دنس وتجسّدك وموتك وقيامتك،
وكلها تكهنات ميتافيزيقية لم يبرهن عليها أي كتاب علمي!

والكتاب لا يحوي إلا عبارات انشائية كتلك التي يكتبها
تلميذ في المدرسة الابتدائية في سياق وصفه لنزهة قام بها
إلى بستان، مع جل احترامي لقدرة ذلك التلميذ
اللغوية وخياله الخصب!

كيف أستطيع أن ألغي ملايين الكتب التي قامت على
البرهان القاطع وأتت بحقائق تتعارض مع كتابك،
وذلك بغية أن أقبل وأتصالح مع تعاليمك؟!

هذه الكتب كانت عصارة عقول وجهود ضحى أتباعها بوقتهم وحياتهم كي يقدموها للبشرية مخففين عنها أعباء الحياة.

هي تحوي هرما من الحقائق، كل حقيقة فيه كانت الأساس لحقيقة أعقد منها، فالمبسط قادنا إلى الأعقد حتى
وصلنا اليوم إلى هذا المخزون الهائل من الدراسات والعلوم.

مع الزمن صارت تلك الحقائق ثوابتا ، أما الإدعاء بأن
كتابك المقدس يقوم على ثوابت فسيبقى مجرد إدعاء
ما لم نبرهن عليه تحت عدسة المجهر، وليس شرطا
المجهر الالكتروني، إذ نقبل بالمجهر الأخلاقي!

إذ كانت أبسط حقيقة على سطح الأرض، ألا وهي (1+1=2)
قد وصلت بنا اليوم إلى مخزوننا العلمي المدهش،
قل لي ماذا قدمت فكرة (الولادة بلا دنس) للبشرية،
وما هي الحقائق التي قامت لاحقا عليها؟

ما قيمة هذه الفكرة منطقيا وأخلاقيا أو على أي صعيد؟

ماذا استفاد المؤمن بها منها، أكثر مما استفاد المسلم
من أن نبيه طار على ظهر بغلة إلى سدّة المنتهى؟!

حتى إذا كان لها دلالات أخلاقية من حقنا أن نعرفها،
ومن حقنا أن نتساءل: هل ولدنا نحن بدنس؟!

وعندما أطرح هذا السؤال هل استحق أن يزعق
خروف في حظيرتك: أيتها العجوز الشمطاء؟!

هنيئا لك بهم👏

كيف أصبحت شمطاء وأنت زعمتَ أننا نأتي صورة عن الأله؟!

يبدو أنهم يرونني من خلال الظلام الذي يطغى على دواخلهم،
ومن خلال قناعاتهم أن المرء يصبح أشمطا عندما يستخدم
عقلا وهبته إياه ومنعته من استخدامه😜

ويبدو أيضا أن الغاية الوحيدة من فكرة (الولادة بلا دنس)
هي زرع الرعب ومنع التفكير،
إذ كيف يستطيع الإنسان أن يواجه من يأتي إلى
الحياة من خلال معجزة الحبل بلا دنس؟

على مبدأ: صلى الله عليه وسلم،
فإذا كان الله يصلي عليه من نحن لنفنّده؟

ثم إذا كانت عبارة (الولادة بلا دنس) هي الأساس لكتابك
ولكل حرف فيه، كيف تريدني أن أتجاوزها قبل أن
أفهم الغاية منها وأقتنع بها كي اؤمن بما يليها!

ربما كنت تدري أن هناك بشرا ستطرح هذا النوع
من الأسئلة، ولهذا قلت لخرافك:
على فهمك لا تعتمد😢

أسفة أيها المعلم،
على الطالب أن يرفض كل شيء
عصي على الفهم، فالقيم الأخلاقية لا تكتسب إلا عندما
يفهمها العقل ويقبلها الضمير🤗

لكن للأسف من يتمسك بالقيم الأخلاقية والعقلانية
لابد أن يواجه حربا ضروسا في
عالم تقوم أديانه على مبدأ: نفّذ ولا تعترض!

وبهذا السياق يحضرني قول للفيلسوفة البريطانية التي
انتعش اسمها في القرن التاسع عشر
Rebecca West

It’s always one’s virtues and not one’s vices that precipitate into disaster.
(دائماً فضائل الشخص وليست رذائله هي التي تقوده
إلى الكوارث)

الكارثة التي أعيشها اليوم مع المهووسين ليست سهلة،
لكن على من يصبح جمّالا أن يرفع سقف بيته،
ولقد رفعته حتى صارت السماء هي الحدود🤗❤️
************



  رد مع اقتباس