اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mystic
تحية طيبة:
تقول صديقي سليمان أن الثالوث لا يمكن الوصول إليه بالعقل والمنطق و لا استنتاجه بالفلسفة ، طبعاً هذا الخطاب لن يشبعني كلاديني و قارئ نهم للفلسفة و المنطق.
منطقياً كربوبي ينقسم الوجود عندي لقديم هو الخالق و محدث هو كل ما سواه.
و القديم عقلا يستحيل أن يحل في المحدث أو يتحد به و إلا انتفى عنه القدم .
و جسد المسيح محدث لم يكن له وجود قبل أن تلده مريم.
أضف إلى ذلك أن الثالوث بشكل ما هو نوع من التركيب ، و المركب مفتقر إلى أجزائه فينافي ذلك كماله و استغناءه.
|
حضرتك متأثر بالوحدانية المطلقة في الاسلام ، في الوحدانية المطلقة، يُفترض أن الله هو كيان واحد بسيط وغير مركب. هذا يثير السؤال: كيف كان الله يمارس صفاته قبل الخلق؟ على سبيل المثال، إذا كان الله رحيمًا، مع من كان يمارس الرحمة قبل أن يخلق البشر والملائكة؟ إذا كانت صفات الله غير مفعلة قبل الخلق، فهذا يعني أنه تغيير في طبيعة الله بعد الخلق، وهو ما يتعارض مع مفهوم الله غير المتغير.
ومن ناحيه اخرى في الإسلام، يُقال أن الله خلق الجن والإنس ليعبدوه ("وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" وهذا يعني على أنه الله يحتاج إلى مخلوقات ليكونوا موضوعاً لصفاته.
وبنفس الوقت الوحدانية المطلقة التي ينادي بها الاسلام تتعارض وتتناقض مع قول القران :
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ*وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ*وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)
فلو كان الله واحد مطلق فكيف يكون ظاهر وباطن بنفس الوقت وهو من منظور الوحدانية المطلقة كيان واحد بسيط وغير مركب ؟
ضيف عليه انهم في الاسلام لا يعرفون الاله الحقيقي وكما قالت "موسوعة الدين والأخلاق" التي تم تحريرها من قبل جيمس هاستينغز (James Hastings) وتشمل مساهمات من العديد من العلماء والخبراء في مختلف المجالات الدينية والأخلاقية :
"في كل الأحوال، من المهم جدًا أن محمد لم يجد ضرورة لتقديم إله جديد كليًا، بل اكتفى بتخليص الله الوثني من رفاقه وإخضاعه لنوع من التنقية العقائدية."
وحدانية الرب يهوه في الكتاب المقدس هي وحدانية جامعه مانعه وبدون الوحدانية الجامعه لا توحيد .. فالله يحوي في ذاته كل الكثره اللازمة له التي تجعله مستغينا عن جميع خلائقه فلا يتغير بعد ان يخلق ويبدأ في ممارسة صفاته .. فقد كان يمارس صفاته مع ذاته قبل ان يخلق لانه يحوي في ذاته كل الكثره التي تكفيه وتغنيه .
جسد المسيح مخلوق هذا صحيح فلم يكن له وجود قبل خلقه ، واقنوم الكلمة الازلي خلق لنفسه جسدا بشريا من مريم واتحد به اقنوم الكلمة الازلي دون انقسام وانفصال وامتزاج واندماج ودون تغيير للأبد .. فلا تحول الله لانسان ولا الجسد البشري تحول لاله فكل عنصر يحتفظ بخصائصه .
وكيفيه تجسد الله هو سر لأنه يتجاوز الفهم البشري البسيط كما قال الرسول :
1 تي 3: 16
وبالاجماع عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الامم، اومن به في العالم، رفع في المجد.
اقتباس:
أما مقدمة إنجيل يوحنا التي استشهد بها حبرنا الأعظم النجار فلنقم بتحليلها :
في البدء كان الكلمة : إذا فلهذه الكلمة بدء و بداية و الا كان ينبغي أن يقول مثلاً: من الأزل كان الكلمة.
و الكلمة كان عند الله: يفهم من ذلك أن الكلمة شئ مغاير لله، إذ لا معنى أن يقول و الكلمة كان عند الاب و الكلمة و الروح القدس ، إذ لو قال مثلا و الكلمة كان عند الأب لاستقام المعنى.
التلميحات لا تنكر ، لكن لمن يميل للوحدانية المطلقة مثلي تبدو الوحدانية الجامعة حاوية لتناقضات منطقية جلية...
|
1 - "في البدء كان الكلمة":
التعبير "في البدء" لا يشير إلى بداية زمنية للكلمة، بل يعبر عن الأزلية. الكلمة (اللوغوس) هو تعبير يستخدمه يوحنا للإشارة إلى يسوع المسيح، الذي هو الأقنوم الثاني في الثالوث والأقنوم الإبن (الكلمة) الحامل للجوهر الإلهي. هذا يعني أن الكلمة كان موجوداً منذ الأزل، وأنه ليس له بداية زمنية.
2 - "والكلمة كان عند الله" :
التعبير "كان عند الله" يشير إلى العلاقة الأزلية بين الأقنومين (الآب والابن). هذا لا يعني أن الكلمة مغاير أو منفصل عن الله، بل يعبر عن التمييز بين الأقانيم داخل الثالوث الواحد. الأقنوم (كلمة سريانية الأصل مترجمة من الكلمة اليونية هيبوستاسيس، وهي لا تعني شخص بالمعنى الحالي، لأن الأشخاص منفصلين أما الأقانيم فهم مميزين دون انقسام وانفصال وامتزاج واندماج).
3 - "وكان الكلمة الله" :
هذا الجزء من الآية يؤكد لاهوت الكلمة. الكلمة ليس مخلوقاً أو كائناً منفصلاً عن الله، بل هو الله نفسه. هذا يوضح أن يسوع المسيح (الكلمة) هو إله كامل وأبدي، وليس مجرد كائن مخلوق.
مفهوم الثالوث يتجاوز الفهم البشري البسيط ويتطلب إعلاناً إلهياً من الروح القدس والروح القدس هو الأقنوم الثالث في الذات الالهيه ومن احد اعماله انه يعمل في قلوب المؤمنين ليقودهم إلى الحقيقة كذلك الوهيه المسيح كما قال الرسول :
1 كو 12: 3 لذلك اعرفكم ان ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول: «يسوع اناثيما».
وليس احد يقدر ان يقول:«يسوع رب» الا بالروح القدس.
ولهذا يقول المسيح عن الروح القدس :
مر 3: 29 ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية».
والتجديف على الروح القدس هو رفض الايمان والاستمرار في رفض دعوة الروح القدس للتوبة والإيمان، مما يؤدي إلى تصلب القلب بشكل دائم بالاضافه الى نسبة أعمال الروح القدس إلى الشيطان كما حدث في السياق الذي تحدث فيه يسوع هذه الكلمات، حيث نسب الفريسيون معجزات يسوع إلى قوة بعلزبول (الشيطان) بدلاً من الروح القدس.
التجديف على الروح القدس يُعتبر خطيراً جداً لأنه يعبر عن رفض دائم وعناد لعمل الله في حياة الإنسان. الروح القدس هو الذي يقود الإنسان إلى التوبة والإيمان بيسوع المسيح. إذا استمر الإنسان في رفض هذا العمل، فإنه يغلق الباب أمام المغفرة والخلاص.