تحياتي ...
من الطبيعي أن يمل الإنسان أثناء قراءته لكتاب قد لايكون موضوعه ممتعا أو على الأقل مطروح بطريقة جافة ...بالنسبة لي اكتسبت عادة القراءة من فترة ليست بعيدة من ١٠ أعوام تقريبا ..لا أذكر أني في صغري كنت متعلقا بقراءة الكتب وكنت أشعر بالملل عند قراءتي لأول صفحتين ..دافع القراءة ظهر مع شعوري بالاغتراب وعدم الإنتماء ..فتوالت الأسئلة والإشكاليات وأصبح لدي رغبة في فهم العالم بتناقضاته وبعيدا عن الأجوبة السهلة التي يقدمها لك المجتمع في جميع المجالات..عندما تفهم موضوع ما وتجلي غموضه لايعود غريبا ولا يمكن عندها أن يثير مخاوفك أو أي عواطف أخرى ..فهم العالم الطبيعي والانساني بكليته ينعكس على نظرتك للحياة والكيفية التي ينبغي أن تعيش بها ..عادة القراءة وفهم العالم جعلتني أكثر زهدا في الحياة ليس بالمعنى المادي فقط بل في العلاقات الانسانية والتعلق بالأشياء الخ...هذا يرتكز على ما فهمته من قراءاتي وعلى أن ليس هناك شيء محدد يحتم عليك أن تفعله ..فأنت تحدد حياتك كما تشاء ..
بالنسبة للقراءة ..فأنا أفصل ما أقرأه بغرض الدراسة الفعلية لموضوع ما حتى لو كان الموضوع مملا وقراءة الترفيه وهي تختلف من شخص لآخر بحسب ميوله وقدراته الخ..
لكن مع الوقت اكتشفت أن الكتب التي تكون ممزوجة بحكمة الأدب واستخلاص الأفكار والعبرة أكثر عمقا من الكتب التحليلية المفصلة وهذا ما أدركته في ميدان الفلسفة مثلا ..فقراءة ديستوفسكي أو سارتر قد تكون أكثر فائدة بالنسبة لي على الأقل من قراءة الفلسفات النسقية الهندسية ..هذا لايعني استسهال المواضيع وتكوين أفكار سطحية عنها ..فكل موضوع يحتاج الى دراسة ..لكن أفضل طريقة لفهم الموضوع هي بأن تفهم فكرته بصورة كلية ..وبالنسبة أنا أقرأ اكثر بالمواضيع الانسانية وهي أقل حاجة بكثير لمنهج التحليل من ميدان العلوم الطبيعية ..
تحياتي..
|