الغياب الظاهري لذكر إسرائيل أو اليهود في كتابات هيرودوت تحديدا لا يعني أنهم لم يكونوا موجودين أو أن الأحداث المذكورة في الكتاب المقدس لم تحدث. هناك عدة نقاط يجب أخذها في الاعتبار عند التعامل مع هذا النوع من الاستفسارات:
موضوع التركيز: هيرودوت كان يهتم بالعديد من الثقافات والحضارات في رحلاته، ولكن يمكن أن يكون قد اهتم بالمواضيع التي كانت لها أهمية أكبر بالنسبة له ولجمهوره الإغريقي. قد يكون كتابه كان أكثر تركيزًا على الشعوب والأمم التي كانت معروفة بشكل أكبر في العالم الإغريقي في تلك الفترة.
غياب الاهتمام بالتفاصيل الدينية: هيرودوت قد لا يكون كان مهتمًا بالتفاصيل الدينية الدقيقة أو بالأحداث الدينية في البلدان التي زارها. قد يكون كان يركز بشكل أكبر على الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية.
التأثير الثقافي: يمكن أن يكون للتأثير الإغريقي البارز في ذلك الوقت دور في تحديد ما إذا كان هيرودوت يلتفت إلى بعض الثقافات أكثر من غيرها.
تأثير الترجمة والنقل: قد يكون هناك تأثير من عدم الوصول إلى بعض الكتابات الأصلية أو فهم غير صحيح للنصوص المترجمة، مما يؤدي إلى عدم ظهور بعض العناصر بوضوح.
لا يمكن أن يُستنتج من غياب ذكر هيرودوت لليهود أن الأديان عملية نصب، حيث أن الأسباب يمكن أن تكون متعددة وتتعلق بالتركيب الثقافي والسياق التاريخي. الأديان تمتلك أبعادًا دينية وثقافية وتاريخية، ويتم فهمها في سياق أوسع بالاضافه الى ان كتابات المؤرخين مثل هيرودوت تعتمد على الملاحظات الشخصية والمعلومات المتاحة للمؤرخ في ذلك الوقت. هذه الكتابات قد تكون محدودة بالسياق الثقافي والجغرافي والسياسي الذي عاش فيه المؤرخ، وقد تتأثر بالتحيزات الشخصية والأخطاء.
ثم اذا كان هيردوث لم يتكلم عن اسرائيل واليهود فهناك مؤرخين اخرين تكلموا عنهم مثل فلافيوس يوسيفوس المؤرخ الذي كتب تاريخ اليهود في عمله "الآثار اليهودية" و"حرب اليهود"، وقدم وصفًا مفصلًا لتاريخ الشعب اليهودي وعلاقتهم بالشعوب الأخرى وتاسيتوس المؤرخ الروماني من القرن الأول الميلادي، ذكر اليهود في كتاباته وتحدث عن تمردهم ضد الإمبراطورية الرومانية وكذلك المؤرخ البابلي بيروسوس الذي كتب في القرن الثالث قبل الميلاد، وقد ذكر اليهود في كتاباته وكذلك المؤرخ اليوناني هيكاتيوس من أبديرا الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد وذكر اليهود في كتاباته .. لخ
هذه الكتابات تقدم شهادات من مصادر متنوعة تؤكد على وجود الشعب اليهودي وتفاعلهم مع الشعوب الأخرى في العالم القديم. كما أن الاكتشافات الأثرية والنقوش القديمة تدعم هذه الشهادات وتقدم دلائل مادية على وجود الشعب اليهودي والمملكتين الإسرائيلية واليهودية.
والاهم من كل تلك الكتابات هي الكتاب المقدس كوثقية تاريخيه تعتبر من اوثق واهم الوثائق التاريخيه من العالم القديم واوثق من جميع كتابات المؤرخين.
|