عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2023, 10:47 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي الإيمان والشيطان وجهان لعملة واحدة

1.
قبل أن أواصل هذه السلسلة [إنْ شاء لي وقتي ومزاجي] أريد أن أتوقف بسرعة عند موضوع قد يتساءل عنه المؤمن الذي لم يودع عقله ولا يزال يفكر [وآمل أن يستمر]:
ما هي حاجة الكهنوت الإسلامي إلى "الشيطان"؟
2.
وأعتقد أنَّ هذا سؤال وجيه للغاية.
وقد حاولت الإجابة عليه بشيء من التفصيل في حلقتين من موضوع [المسلمون والشيطان]:
الجزء الأول
الجزء الثاني
3.
وملخص الإجابة كالتالي:
إنَّ غالبية البشر، وأصحاب العقائد الدينية على اختلافها، على معرفة تامة بعجزهم عن الخضوع المطلق لأية تعاليم. وحين "تُسَجَّل" هذه التعاليم باسم ربٍّ "يستوي على عرش" في مكان ما من غياهب الغيب، أو في أفضل الأحوال معلقاً ما بين السُّحب ؛ لم يره أحد أو يشعر بوجود له أو يعرف شيئاً آخر غير وجوده الأسطوري؛ و"استحدثوا" عالماً يأوي إليه الموتى ما عاد أحدٌ منه، فإنَّ تَفَتُّتَ الإيمان والملل من هذا الربِّ وانهيار الأمل بعدالته سوف تتسرب لا محالة إلى وعيهم وتبدأ عملية تنازلات وانسحابات مكشوفة أو مستترة، كبيرة أو صغيرة، وعلى مستويات مختلفة، عن هذه التعاليم. حينئذ يصطدم "القائمون" على "تسيير العقيدة" بِوَضْعٍ لا يمكن التغلب عليه يتعلق بنقض مصداقية هذه التعاليم [وهذا ما نراه من خلال ظاهرة مغادرة الإسلام التي تتسع يوما بعد يوم].
وهذا ما شَكَّلَ منذ بداية ظهور الإسلام ولايزال يُشَكِّلُ خطراً على وجود السلطة الدينية (والسلطة الدينية تعني أيضاً مصالح مادية وامتيازات). ولهذا لابدَّ من "صنع" آلية تستبق مثل هذه "التنازلات والانسحابات" عند البعض وليس الجميع، هي من خارج "الوحي!" رغم أنه مفترض من قِبَلِه وقد كانت هذه الآلية بجدارة هي: الشَّيْطَان:
[كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ].
لم تكن هذه "التقنية" حكراً على الإسلام. فجميع العقائد الإبراهيمية تشير في كتبهم المقدسة إلى تحذير الرب (مهما كان اسمه في كل عقيدة) من دسائس الشيطان وغوايته: وبالتالي فإنهم يوفرون للناس أعذاراً هي من صميم الدين وحدوده. إنَّهُ قوة صنعها الله نفسه [كما يقولون]، هو امتحان واختبار للعقيدة والإيمان [كما يدعون]!
لكن وجود تبريرات الشيطان الغاوي وحده، هي "تقنية" لا تكفي. إذ لابد من إيجاد طريقة للعودة من جديد، لابد من وجود خُطَّة للرجعة عن الغواية، فنراهم يقومون بـصناعة آلية أخرى للعودة إلى ما قبل الخطوط المُتُجَاوَزَةِ وهي تتمثل بمنظومة من "العلاجات" والحلول كـ “الصلوات" و"التعاويذ" و"الكفَّارات" التي تُبطل مفعول ما قام به الشيطان وتعيد الغاوي إلى حظيرة ربه!
4.
وهكذا يُصبح "الشيطان" ليس وسيلة للغواية فقط، بل ووسيلة للعودة إلى القطيع أيضاً - او كما يُقال "العفو عما سلف"!
هل تمر كل هذه الترهات على الناس؟
نعم - ولكن فقط على السذج وضعاف العقول والجهلة ومن لم تمنحه الطبيعة القدرة على التفكير النقدي!



:: توقيعي ::: <a href=https://www.il7ad.org/vb/image.php?type=sigpic&userid=7185&dateline=1647430620 target=_blank>https://www.il7ad.org/vb/image.php?t...ine=1647430620</a>

مدونتي الشخصية في Blogger:
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
صفحتي في: Sites Google
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
  رد مع اقتباس