[النجار]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله - كريستيانو ex

كثيرا ما الكثرة تكون أقل نوعية ، فالعلماء أقل من العامة ، و الحجارة الكريمة أقل من الحجارة ، و كذا الرجولة نجدها في قلة من الناس ، و الصواب واحد ، دونه الخطأ ..

يمكننى أن أقول لك أننى أكثر منك علما و ذكاء و يمكنك ان ترد بقولك أنك أكثر منى علما و ذكاء و سنختلف على تاويل النصوص الى الابد. و هذا فى حد ذاته من علامات فشل وسقوط ما يسمى بالاعجاز القرانى.
الاله العاقل الحكيم إذا أراد استعمال ما يسمى بمعجزات للاقناع بوجوده و بصحة رسالته، لن يصيغ معجزات بائسة كتلك يختلف عليها البشر. بل طالما هو عنده النية لجعل البشر يؤمنون ايمان غير اعمى، لراعى الفروق العقلية بينهم، وعلم أنهم ليسو سواسية و ان كثير من بينهم، يحتاجون جرعة معينة من الدلائل تحسم المسألة و توفر اى لغط بدون داعى.

هذا هو العدل : اذا اراد الاله اطعام البشر فسيعطى كل واحد ما تستطيع معدته هضمه. لكى لا يكون حجه لاحدهم أنه ظل جائعا بسبب الاله نفسه. هل هذا اله عاقل الذى يريد إطعام كلا من الماشية والاسود خضروات؟!

أحد الامثلة على ذلك :

يقول الفخر الرازى عن رد فعل عقلاء قريش على مزاعم محمد رؤيته ملائكة وتلقيه وحى، مثله مثل باقى المرضى بالهلاوس:

{ وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ }

وفيه احتمالات: أنه عليه السلام كان يظهر عليه عند نزول الوحي حالة شبيهة بالغشي فظنوا أنها جنون، والدليل عليه قوله:{ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ }

{ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }
المراد لو كنت صادقاً في ادعاء النبوة لأتيتنا بالملائكة يشهدون عندنا بصدقك فيما تدعيه من الرسالة، لأن المرسل الحكيم إذا حاول تحصيل أمر، وله طريق يفضي إلى تحصيل ذلك المقصود قطعاً، وطريق آخر قد يفضي وقد لا يفضي، ويكون في محل الشكوك والشبهات، فإن كان ذلك الحكيم أراد تحصيل ذلك المقصود، فإنه يحاول تحصيله بالطريق الأول لا بالطريق الثاني، وإنزال الملائكة الذين يصدقونك، ويقررون قولك طريق يفضي إلى حصول هذا المقصود قطعاً، والطريق الذي تقرر به صحة نبوتك طريق في محل الشكوك والشبهات، فلو كنت صادقاً في ادعاء النبوة لوجب في حكمة الله تعالى إنزال الملائكة الذين يصرحون بتصديقك وحيث لم تفعل ذلك علمنا أنك لست من النبوة في شيء

عزيزى: ما تركه نبيك العاجز المراوغ من كلام (و هو الذى تعرقت مؤخرته من طلبات الاتيان بالمعجزات الحقيقية الحاسمة بدلا من السجع الذى لاطائل منه، وقام بالمراوغة فى كل مرة و اختراع حجة اسخف من اللى قبلها فى كل مرة) ليس به مثقال ذرة يمكن ان يغير من قناعتنا بانه كان بدوى جاهل مدعى نبوة.