عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2023, 06:12 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

تحياتي شنكوح
اقتباس:
ما هي مشكلة التعريف الهلامي لفرضية الخالق؟
مشكلتها أنها غير قابلة للتمحيص. ففي الغيب لا نستطيع أن تعرف تأثير الغائب على الواقع. فمثلا كيف نفرق بين ظاهرة طبيعية يقف خلفها "إله" أو "إلهان" أو 3، أو... 0؟!
هذه واحدة من أهم القضايا التي يرفض المسلم [أو يعجز] عن التصدي لها أو التعامل معها - فهو إذا فعل فإنه لم يعد مسلماً.
أقصد قضية "القابلية للتكذيب" أو كما تسميها أنت "القابلية للتمحيص" - والمعنى النهائي واحد.
وقد حاولت معالجة هذه القضية بشيء من التفصيل في موضوعي:
وجود الله" ليس قضية دينية!
ولهذا سوف أقتبس جزءاً منه هنا:
اقتباس:
فإذا ما سمحت النظرية النسبية لنا بتقسيم العالم، كما يقول هاينزبرغ، إلى مُلاحِظ ومُلاحَظ" فإن نظرية الكم أوصلتنا إلى مبدأ اللايقين.
ففي نظرية الفيزياء الكلاسيكية كان يتم إهمال التفاعل ما بين المُلاحِظ والشيء باعتباره قيمة صغيرة. غير أنه يظهر في حالات كثيرة عدم إمكانية التعيين الدقيق الآني وفي نفس الوقت لمقادير متغيرة [هايزنبرغ]:
إن عملية المراقبة تؤثر على المُرَاقَب.
إلا أن مبدأ عدم الدقة "اللايقين" لا يعني غياب الدقة إطلاقاً بقدر ما يغير تصوراتنا عن مفهوم الدقة المطلقة.
3.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. إذ أن كارل بوبر مضى إلى حدود بعيدة في [منطق الكشف العلمي] عندما طالب بأن تتضمن كل فرضية علمية قابلية للتكذيب. إذا لا يكفي أن تتوفر إمكانية للبرهنة على صحة الفرضية من وجهة نظر صاحب الفرضية وإنما ضرورة توفر إمكانية لدحض هذه الفرضية من قبل عالم آخر.
وإذا غابت هذه الإمكانية فإن الفرضية ليست علمية – أو على الأقل في لحظة ما من مسيرة التفكير العلمي.
وإنَّ لهذا الاشتراط قيمة هائلة في مجالات البحوث الإنسانية. ومطلب القابلية للتكذيب من أهم المبادئ التي تقوض الدراسات الدينية من حيث الأساس لأنها تستند في عملية الاستدلال إلى اقتباس وحيد الجانب على ما "يبرهن" و"يدعم" و"يؤكد" الفرضية المطروحة وتجاهل رهيب لكل الاعتراضات الممكنة والأدلة المناقضة للفرضية المعنية.
إذن، القضية التي لا تتوفر فيها القابلية للتكذيب هي قضية ليست علمية.
ومن الأمثلة التوضيحية على مطلب القابلية للتكذيب والتي تتعلق في الوقت نفسه بموضوع المقال هي الحكاية التالية باختصار شديد:
في مملكة ما شرع الناس يستيقظون كل صباح على ظاهرة أخذت تتكرر وهي اختفاء جميع أقلام الرصاص من بيوتهم. وعندما يخرجون من البيت إلى أعمالهم يجدون عند عتبة الباب الخارجي بقايا الأقلام المبرية حتى آخرها ورقاقات الخشب المبرية.
وقد أقلقت هذه الظاهرة الناس والملك على حد سواء. فاستدعى الملك حكماء المملكة لتفسير هذه الظاهرة التي أخذت تقلق الناس وتخيفهم وطلب منهم التوصل إلى تفسير معقول ومقبول من قبل الجميع (حتى يريحهم فيرتاحوا!). فأدلى كل حكيم بدلوه لكنهم عجزوا من الوصول إلى تفسير "منطقي" يرضي الملك والناس على حد سواء. وأخيراً جاء أحد الحكماء وطمأن الملك بأنه يحمل تفسيراً يرضي الجميع وقد كان تفسير بسيطاً واضحاً:
في كل ليلة وعندما ينام جميع الناس في المملكة تظهر مخلوقات تسكن تحت الأرض وتقوم بسرقة أقلام الرصاص ومن ثم بريها وإلقاءها عند عتبة كل باب.
وهكذا أستطاع حكيمنا أن يفسر سبب اختفاء أقلام الرصاص أولاً، وسبب وجود بقايا الأقلام المبرية ورقاقات الخشب المبرية ثانياً. فهدأ بال الملك وبال الناس وانتهت المشكلة!


وإذا ما ارتاح بالُ المَلِك والناس، وهذا شأنهم، فإنَّ بالَ العِلْم لم يرتح لأن تفسير "الحكيم" كان تفسيراً اعتباطياً يعكس بجدارة تفسيرات اللاهوت الإسلامي لكل ما يتعلق بالإسلام:
إذ لا يوفر هذا التفسير أيَّ دليل على صحته وكذبه لانتفاء قابلية البرهنة. فحين يدعي بأن تلك المخلوقات تظهر عندما ينام جميع سكان المملكة فقد قضى على كل قابلية للتكذيب. ومن هنا فقد انتفت إمكانية رصد الظاهرة: فالمخلوقات الأرضية لا تظهر إلا عندما ينام جميع الناس، وإذا ما حاول شخص ما مراقبة ظهور المخلوقات الأرضية فإنها لن تظهر طالما كان هذا الشخص مستيقظاً!
هل تذكركم هذه الحكاية بحكاية أخرى؟



:: توقيعي ::: <a href=https://www.il7ad.org/vb/image.php?type=sigpic&userid=7185&dateline=1647430620 target=_blank>https://www.il7ad.org/vb/image.php?t...ine=1647430620</a>

مدونتي الشخصية في Blogger:
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
صفحتي في: Sites Google
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المسعودي على المشاركة المفيدة:
شنكوح (12-02-2023)