أنت تعترف بأنه لا يوجد دليل على وقوع المعجزات الواردة في الكتاب المقدس، وهذا هو المهم. المعلومات التاريخية بشأن الأماكن والأسماء يمكن أن تكون دقيقة إلى حد كبير، لأن النصوص الدينية غالبا ما تستخدم أماكن وأسماء حقيقية معروفة في زمن كتابتها، لانها موجهة لعصرها وللأشخاص الذين يعرفون هذه الأماكن والأسماء.. استخدام هذه الأماكن والأسماء يعزز من مصداقيتها ويسهل قبولها من الناس.
الخلاف يكمن في أنك ترى هذه النصوص لها صلة إلهية وأن المعجزات حقيقية، وتحاول إثبات ذلك بالاستناد إلى بعض الأخبار التاريخية. هناك فرق كبير بين قبول بعض الحقائق التاريخية وبين الإيمان بالحوادث الخارقة.
مثلا المؤرخ بليني الأكبر كتب عن معارك الرومان وذكر تفاصيل دقيقة عن المواقع والجيوش والأحداث. هذه الأوصاف التاريخية معروفة وموثقة. لكنه أيضا ذكر قصة محاربة الرومان لتنين. رغم أن المعلومات حول المعارك تعتبر موثوقة بسبب الأدلة التاريخية، فإن قصة التنين تعتبر خرافة لأنه لا يوجد دليل يدعم وجود التنانين. الأرجح أن الرجل كان يبالغ أو تحت تأثير الكحول أو يختلق القصص. يتم التعامل مع مؤلفي الكتاب المقدس بالطريقة نفسها. لا يوجد دليل يثبت قصة شمشون مثلا، وبالتالي الاصل فيها انها خرافة.
|