ملاحظة هامة
1.
لا تشكل الأفكار الواردة في هذا الكتاب والمضادر لـ"حكم الرد" أمراً نادراً. فثمة الكثير من الكتاب المسلمين [ومن بينهم من الكهنوت الإسلامي] صرحوا بعدم شرعية هذا الحكم.
2.
وربما ثمة من سيقول:
- حسناً إذن ليس كل المسلمين ينادون بمثل هذا النوع من الأحكام الجائرة!ّ
ولكن هكذا تبد الأمور على السطح وفي إطار القراءة الأولية فقط.
3.
إنَّ حديث المسلمين المتضمن رفض لـ"حكم الردة" هو حديث ذو طابع شكلي لا يمس جوهر القضية.
ويمكن ملاحظة ثلاثة اتجاهات في إطار هذه القضية:
الاتجاه الأول [القرآنيون] فهم حيث يرفضون "حكم الرد" إما يصمتون على الكثير من "الآيات" التي تحمل بصراحة موقفاً يدعم "حكم الردة".
فماذا يعني مثلاً:
- إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ؟
- وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين؟
- قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ؟
وغيرها الكثير.
4.
أما الاتجاه الثاني فهو إذ يدعي برفضه لـ"حكم الردة" فإنه لا يتنازل ولا عن حديث واحد لمحد يحرض فيه على مقاتلة الآخرين.
فما هو رأيهم مثلاً بهذا الحدبث/
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟!
الجواب:
الصمت.
5.
أما الاتجاه الثالث [ويشمل بعض المؤسسات السنية والشيعة] فهو "تقية" محض.
فبعد أن أصبح الحديث عن "حكم الرد" والأغتيالات التي حصلت نتيجة لهذا الحكم فإن فضائح الإسلام قد ازدادت وهذا ما جلب الفضائح على الحكومات عالمياً - وهذا ما يتعلق بشكل خاص بالأزهر.
أما بعض اتجاهات من الشيعة فإنها "تقية" ولا شيء آخر.
فالشيعة في حربهم "الباردة" مع السنة تفضل التفرج على فضائحها وموقف الكثير من الناس الرافض لهذا النوع من الأحكام والظهور بمظهر "الوسطية الدينية". غير أن موقف الشيعة كمراكز سلطة والناس على حد سواء لم تظهر أي نوع من التسامح إزاء من غادر الإسلام أو عبر عن آراء مضادة. ونعرف الكثير من الأشخاص الذي قتلوا نيجة لظروف "مجهولة". لكن المعروف هو أن هؤلاء الأشخاص كانت لهم مواقف معادية للدين.
|