الطريق الثانى لأساطير اليهود الأولين إلى أذان الأعراب:
عندما تنتقل تقاليد اليهود الدينية بشكل غير مباشر؟
سابقاً علمنا كيفية إنتقال تقاليد اليهود الدينية بشكل مباشر لغيرهم
وماذا عن كيفية إنتقالها بشكل غير مباشر؟
لنراجع بايجاز خط سير التقاليد اليهودية التوراتية :
مصطلح التوراة له معنى محدود ومعنى أوسع فقد يطلقه البعض على أسفار موسى الخمسة. و في بعض الأحيان ، يمكن أيضًا استخدام كلمة التوراة كمرادف لكامل التناخ ، وبهذا المعنى لا تشمل الكتب الخمسة الأولى فحسب ، بل جميع الكتب الـ 24 للكتاب المقدس العبري. أخيرًا ، يمكن أن تعني التوراة مجمل التعاليم والثقافة والممارسات اليهودية ، سواء كانت مستمدة من النصوص التوراتية أو الكتابات الحاخامية اللاحقة . و تُعرف الأخيرة باسم التوراة الشفوية.
تتكون تلك التوراة الشفوية من تفسيرات و توسيعات روائية ،تزعم تقاليد الاحبار بأنها أوحيت إلى موسي وتناقلوها من جيل إلى جيل وهي الآن مجسدة في التلمود والمدراش. لكن هناك فرق رفضت فكرة وحى التوراة الشفهية كالصدوقيون وأصروا على التفسير الحرفي للتناخ. و أعتقدوا بأن التأويل الباطنى و الاضافات على التناخ مجرد أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان يضيفها هؤلاء الأحبار.
ويرفض إجماع علماء الكتاب المقدس المعاصرون فكرة أن موسي "إن وُجِد تاريخيا" هو من ألف التوراة "ولا حتى الأسفار الخمسة" ويؤكدون أن للتوراة مؤلفين متعددين وأن تكوينها قد تم على مراحل إستغرقت قرون.
يُنظر إلى أن صيغة التوراة النهائية على نطاق واسع على أنها نتاج الفترة الفارسية (539-333 قبل الميلاد ، ربما 450-350 قبل الميلاد). والأمر الذى حث على تدوينها كان إما أن السلطات الفارسية طلبت من يهود القدس تقديم مجموعة واحدة من القوانين كثمن للحكم الذاتي المحلي. أو أن قصة الخروج قد تم تأليفها لتلبية احتياجات مجتمع ايهود ما بعد المنفى .
هناك خلاف بين العلماء حول الوقت الذي تم فيه حسم مسألة قانونية أسفار الكتاب المقدس العبري. بعضهم يرى أنه تم ذلك فى عصر الحشمونيين(140-40 قبل الميلاد) ، بينما يرى آخرون بأنه لم يتم ذلك حتى القرن الثاني الميلادي أو ربما بعد ذلك.
وفقا لليهود تم قبول 24 سفرا فى التناخ من قبل أحبار رجال المجمع الكبير، والتي تضمنت بعضًا من أعظم العلماء والقادة اليهود في ذلك الوقت ، مثل عزرا الكاتب ، وحتى آخرهم من الانبياء وهم حجي وزكريا وملاخي.و مع وفاة هؤلاء الأنبياء ، انتهى عصر النبوة . أي أعمال لاحقة لا تعتبر موحى بها من الله ، وبالتالي فهي غير مدرجة في ال 24 كتابًا .
.و صدر أمراً نجده فى المشناه على لسان الحبر عكيفا، يُحَذر فيه كل من يحاول إعطاء أى قداسة للكتب خارج الكتب القانونية الربانية : " من يقرأ الكتب الغير قانونية فلن يكون له نصيب فى الجنة"
قبل ذلك كان العالم اليهودى يعج بمؤلفات كثيرة خاصة فى فترة الهيكل الثانى، وتعتبر من الكتب الغير قانونية، من ذلك أسفار جماعة قمران وطائفة المعالجون (ثيرابيوتاي) اليهودية. و معظم تلك الكتابات تنتمى لادب الابوكاليبت و ظهرت فى فترة ما بعد العودة من المنفى، و حفزهم عليها نبؤات اشعياء و إرميا و حزقيال الخ .. و تخدير العوام الذين خاب أملهم من عدم تحقق تلك النبؤات.فحاول هؤلاء المؤلفون لوى معانى النصوص القديمة الأصلية و القفز بمعانيها إلى حاضرهم فى المستقبل البعيد، بدون إحترام مقاصد واضعى النصوص الأصلية وسياق كلامهم النصى والتاريخى. و طغت على لغة الابوكاليبت الاحلام والرموز
من تلك الكتب سفر دانيال، سفر عزرا، سفر إبراهيم، سفر موسي، سفر سيراخ، سفر أدم، سفر زربابل، سفر براوخ، سفر إليا،و يضاف لهم طبعا اسفار من قمران. إلخ.
وتلك الكتب كانت بمثابة الموضة الأدبية فى تلك الفترة من 200 قبل الميلاد إلى 100 بعد الميلاد.
يضاف للتناخ وللكتب التى لا تنتمى للادب الربانى بعد تحديد الكتب القانونية، جزء أخر كبير جداً ومهم جداً. ألا و هو التقاليد الشفوية للاحبار . تقول عنها موسوعة أوكسفورد للادب الربانى :
اقتباس:
بحلول القرن الأول للميلاد ، كان هناك بالفعل داخل المجتمع اليهودي مجموعة مهمة من التقاليد الشفوية ، سواء في شكل تفسيرات للنصوص أو في اللوائح التي أصدرتها الأجيال السابقة ولم يتم تسجيلها في شريعة موسى. الادب الربانى كان بمثابة قناة لنقل الأفكار والتصريحات التي سبقت نشأتها العصر الربانى بعقود أو حتى مئات السنين. بالنسبة إلى دارس تاريخ الربانيون ، فإن حقيقة أن إصدار بياناَ من فم الحبر عكيفا قد يكون له جذوره في تعاليم حكيم مجهول قبله ربما بمئات السنين ، ولكن هذا يحدث فقط بعد أن نقبل هذا الفرضية الأساسية التي مفادها أن تطور الأدبي الربانى يمكن وضعه في منظوره الصحيح. فالمدراش المنقح في تاريخ لاحق يحافظ في كثير من الأحيان على المواد السابقة ، والتي يمكن إثبات آثارها من خلال المقارنة مع الأدب اليهودي خارج أعمال الربانيون أو حتى المسيحي المبكر . وبما أنه كانت تفسيرات غير مكتوبة فيمكن بالتالي اختفاء بعضها من التاريخ ،و لن نعرف أبدًا ؛ كم ضاع لاحقًا منه في شكل مخطوطات و لا يمكننا تخمينه إلا من عمليات الاسترداد العرضية للمواد المنسية.و يجب أن تكون معرفتنا بالتوراة الشفوية مستمدة من تلك الأعمال الربانية التي بقيت على قيد الحياة في التاريخ ، تكملها تلك التأملات عن التوراة الشفوية الموجودة في الكتابات اليهودية المختلفة في فترة الهيكل الثاني وغيرها من المصادر الأدبية وغير الأدبية.
و من عواقب كونه أدباً شفهيًا أنه سمحت طريقة تداوله بالتنوع والمرونة في إطار المواقف والمفاهيم المقبولة عمومًا. و أخذ هذا التنوع في الاعتبار ، جعل للتوراة الشفهية مكانة بارزة في المجتمع. وهذا يفسر الاستيلاء السَلِس من قبل الفريسيين بعد دمار الهيكل على المشهد اليهودى؛ و أيضا سنفهم سبب الانتشار الواسع للتشابهات في كتابات الهيكل الثاني مع التقاليد المعروفة من الوثائق الحاخامية الربانية المكتوبة بعد قرون.
حتى قبل اكتشاف ونشر مخطوطات البحر الميت ، تم العثور على العديد من التقاليد التفسيرية الموجودة في المدراش الربانى المبكر في الكتابات اليهودية السابقة (خاصة فيلو ، يوسيفوس ، كتب ألابوكريفا ، الكتب المنحولة (السوديبِجرافا)، ناهيك عن العهد الجديد). فى الواقع كُتبت أعمال مثل "أساطير اليهود" للويس جينسبيرغ لتجميع كل التفسيرات اليهودية من كتابات ما قبل عصر الربانيون
و عصر الربانيون، وذلك لتأكيد وجود خط واسع للتقاليد التفسيرية اليهودية (والتشريعية) ، والاستمرارية بين الحاخامات وأسلافهم فى عصرما قبل عام سبعين ميلادية.
وعندما أصبحت مخطوطات البحر الميت متاحة بشكل متزايد ، تم الكشف عن العديد من هذه التقاليد التفسيرية المشتركة (السردية والقانونية ، لكن التركيز كان على السابق) ، مما أدى إلى إنشاء نهج علمي يسمى "المدراش المقارن" ، حيث " "يشير إلى التفسير الكتابي بشكل عام ، سواء كان صريحًا أو إستدلالياً ،و كان أحد تأكيدات مثل هذه الدراسات هو الادعاء بأن معظم الأساليب التفسيرية ومنتجات المدراش الحاخامية يمكن الآن العثور عليها قبل قرون في الفترة التي تلي أو معاصرة لفترة الإغلاق التدريجي لتقنين الشريعة الكتابية. سعت مثل تلك الدراسات لإظهار ليس فقط أن مجموعة واسعة من أنواع النصوص اليهودية من مجموعة واسعة من الأوقات والأماكن تشترك في العديد من التفسيرات الكتابية ، ولكن أيضًا أن تلك التفسيرات المشتركة كشفت عن نهج "مدراشي" مشترك للكتاب المقدس. من هذا المنظور ، اعتبر البعض مدراش الربانيون مجرد سجل متأخر للتقاليد التفسيرية التي انتشرت على نطاق واسع و كانت طويلة الأمد ، مما يثبت أنه بصرف النظر عن الاختلافات الواضحة في الأشكال النصية والمعتقدات والممارسات الدينية ، كان هناك صلات تفسيرية كبيرة بين تنوع اليهودية القديمة (بما في ذلك الربانية واليهودية المسيحية).
لإعطاء مثال واحد فقط على هذا النهج: حقيقة أنه من بين أولى مخطوطات البحر الميت التي تم اكتشافها ونشرها كانت عمليات فك شفرات تأويل جماعة قمران الباطنى المسمى pesharim للكتب النبوية ، والذى أكد على أن كانت هناك سوابق تأويلية باطنية مباشرة للمدراش الربانى ، حيث يستخدم كل من pesher قمران و مدراش الربانيون، طرقًا شائعة مستخدمة كتفسير الأحلام. .
و تلك الطريقة التأويلية ليست فريدة بأي حال من الأحوال في مخطوطات البحر الميت ، مع وجود العديد من هذه النصوص المهمة التي كانت معروفة منذ زمن طويل قبل اكتشاف هذه اللفائف ، وخاصة كتاب اليوبيلات ، إخنوخ ؛ أعمال يوسيفوس اليهودية ؛ و فيلو .
|
معرفة المسيحيون الأوائل بالادبيات اليهودية؟
طبعا فقط الجهلة بتاريخ المسيحية سيتوهمون أنه بما أن الكتاب المقدس الذى نجده الان فى المكتبات يحتوى على اسفار التناخ والعهد الجديد، بالتالى العالم المسيحى قديماً كان لا يعلم شئ و لا يهتم بمعرفة شئ و لا يقص شئ خارج ذلك المُجَلَد.
و هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، العالم المسيحى قديماً (علماء وعوام) كان يعلم الكثير خارج ذلك المجلد (تناخ + عهد جديد) . توراة شفهية ربانية، وكتب ابوكريفا خارج الربانية، وأيضا كتب أبوكريفا مسيحية (منها أناجيل الطفولة) . لأننا كما نعلم قبل وضع قانون وحى لتلك الكتب واختيار بعضها كانت المسألة فضفاضه و بها قدر من المطاطية والحرية خاصة فى عالم المُشافهة.
هل تعلم مثلا خلفية بولس مؤسس المسيحية الأعظم؟
«أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية، ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي. وكنت غيورا لله كما أنتم جميعكم اليوم." (أع 22: 3).غمالائيل كان حاخام يهودي فريسي (ربانى) ،و عضو في السنهدريم، ورئيسه.
وعندما أمن بولس بالمسيحية، لم يكن يظن أنه يخترع دين جديد، بل كان امتدادا لليهودية، و كان يفعل ما تعلمه على يد الفريسيون. أعطى نفسه نفس الحق الذى اعطاه الاحبار لانفسهم، بمعنى أخر أول مدراشيا نصوص التوراة واستنتج ان ما حدث للمسيح حققها .
إذن أمن بولس بمشروعية المدراش وقداسته و استخدم بعض مدراش ما سبقه من الاحبار فى رسائله، و إبتدع بعض المدراش الخاص به فى أن واحد.
ليس هو فقط بل كل مؤلفى العهد الجديد فعلوا ذلك.
تأثر بولس لم يكن فقط بالمدراش الربانى أو غيره، بل نجده ينقل أفكار من الابوكريفا مثل سفر حكمة سليمان، سفرباروخ، سفر سليمان، سفر موسي، سفر إيليا ، وصية روبين ، وصية ليفي الخ الخ
بطرس اقتبس من سفر طوبيت
يعقوب استخدم سفر سيراخ
لمعرفة كامل اقتباسات كتب العهد الجديد من كتب الأبوكريفا راجع ذلك الرابط
http://jimmyakin.com/deuterocanonica...-new-testament
إقتباس من كلام لى سابق فى الموضوع المخصص للهوامش:
اقتباس:
حدث فى ذات يوم أن المسلمون أنشأوا موقعاً عالمياً للرد على المسيحيون ونقد كتابهم إسمه Bismikaallahuma. و قام العلامة المسلم MENJ بكتابة مقال جميل إسمه Paul's Dependency on Talmudic Writings
و أنا بكل صدق وأمانة لا أجد من عنوانه أنه أخطأ فيه ، فالرجل يتكلم عن قضية معروفة
يقول الرجل المسلم فى المقدمة :
بينما يفضل المسيحيون الإشارة إلى الفكرة القائلة بأن بولس ، "رسول" يسوع ، كان "يوحى إليه" عندما كتب رسائله ، فإن الأدلة التي بحثناها تنص على خلاف ذلك. لقد رأينا كيف استشهد بولس بآية من "أسفار إيليا المنحولة"بينما يَدّعى أنه كان يقتبس من سفر إشعياء. من الواضح أن الاقتباسات المأخوذة من كتابات منحولة أو (مدراشات) ربانية لم يكن غريباً على بولس ، لأنه في رسائل بولس ، توجد إشارات كثيرة على أنه كان على دراية كبيرة بالادبيات الربانية ويشير إليها باستمرار. هذا ليس مفاجئًا لأن بولس نفسه قد اعترف بمعرفة التقاليد اليهودية تحت وصاية غمالائيل (أعمال الرسل 22: 3).
ليرد عليه المدافع المسيحى سام شمعون :
١- أول مشكلة رئيسية في أطروحة MENJ هي أن معظم المصادر التي يدعي أن بولس استعارها هي في الواقع كتابات ما بعد زمن كتابة العهد الجديد .
٢- و قال له المدافع المسيحى وقت كتابة التلمود كذا و مدراش تنحوما كذا الخ الخ بعد زمن كتابة العهد الجديد .
٣- و قال له المدافع المسيحى : يقع عبء الإثبات على MENJ لإظهار أن (أ) هذه المصادر المحددة كانت متداولة قبل أو أثناء وقت بولس سواء شفهيًا أو كتابيًا و (ب) أنه كان على علم بها.
و قال أيضاً المدافع المسيحى ليرد على نفسه بنفسه ! :
حتى لو كان بولس يستعير من مصدر يهودي ربانى، كيف يمكن أن يدحض ذلك رسوليته أو وحي كتاباته؟ بما أن بولس تدرب كفريسي ، نتوقع منه أن يكون على دراية بالمصادر والقصص (المدراشية) غير الموجودة في الكتاب المقدس (التناخ) ،و المصادر التي تحتوي على معلومات دقيقة.
و أثبت له أن عادة محمد كانت الاقتباس من التوراة وايضا الكتب الغير شرعية و السابقة له. كالتلمود .
https://www.answering-islam.org/Resp...aul-talmud.htm
.
أنا لا ألوم المسلم على مقالته، فهى بالفعل وجهة نظر علماء اليهومسيحيات.
ليس فقط بولس بل كثيرون من المسيحيون الأوائل تداولوا الافكار الربانية واستمروا يفعلون ذلك قروناً.
المسلم على صواب هنا و يقول ما قلناه عن بولس و ما نقول عن محمد فى أن واحد.
أنه وصلت لهما تلك الاقاصيص الربانية مشافهة حتى قبل صدور التنقيح النهائي لنُسخِها.
وكما يعتقد المسلم بأنه لم يكن للاحبار الربانيون ليفسروا التوراة مقتبسون كلام الكاذب بولس، كذلك نحن نعتقد فى حالة الكاذب محمد .
|
يمكنك أيضا مراجعة كتاب
Some Rabbinic Parallels to the New Testament
S. Schechter
THE TALMUDIC EFFECT ON JUDEO-CHRISTIANITY
y Colonel Gordon
و أيضاً
The Talmud and Christianity
Paul Fiebig
و أيضاً
Early Christian Monastic Literature and the Babylonian Talmud
Michal Bar-Asher Siegal
وماذا عن حالة المسيحيون قروناً بعد فترة كتابة الاناجيل؟
يقول كتاب The Jews in the Works of the Church Fathers. VI
Author(s): S. Krauss
اقتباس:
إعتقد جيروم (الذى تعلم التقاليد اليهودية من مدراش وغيره ، بل و كان أحد المسيحيون الذين كانوا يستمعون للاحبار فى مجمعهم و وصف ذلك فى كتبه ) أنه في الأسئلة الكتابية ، كل يهودي ، بدون استثناء ، مؤهل لتقديم إجابات مرضية . علاوة على ذلك ، كان اليهود على دراية ليس فقط بالنص الأصلي ولكن أيضًا بالسبعينية ، الأبوكريفا ، نسخة أكويلا ، وبشكل عام مع جميع الأعمال المتعلقة بالكتاب المقدس. وما إن ظهرت كتابات Apollinaris Laodicenu حتى قرأها اليهود وشكلوا آرائهم بشأنها . وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى حقيقة أن اليهود كان يمكنهم شرح الصعوبات التوراتية التى حيرت حتى المعلمين المسيحيين المعينين رسميًا.
وكان هناك عدد كبير من اليهود المُعَمَدين (إعتنقوا المسيحية) ، و الاحبار التلموديون أخذوا موقف ضدهم ؛ لدرجة أن الأساقفة اضطروا إلى التدخل لصالحهم. لكن هؤلاء اليهود المعتمدين لم يكونوا بأي حال من الأحوال اكتسابًا يمكن للكنيسة أن تهنئ نفسها به ، فقد تمسّكوا بقوة بالتشريعات اليهودية ، حتى بعد المعمودية ، أو عاشوا حياة لم تكن مسيحيًة حقاً : "يكتب جيروم للقديس أوغسطين ،" وسوف ترى أنهم يمارسون طقوس الختان على ابنهم المولود حديثًا ، ويحفظون يوم السبت ، ويمتنعون عن الطعام الممنوع ، ويحضرون الحمل كقربان في الرابع عشر من الشهر نيسان.
|
هؤلاء المسيحيون عظموا ليس فقط مدراشهم من أقاصيص وغيرها و قصوه على باقى المسيحيون، بل أيضا عظموا بعض شعائرهم اليهودية، ولم يروها مشكلة الجمع بين الايمان بصلب وفداء يسوع و القيام بتلك الشعائر.
و يصف الكاتب المشهد المسيحى بشكل عام فى تلك الفترة:
اقتباس:
حتى بعد أكثر من ثلاثة قرون من الانفصال ، لم تحرر المسيحية المنتصرة نفسها بعد من الدين الأم (اليهودية) ؛ فكانت لا تزال خاضعة لتأثير الشريعة اليهودية. ينتقد مؤلفنا بمرارة خرافات النساء المسيحيات اللائي ينسبن إلى الأنماط اليهودية قوة سحرية كبيرة ، ويغطين الصلبان والأناجيل وغيرها من الآثار المقدسة ، ويعتقدن أنهن بذلك يؤدين عملاً يرضي الله. تم تقليد طقوس المجمع اليهودى حيث اعتبره المسيحيون ، في الواقع ، أقدس من الكنيسة .و عند الوفاة قاموا بتمزيق ثيابهم بناء على التقليد اليهودي.و رتبوا أسلوب حياتهم وفقًا لنمط جماعة قمران القديمة. في هذه الفترة أيضًا ، تم تأسيس طائفة الفوتين. لقد التزموا بشدة بالقانون اليهودي لدرجة أن عقيدتهم كانت تسمى العقيدة اليهودية . والطبقات الدنيا هي التي لم تستطع عزل نفسها تمامًا عن القانون اليهودي ، والتي بدت تشريعاتها لهم أكثر عقلانية وحكمة من تلك الموجودة في الرموز المسيحية. ويصف روفينوس بشكل أفضل الحالة وقتها، والذي يلاحظ بسخرية أنه كلما أقام عدد قليل من اليهود طقوسًا جديدة ، فسيتعين على الكنيسة أن تحذو حذوها وتتبناها على الفور!
|
يقول
Sidney Griffith
اقتباس:
|
that internal evidence within Eastern Christian, especially Syriac, homiletic and exegeticalmaterial indicates that Christians borrowed from Jewish traditions.*
|
يقول
James Parkes
The Conflict of the Church and the Synagogue: A Study of the Origins of Antisemitism
اقتباس:
Many of the early fathers show a more or less
profound acquaintance with the development of contem-
porary Judaism and the Jewish method of interpretation of
the Scriptures.
|
تابعوا للمزيد