1.
يؤمن المسلمون بالكثير من الكائنات الخرافية كالحمير المجنحة والشياطين و"الله" والملائكة والجن والطناطل والسعالي وغيرها.
وهذا حق لا يمكن لأحد أنْ يحرمهم منه.
هو حق تعترف به وتقره جميع المجتمعات الديموقراطية [لا أقصد جمهورية صومالية الديموقراطية وجمهورية الجزائر الشعبية الديموقراطية وغيرها الكثير من الدول التي تتضمن عبارة الديموقراطية] تحت لائحة:
حق التفكير والعقيدة والرأي.
ولهذا فلا جدال هنا ولا اعتراض.
2.
ولأنهم لا ينتظرون مثل هذا الاعتراف من أحد فإنهم قد أقنعوا أنفسهم إلى درجة العقيدة بأن خرافاتهم أجمل الخرافات؛
وأكثرها صدقاً ومصداقية؛
ولهذا فقد اتهموا جميع الأديان الأخرى بالتحريف والكفر والضلال.
بل ومضوا إلى أكثر من هذا واعتبروا خرافاتهم منطقية وعقلية وقد سبقت العلم بأكثر من 14 قرناً (أي أن العلم الآن متخلف 14 قرناً)؛
وغيرها الكثير من ثقافة شعر المديح العربية . . .
لقد حولوا الخرافات إلى ماركة إسلامية مسجلة!
3.
ولهذا فإن المشكلة التي "يعاني" منها المسلمون هي أن العلماء ملحدون ومتكابرون ولا يريدون الاعتراف بـ"علمية" الخرافات الإسلامية ولا أنْ يسعوا إلى معرف وإدراك "المنجزات العقلية" التي تتضمنها هذه الخرافات!
فالعلم المعاصر، الذي يستند إلى المنطق المادي ويرى أن للكون وجود موضوعي تسيره القوانين الفيزيائية الموضوعية، ينكر – في رأيهم - أهم ما في الكون وهو "الوحي". وحين ينكر العلم "الوحي" فإنه ينكر وجود "الله" الخالق للكون.
ولهذا فإن العلم معاد للإسلام ويخدم مصالح منافية للعلم من قبيل الاستعمار والإمبريالية والصهيونية وهكذا وهلم جرا وإلى آخره!
4.
وهذا النقد "العلمي!" و"الموضوعي!" الأصيل للعلم المعاصر هو الآخر حق من حقوق البشر – وهو حق أيضاً للمسلمين.
فالحقوق "حقوق" لا يمكن أن تُجَزَّأ – مثلما لا يمكن منحها لهذا وحجبها عن ذاك.
فـ"حق" المسلم في الإيمان بالخرافات ونقد الآخرين قضية لا ينكرها عاقل.
غير أنَّ المسلمين وهذه هي مشكلتهم الجذرية الثانية (وهي مصيبة بالنسبة للآخرين في آن واحد) على استعداد إلى قبول هذا "الحق" لكنهم يرفضون قبول فكرة "الحق" ذاتها.
بكلمات أخرى:
إنَّ المسلم يقبل لنفسه حق الإيمان بالخرافة وحده ولا يحق للآخرين مثل هذا "الحق". فـ"خرافات" الآخرين منافية للعلم "والوحي"؛
وإنَّ المسلم يقبل لنفسه حق نقد الآخرين وحده ويرفض رفضاً لا يقبل المساومة عليه حق الآخرين في النقد – وخصوصاً نقد خرافتهم.
5.
إذن:
نحن أمام مفارقة عقلية يصعب حلها. وكلما يشعر اللاهوت الإسلامي (السني والشيعي) بإن عقائدهم الدينية تصطدم بصورة متزايدة بالثقافة العلمية والتطور العقلي للمجتمعات المعاصرة، كلما يزداد الهجوم على العلم بأشكال مختلفة علنية أو مستترة. وهو هجوم يتوسع باستمرار حتى يشمل الكثير من الناس الذين يرفضون التنازل عن ثقافة العلم.
إنَّ حق الرأي، الذي يطالب به البعض، يجب ألا يكون حق الكذب والتدليس والتضليل والتزييف.
حتى اللحظة الراهنة:
لم يقدم المسلمون أدلة لا تقبل النقاش والرد على بدايات الإسلام؛
ولم يقدموا أدلة تستحق القبول على تاريخية محمد ولا على المؤلفين الحقيقيين لكتابهم؛
ولم يقدموا أدلة تستحق القبول على مصادر كتاب محمد باعتبارها "ربانية" منزلة بواسطة كائنات غريبة عجيبة منحوها أسماء وصفات لا تقل غرابة وعجائبية؛
أما أدلتهم على "وجود الله" فهي لا تختلف عن أدلة الدليل على وجود "الحصان وحيد القرن"!
6.
وربما يقول قائل: وما علاقةُ تاريخية وحقيقة الإسلام بإيمانهم به؟
والإجابة:
ومن قال بأن ثمة علاقة؟
نحن لا نتحدث عن حقهم في الإيمان بالخرافات – نحن نتحدث عن عدم حقهم في
التدخل القانوني في فرض هذا الإيمان على الآخرين.
وهذه هي مشكلة "حرية الرأي" التي لا يريد الكثير فهمها.
وفي هذا المجال يمكن إيراد عشرات الأدلة والوقائع. لكن الدولة الإسلامية قد وفرت علينا هذا الجهد وقدمت لنا دليلاً واحداً شاملاً لا يقبل الشك ولا التأويل:
دعم الدولة العربية/الإسلامية للسلطة الدينية الإسلامية وتحويل الدين إلى مادة قانونية ليس في الدستور فقط [الإسلام دين الدولة] وإنما في العديد من القوانين و"أنصاف" القوانين والقرارات والمراسيم حتى تحول الموقف السلبي من الدين فعلاً جرمياً يعاقب عليه من قبل القانون بصورة مباشرة علنية أو بصورة مستترة عن طريق ملاحقة واضطهاد أصحاب الرأي المعارض والمخالف.
وهذه هي المشكلة ...
ليس للموضوع بقية ...