عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2024, 04:03 PM العلم يكذب الدين غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
العلم يكذب الدين
عضو جميل
 

العلم يكذب الدين is on a distinguished road
افتراضي

https://blogonlyscience.org/%d9%87%d...-%d9%88%d9%87/
"هل يفهم الشارع العربي معنى البلاغة؟ وهل وصف القرآن بالبليغ هو وصف صحيح؟
هناك فهم خاطئ لمعنى “البلاغة” في الشارع العربي، فعندما تسأل شخص عن البلاغة فتتنوع الإجابات بين “كلام جميل” وبين “يستخدم كلمات قوية” وبين “فصيح” وغيرها (وطبعاً اسأل عندها ما معنى فصيح ولن تحصل على جواب محدد)، ولن تجد تعريف واضح لهذا المصطلح بل ولن تجد أحداً من الشارع قادراً على تقييم فيما إذا كان نص ما بليغ أو غير بليغ بناءً على معايير موضوعية.


ولتتأكد من هذا الكلام، اسأل أي شخص في الشارع: لماذا القرآن بليغ؟ واستمع إلى الأجوبة وحاول أن لا تضحك… لأنك ستحصل على أجوبة كوميدية وغير علمية أبداً… وستكون النتيجة “القرآن بليغ لأنه من عند الله”… وطبعاً لو ربطت هذه القضية بسبب كون القرآن من عند الله فسيقولون لك أنه من عند الله “لأنه معجزة بالبلاغة والفصاحة”، أي بالآخر صار منطق دائري… هو بليغ لأنه من عند الله وهو من عند الله لأنه بليغ… مهزلة حقيقية!
هذا الفهم الخاطئ مصدره الأساسي والرئيسي هو زراعة فكرة معينة في عقول الناس، وهي فكرة أن “القرآن بليغ” وتقديسها (منع نقدها ومعاقبة ناقدها)، وهذا الانجراف في المعنى لم يحدث بشكل فوري بل حدث بشكل متدرج عبر التاريخ ولذلك نجد الشعراء الذين تكلموا عن البلاغة في الماضي وصفوها بشكل صحيح.


ولأن المعنى الحقيقي للبلاغة لا ينطبق على القرآن، فتكون النتيجة أن الناس تخترع 50 تعريف جديد للبلاغة كي تتهرب من إطلاق حكم الركاكة على القرآن.
فما هي البلاغة في اللغة؟


كبداية نقول لكم ما هي البلاغة، فالبلاغة هي بكل اختصار: خير الكلام ما قل ودل
ولو رجعنا إلى تعريف البلاغة في اللغة العربية في القاموس، فبالإضافة للقول أنها الفصاحة، فستجد تعريف هذه الكلمة في لسان العرب:
“ورجل بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه”
أي أنك تصل إلى المعنى الذي ترغبه بكلماتك كأن لسانك مرتبط بمشاعرك.
ولننظر أيضاً إلى أبيات الشعر من صفي الدين الحلّي:
ليسَ البلاغة ُ معنى ً —– فيهِ الكَلامُ يَطُولُ
بل صوغُ معنى ً—– كثيرٍ يحويهِ لفظٌ قليلُ
فالفَضلُ في حُسنِ —– لَفظٍ يَقِلْ فيهِ الفُضولُ
يظنهُ الناسُ سهلاً —- وما إليهِ سبيلُ
والعَيّ مَعنًى قَصيرٌ —– يحويهِ لفظٌ طويلُ


أما الآن بعدما فهمنا ما هي البلاغة نطرح السؤال: هل القرآن كتاب بليغ؟
كي نقول أن كتاب ما بليغ -كما رأينا في تعريف البلاغة- يجب أن تكون فيه المعاني واضحة وقصيرة ولا جدل فيها، فكاتبها صاغ ما يريد أن يقوله بكل وضوح دون أي لبس أو تشويش. فهل أنا بحاجة لذكر كم قراءة هناك للقرآن وكم تفسير وكم تأويل هناك له؟
وجود هذه التفاسير للقرآن تؤكد أنه كتاب غير بليغ، بل هو كتاب طلاسم غير مفهوم يفسّره كل إنسان على مزاجه، ونسبة كبيرة من القرآن قابلة للتأويل (أكثر من 80% منه قابلة للتأويل، ونسبة الآيات المحكّمات لا تتجاوز 20%). فهذا ضد تعريف البلاغة بالضبط. أليس كذلك؟
إذا كنت ستعارضني وتقول أن القرآن بليغ، فأنت أمام حلين:
1- أن تنكر وجود كل هذه التفاسير وتكذب على نفسك وتدعي أن للقرآن تفسير واحد فقط
2- أن تغيّر معنى كلمة “بلاغة” لتناسب ما تظن القرآن عليه، ويمكن أن نجعل معنى كلمة “بلاغة” كرسي أو طاولة أو هيليكوبتر… وعندها قل القرآن فيه بلاغة مع توضيح معنى البلاغة."



:: توقيعي ::: "يحيى العلم، ويحيى العقل، وتحيى الإنسانية، ويحيى الإلحاد واللادينية، وتسقط الأديان وجهلها."
  رد مع اقتباس