تحياتي
1.
كما يبدو أن ثمة خطأ في عنوان الفيديو. فالرحلة "من حظيرة خنازير السلفية إلى نور الإلحاد" تتعلق بأحمد حرقان وليس أرنست ويليم. فقد كان أرنست ويليم يلعب دور المقدم.
غير أن هذا الموضوع ليس مشكلة.
2.
ولهذا فإن تعليقي يتعلق بموضوع آخر كثيراً ما حاولت الإشارة إليه وهو مفهوم "السلفية" الذي عادة ما نستخدمه ضد بعض فرق السنة أو أنَّ "السلفية" تيار مستقل عن باقي فرق السنة أولا؛ ولا علاقة له بفرق الإسلام الإخرى كالشيعة مثلاً ثانياً.
وقد خطر لي أن أطرح هنا هذه الفكرة باختصار:
3.
لنقرأ تعريف السلفية من
ويكي شيعة:
اقتباس:
السلفية، فكر وحركة اجتماعية دينية عند بعض أهل السنة، ، اعتبر السلفيون، واستنادا على الحديث الذي ورد عن نبي الإسلام (ص)، أن القرون الثلاثة الأولى للإسلام هي أفضل القرون الإسلامية، والذين عاشوا في تلك الفترة لهم المرجعية الفكرية.
عند السلفيين لا يصح تفسير القرآن وسنة النبي إلا عن طريق الصحابة والتابعين وتابعين التابعين، والعقل عندهم ليس بحجة، ويعتمدون فقط على الآيات القرآنية والأحاديث لفهم التعاليم الدينية.
|
.
3.
والآن أطرح السؤال البسيط:
أية واحدة من الفرقة الضالة الثلاث والسبعين، ومن بينها الشيعة، لا ينطبق عليها هذا التعريف؟!
فهل الشيعة مثلاً واستناداً إلى ويكي شيعة بالذات خارج السلفية؟
أليست الشيعة تستند 100% على خرافات [موازية لخرافة السنة] في منهاجها االلاهوتي والسياسي في " حل مشاكل المسلمين" هو اتباع منهج السلف: علي بن أبي طالب والأئمة "
المعصومون"؟
بل أن الشيعة أكثر تطرفاً حتى من السنة في هذا المجال. فكهنوت الشيعة سعى ويسعى ونراه بأم أعيننا كيف يحاولون استعادة حياة "الأئمة" وتحويلها إلى واقع يومي!
بل أن الشيعي "الحقيقي" يعيش الجزء الأكبر من حياته خلال السنة التقويمية احتفالاُ بمناسبات ولادة وموت عشرات الموتى [ومن بينهم الأئمة] والسعي إلى اتباع طريقهم الأسطوري واستلهام أفكارهم التي اصطنعها الكهنوت الشيعي عبر القرون.
4.
الإسلام سلفي من حيث المبدأ.
إنه عقيدة تقديس الماضي: أحداثاً وشخصياتٍ وقيماً أخلاقية وسياسية ولاهوتية ولا توجد في هذه العقيدة شيئاً عن "
الغد" غير الاستحواذ على السلطة.
وحالما تتخلى فرقة إسلامية عن تقديس الماضي فلا أعرف ماذا يتبقى من الإسلام: ربما "الجماعة الأحمدية/القاديانية" مثلاً وادعاء ميرزا غلام أحمد (1835-1908) بأنه قد تم اختياره إلهيا ليكون المهدي المنتظر والمسيح الموعود المتوقع ظهوره من قبل.
وحتى هذا الانفصال عن باقي الفرق فيه عودة إلى الماضي واغتراف من أساطير السلف ". فاسطورة "المهدي المنتظر" فكرة سلفية من الطراز الرفيع.
5.
الإسلام عقيدة دينية سلفية بكل المعايير الأخلاقية والثقافية واللاهوتية والسياسية.
أما مَنْ هو أكثر سلفية فهو أمر من نوع أي لون من الرماديات أكثر رمادية!