تحية طيبة الأخ سليمان :
أشكر لك ردك و يسعدني النقاش مع حضرتك و خاصة دعوتك لي لقراءة كتاب للبابا شنودة فللأقباط معزة خاصة في قلبي كوني ايضا ابن أقلية في بلدي و أعرف تماماً معنى المعاناة التي تعيشونها .
أضف لما سبق أنه كان يتردد على المنتدى و بمعرفات مختلفة شخص إنجيلي قليل الفهم كثير السباب و التجاوز على الأعضاء مما يجعل النقاش معه عقيماً .
حقيقة قرأت و سمعت شروحاً كثيرة للثالوث لعل أكثرها إمكانية للقبول شرح الأب ارميا بولس أن الثالوث ببساطة هو أن الله موجود بذاته ناطق بكلمته حي بروحه , يبدو التوحيد الجامع بهذه الصورة معقولا أكثر مما نجده في الصورة الشهيرة التي يحاول المسيحيون شرح الثالوث من خلالها ( صورة المثلث متساوي الأضلاع مع كلمات ليس و يساوي )
يضاف لما سبق أنني من خلفية إسلامية و قد أفهمونا أن الثالوث هو : الله , المسيح , مريم , و أن الله سيسأل المسيح يوم القيامة عما اذا كان قال لأتباعه أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين , فثالوث القرآن كما نرى ليس هو الثالوث الذي يؤمن به المسيحيون , أضف لما سبق آية و أيدناه بروح القدس حيث يقول المفسرون أن روح القدس هو الملاك جبريل ... و غير ذلك ...
طبعاً حتى أنت كمسيحي ألم تتساءل في طفولتك حين يقال لك أن الله مثلث الأقانيم : هل أنا أعبد ثلاثة آلهة ؟
أما عن طبيعة المسيح فقضية اتحاد الناسوت باللاهوت توقعنا في مأزق , فلا نستطيع أن نعلم مثلا متى يتكلم أو يتصرف كبشر و متى يتكلم و يتصرف كإله , و قراءتي للأناجيل تركت في نفسي إنطباعاً أنني أمام بشر سامي و نبيل طيب السيرة و التعاليم , لا أستطيع حتى اللحظة على الأقل أن أفكر فيه كخالق و مدبر للكون.
لكن للأمانة و كلمة الحق تقال أن إجراء مقارنة بين محمد و صحابته من جهة , و المسيح و تلاميذه من جهة أخرى ليست في صالح الإسلام قطعاً . و أنا كلاديني مشاكلي مع المسيحية أقل بكثير من مشاكلي مع الإسلام .
أقرأ كتاب البابا شنودة و مستمرون في النقاش إن أحببت .
تحياتي.
|