يوضح المشكلة
The JPS Torah Commentary Series

اى ان المدراش الربانى جعل الجملة من فقرتين: الفرعون له النهر من جهة : و خلق نفسه من جهة اخرى
طبعا مسالة المعنى الصحيح للفقرة فى التناخ لا تهمنا و لن نتعرض له اصلا لانها لا علاقة لها بموضوعنا، فنحن هنا لا نناقش زعم اسمه ( الاعجاز التاريخى فى التوراة) و لا حتى نناقش مدى صحة تفسير المدراشات للنص، فنحن لا نناقش شىء اسمه ( الاعجاز التاريخى فى المدراش)
كل ما نريده شرح تطور الفكرة و خلفيتها حتى وصلت لأذن محمد
الادب الربانى الذى وصلنا اذن كله بلا استثناء مدرش العبارة هكذا. لكن هل اقتصر ذلك الفهم عليهم؟ هل ترجم العبارة احد هكذا خارج العالم اليهودى؟
الاجابة بالاثبات: المفسر المسيحى الشهير جيروم، و الذى كان يعتبر علّامة مسيحيى عصره، فعلها اثناء ترجمته لترجمة الفولجاتا اللاتينية من نص التناخ العبرى...
جيروم ترجم اية حزقيال 29:3 فى الفولجاتا بالمعنى التالى:
Speak, and say: Thus saith the Lord God: Behold, I come against thee, Pharao king of Egypt, thou great dragon that liest in the midst of thy rivers, and sayest: The river is mine, and I made myself.
و ترجم الاية 9 بالمعنى التالى:
And the land of Egypt shall become a desert, and a wilderness: and they shall know that I am the Lord, because thou hast said: The river is mine, and I made it.
الرجل اذن اعتبر قراءة ( خلقت نفسي بنفسى) بانه احد المعنيين الممكنين و تكرر موقفه هذا فى تفسيره لسفر حزقيال و الذى يقول فيه
الترجمة : أنه (نبوخذ نصر) جعل نفسه معادلاً لقدرة الله، وتعالى في غطرسة عظيمة حتى أنه تجرأ على القول: "أصعد فوق نجوم السماء وأكون مثل القدير"، لكنه طرح من فوق العرش، و يستحق ان يسمع تلك الكلمة: "كيف سقط إبليس الذي كان يستيقظ في الصباح؟" وعن فرعون يقول نفس النبي (حزقيال) عنه : "الأنهار لي وأنا عملتها"، وعن أمير صور أنه قال بتكبر وبقلب منتفخ: "أنا الله وعلى الكرسي جالس (أو "أنا أعيش في مسكن الله") مع أنه كان إنسانًا وليس إلهًا؛ وعلى الرغم من أن هذه الكلمات تبدو وكأنها تتجاوزحدود الضعف البشرية، وتبدو وكأنها كلمات شياطين مجنونة أكثر من كونها كلمات بشر، إلا أننا يجب أن نأخذ في الاعتبار أنهم كانوا متكبرين جدًا وجاهلين بحدودهم، لدرجة أنهم انتفخوا بسبب ازدهار العالم فى بيئتهم. وعمر وقوة مملكتهم واعتقادهم أن ثرواتهم الحالية ستستمر إلى الأبد، لم يدركوا أنهم مجرد رجال وادعوا سلطانا ابديا لأنفسهم.
ايضا :
الترجمة: "أيها التنين العظيم الرابض في وسط أنهارك، أنا آتي إليك لأعاقبك، لأنك تجرأت على القول: "نهر النيل لي، وخلقت نفسي"، أو "أنا من صنعت النهر الذي تسقى به مصر كلها"
اضاف اذن جيروم تلك القراءة الى ترجمته للكتاب المقدس والى تفاسيره له، بالرغم من انه قد اعتمد آباء الكنيسة حتى قرب نهاية القرن الرابع على الترجمة السبعينية، التي تترجم النص بهذا المعنى::
Thus saith the Lord; Behold, I am against Pharao, the great dragon that lies in the midst of his rivers, that says, the rivers are mine, and I made them.
ما السر وراء اضافة جيروم هذا المعنى الذى اعتبره ممكن للاية ؟
لنقرا اولا نبذة عن ترجمة الفولجاتا:
The Latin Vulgate, is a late-4th-century Latin translation of the Bible.
الدافع لتاليفها
In Jerome’s day, Common Greek, the language of the New Testament, was widely known throughout the Roman Empire. The Old Testament also existed in a popular Greek form, the Septuagint, so anyone who knew Greek had access to the entire Bible. But some populations in the Empire knew no Greek. Thus, early translations appeared in various languages, notably Latin (becoming the standard language of the Western Empire), Syriac, and Coptic. Despite the early translators’ zeal, they didn’t always possess a good command of Greek. Soon many Old Latin manuscripts, poor in quality and often differing from each other, were in circulation. In a letter to Pope Damasus, Jerome explained the problem and proposed a solution: “If we are to pin our faith to the Latin texts, it is for our opponents to tell us which; for there are almost as many forms of texts as there are copies. If, on the other hand, we are to glean the truth from a comparison of many, why not go back to the original Greek and correct the mistakes introduced by inaccurate translators, and the blundering alterations of confident but ignorant critics, and, further, all that has been inserted or changed by copyists more asleep than awake?” Damasus suggested that Jerome produce a new Latin translation of the Bible, one that would throw out the inaccuracies of older translations. Damasus wanted the Western church to be clearly Latin; one way to accomplish this was to provide a trusted translation of the Bible in Latin.
مصادر جيروم
The Vulgate is usually credited as being the first translation of the Old Testament into Latin directly from the Hebrew Tanakh rather than from the Greek Septuagint. Jerome's extensive use of exegetical material written in Greek, as well as his use of the Aquiline and Theodotiontic columns of the Hexapla, along with the somewhat paraphrastic style He used the Septuagint, the Greek translation of the Old Testament, but having a knowledge of Hebrew, and living in the Holy Land, he consulted Jewish rabbis and translated the Latin Vulgate from the original Hebrew. After 23 years he finished his translation in 405. Having separately translated the book of Psalms from the Greek Hexapla Septuagint, Jerome translated all of the books of the Jewish Bible—the Hebrew book of Psalms included—from Hebrew himself. For over a thousand years (c. AD 400–1530), the Vulgate was the most commonly used edition of the most influential text in Western European society. Indeed, for most Western Christians, especially Catholics, it was the only version of the Bible ever encountered, only truly being eclipsed in the mid 20th century
و هناك بحوث عديدة تعرضت لمسالة تتلمذ جيروم على يد الاحبار الربانيون و قرائته لناويلاتهم المدراشية ، والتى تاثر بها وانطبع ذلك على عمله سواء فى الفولجات ام فى تفاسيره ، و التى هى ايضا نوعا من المدراش اليهومسيحى الطابع
و يقول كتاب
“Of Wood and Stone”: The Significance of Israelite Cultic Items in the Bible and Its Early Interpreters p,294
خلاصة الكلام: لماذا تعرضنا لترجمة جيروم؟ الاجابة: لاثبات ان هناك من هو اسبق من عصر الاسلام (بل و خلاف الاحبار اليهود فى مدراشهم) من ترجم كلمة עשיתני بانها تعود على فرعون نفسه وليس (فقط) الانهار
و نعود و نكرر نحن لا نناقش صحة الترجمة (بل وجودها).
……………………………………………….
و بعد انتهائنا من توضيح كيف تعامل المدراش و جيروم لغويا مع النص و اسباب ذلك .الان ننتقل الى توضيح مسالة اخرى متعلقة بالنص و هو اجابة عن التساؤل التالى: من هى الشخصيات التى اشار اليها نص المدراش؟
لنعيد عرض النص:
"سَنْحاريب
(ملك أشور) دعى نفسه اله عندما قال: "من من كل آلهة هذه البلاد استطاع أن ينقذ أرضه من يدي؟ فكيف ينقذ الرب أورشليم مني؟ » (سفر إشعياء:36:20)
« و نبوخذ نصر
(ملك بابل) دعى نفسه اله عندما قال: " قد قلت في قلبك: إني أرتقي إلى السماء وأرفع عرشي فوق كواكب الله، وأجلس على جبل الاجتماع في أقصى الشمال. أرتقي فوق أعالي السحاب، وأصبح مثل العلي» (سفر إشعياء: 14:13 )
«
وملك صور دعى نفسه اله عندما قال: «ياابن آدم، قل (لملك صور) ، هذا ما يعلنه السيد الرب: لأنك تكبرت وقلت: «أنا إله، وأتربع في مجلس الآلهة، في قلب البحار»؛ مع أنك (سفر حزقيال 28: 2) إنسان ولست إلها، وإن ظننت أن لديك حكمة الآلهة
سنحاريب (ملك اشور) معروف من هو . و نبوخذ نصر (ملك بابل) ايضا معروف من هو . و ماذا عن ملك صور؟
الاجابة: هاهنا سيبدا المدراش الباطنى فى العمل! فبالرغم من ان إيثوبعل كان ملك صور فى زمن حزقيال فى القرن الخامس قبل الميلاد ، نجد اليهود فى تاويلاتهم المدراشية اعتبروا ان الملك فى نص حزقيال هذا يشير الى حيرام ملك صور الذى عاش في أوائل القرن العاشر قبل الميلاد!
يقول جيروم فى تفسيره لسفر حزقيال:
جيروم الذى كما نعلم كان قارئا متعمقا للمدراش اليهودى لاحظ بان اليهود يرددون كثيرا فكرة ان ملك صور المشار اليه فى نص حزقيال ( 28) هو ذاته حيرام عصر سليمان . و اعتبر تفسيرهم اقحاما للفكرة على نص التوراة الذى لا يقول بذلك ! اين قرا جيروم عن ذلك المدراش اليهودى الباطنى؟
الاجابة نجدها فى اكثر من مصدر وصلنا . عينة من ذلك :
يعلق على تلك التقنية المدراشية بروفيسور Hector M. Patmore فى كتاب
Adam, Satan, and the King of Tyre. The Interpretation of Ezekiel 28:11-19 in Late Antiquity
الطريف ان الممدرشون لم يكتفوا بجعل الملك حيرام المعاصر لسليمان حاضرا فى عصر حزقيال. بل سعى بعضهم لجعله حاضرا قبل عصر سليمان بخمسة قرون !
يقول مدراش تكوين رابا
وماذا عن الفرعون؟ الاجابة ها نحن مرة اخرى نواجه خاصية مدراشية :
اولا : هل اعتبر الممدرشون ان نص حزقيال وجه نبؤته ضد فرعون الخروج؟
الاجابة بالاثبات: المدراشات تقول بان فرعون الخروج هو الفرعون الذى تنبىء ضده سفر حزقيال
على سبيل المثال مدراش الحبر اسماعيل:
فى الواقع قام الاحبار الممدرشون باستخدام نص حزقيال ليس فقط لتوسيع و مدرشة نص (سفر الخروج 15: 11): من مثلك بين الآلهة يا رب من مثلك معتزا في القداسة مخوفا بالتسابيح صانعا عجائب . بل استخدموه ايضا لتوسيع و مدرشة نص اخر فى سفر الخروج ...
يقول مدراش رابا
امر الرب موسى بان يمسك الثعبان من ذيله . و تسائل الممدرش: ما معنى الثعبان بالنسبة لاسرائيل؟
و اجاب على ذلك من التوراة نفسها، و غزل نصوص من اشعياء و من حزقيال (النص موضع المناقشة) ، ليقول ان الثعبان رمز للفرعون. فهو من قال عنه الرب فى سفر اشعياء :في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم المتين لوياثان الحية الهاربة المتلوية، ويقتل التنين الذي في البحر. و ايضا هو الموصوف بالثعبان فى سفر حزقيال :
(( يا ابن الإنسان، اجعل وجهك نحو فرعون، ملك مصر ، وتنبأ عليه وعلى مصر كلها.3. تكلم وقل: هكذا قال السيد الرب: هاءنذا عليك يا فرعون، ملك مصر التنين العظيم الرابض في وسط أنياله الذي قال: إن أنيالي هي لي وأنا صنعت نفسي.)
و الطريف اننا نجد وصف لفرعون الخروج بالتنين المائى فى المزامير : 12. إنما الله ملكي منذ القديم، صانع الخلاص في وسط الأرض.13. أنت فلقت البحر بقوتك وحطمت رؤوس التنانين.14. أنت مزقت رؤوس فرعون وجيشه، وجعلته قوتا للحيوانات المتوحشة
الفرعون اذن رمز حى بخصائصه لكل العصور. فهو التنين لكل العصور، و هو مدعى الالوهية لكل العصور..
تعرض جيروم لهذا التاويل الرمزى الباطنى للنص وقال فى تفسيره لسفر حزقيال:
Furthermore, it is especially important to investigate whether the Pharaoh mentioned in Exodus, Isaiah, Jeremiah, Ezekiel, and many other passages, including the Song of Songs, is the same individual: 'I have compared you, my darling, to my horse in the chariots of Pharaoh' (Song of Songs 1:9). It seems to me that it is not one and the same person, but rather that the term 'Pharaoh' is used to signify royal dignity among the Egyptians, just as the Romans use the titles 'Caesars' and 'Augusti' to refer to their kings, starting from the first Gaius Caesar and then his adoptive son Octavian, who was later named Augustus. Similarly, the Syrians use the title 'Antiochi', the Persians use 'Arsacidm', the Philistines use 'Abimelech', and in Egypt, after Alexander, the Ptolemies were used until Cleopatra, who was defeated at Actium, and Egypt became a Roman province. Therefore, in the present passage, the Lord's words are spoken against any king of Egypt, who is interpreted as Stacwebacrctic, that is, a destroyer and a butcher, who cuts down and divides everything with his sword. In the mystical sense, this should be referred to that power to which Egypt is subject. For a human would never dare to say: 'My rivers are 342, and I created them,' nor would a dragon be called great, and sitting in the midst of its rivers.
يعلق كتاب
Adam, Satan, and the King of Tyre. The Interpretation of Ezekiel 28:11-19 in Late Antiquity
التكملة فى المشاركات القادمة