عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2023, 11:44 PM هوقاس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [36]
هوقاس
عضو برونزي
 

هوقاس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا مشاهدة المشاركة
شخصيا تجاوزت معظم الحجج التقليدية على وجود إله وصرت أراها طرقا مضللة للاستدلال. لكن هناك حجة واحدة أراها تشير إلى إله محايث (وحدة الوجود)، إله المتصوفة والمتأملين. إنها حجة الوعي.

ما اقصده بالوعي هنا هو ذلك الشيء الذي يميزنا عن الروبوتات، أقصد كوننا "نحس" بالفعل، أي التجربة الذاتية. أستطيع تقبل أن الدماغ هو الهاردوير والعقل هو السوفتوير، لكن لماذا السوفتوير الخاص بنا يتميز بهذا "الإحساس" غير الموجود في الروبوتات؟

القاعدة العقلية تقول "فاقد الشيء لا يعطيه"، وهذه حجة المتدينين التقليدية على أن الوعي لا يمكن أن يكون مجرد شيء مادي. أرد عليهم: "فاقد الشيء لا يعطيه ولكن يتطور إليه، يشكله" وبالتالي يمكن أن ينبثق الوعي من المادة. لكن أعود وأرد على نفسي وأقول: "حتى ينبثق الوعي من المادة، يجب أن تكون هذه المادة مجانسة لطبيعة الوعي بصورة أو بأخرى، لا أن تكون مادة صماء تماما". هذا يعني أن المادة فيها شيء أشبه بالوعي البدائي، ولا نقصد هنا أن الكرسي له شخصيته المستقلة والذرة لها شخصيتها المستقلة بل نقصد وجود وعي "كلي" غير متعين يسري في الكون من حولنا. تهانينا، لقد وصلت إلى شيء يشبه فكرة البراهمن الهندوسية. إنها وحدة الوجود يا عزيزي.

اذا، وعودا على بدء، بما أنه لا يمكن تفسير الوعي بالمادة الصماء فلم يبقَ لدينا سوى خيارين:

1- أنه يوجد شيء غامض مفارق للطبيعة اسمه روح، وهذا الاحتمال ضعيف وسأشرح لماذا.
2- أن المادة ليست صماء أساسا، يعني المادة هي الروح والروح هي المادة إن صح التعبير.


تعليق على الاحتمال الأول:
- نصل أوكام يرجح الفرضية الأبسط، لذا ما الداعي لافتراض كيان مفارق للمادة؟
- إذا كانت هذه الروح من طبيعة مفارقة للمادة فكيف ترتبط بالمادة ويحدث بينهما تأثير متبادل؟
- هذه الروح إذا كانت بلا دماغ فالأرجح أن فعاليتها ستكون خاملة، يعني لن ينتُج الوعي.
- بما أننا لا نعلم شيئا عن الروح فلا نستطيع الجزم هي هي تحتاج إلى خالق أم لا، ولكن ارتباط هذه الروح بالأجسام المادية كيف يحدث؟ ذكرنا أنها خاملة الفعالية ولا تستطيع فعل هذا بنفسها، ومن الصعب التفكير أنه يحدث بلا تدبير، إذا فالأرجح أنه سيتطلب عقلا مدبرا (عدنا إلى الإله مرة أخرى).

تعليق على الاحتمال الثاني:
- هذا هو الاحتمال الأرجح والأكثر منطقية، وكلا الاحتمالين يشيران إلى وجود إله من نوع ما لكن الفرق أن الاحتمال الثاني يشير حصراً إلى الإله المحايث المباطن للكون، إله وحدة الوجود، إله المتصوفة والمتأملين، الإله الذي نحن فيه وهو فينا.


ملاحظة: هذا الموضوع مجرد تأملات وليس محاولة برهانية.
شكرا لمن وصل في القراءة إلى هنا.
تحياتي حنفا،
اظن بانه من المنطقي الاعتقاد بان المادة في جوهرها تحمل صفات تمكنها من التطور الى وعي ، لكن لا يجب ان تكون روحية لأن الوعي نفسه عبارة عن تفاعلات مختلفة في الدماغ،يعني هذا لا يزيد عن تعريف المادة شيئا.
وممكن نقول ان اتجاهك بوحدة الوجود غير مبرر ، حيث انك تخلط بين بذرة الوعي و هي الخصائص البدائية التي تمكن الذرة بتكوين ما سيتسبب بعمليات الوعي و الوعي نفسه و هذا اعتراضي الأساسي.
اعلم اننا تكلمنا في هذا مسبقا لكن اظن ان هذه المشاركة قد توضح بعض ما اظن به بصورة افضل



  رد مع اقتباس