عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2023, 10:58 AM مُهتدي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
مُهتدي
عضو برونزي
 

مُهتدي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا مشاهدة المشاركة
تحياتي

منذ شهور قليلة كان الكاهن الدجال هيثم طلعت يدعي الإعجاز في هذه الآية: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا (الإسراء: 12)

فحوى الادعاء: هذه الآية سبق علمي قرآني إذ ذكرت أن القمر كان منيراً كالشمس ثم مُحي نوره، وهي حقيقة علمية حديثة الاكتشاف.


الرد:

أولاً لماذا يقول القرآن أن الشمس آية (علامة) للنهار؟ الشمس ليست مجرد علامة بل هي سبب النهار ومنشأه! هل هذا خطأ علمي أم ركاكة في التعبير؟

وثانياً يستخدم القرآن الفاء للتعقيب (فمحونا) وهذا يلزم منه عدم التراخي الزمني بين خلق آية الليل ومحوها، فهل هذا يستقيم من الناحية العلمية؟

وثالثاً لم تذكر الآية القمر والشمس صراحة بل قالت أن النهار هو نفسه الآية والليل هو نفسه الآية، فمن أين أتينا بالشمس والقمر؟ ربما من الحديث؟

لمحمد حديث في هذا الأمر ولكنه واهي السند لا يعتمد عليه:


المصدر: تفسير السيوطي


إذاً ربما ذكر الفكرة الصحابة أو التابعون؟

نعم هذا موجود:


المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

السؤال المهم هنا: من أين أتى الصحابة والتابعون بهذا التفسير؟

هل تناقلوه عن محمد؟ أم فهموه من مجرد الاجتهاد في الآية؟
أم أخذوه من أهل الكتاب؟ أم استنتجوا الفكرة بطريقة أخرى ثم ربطوها بالآية؟

يكفي أن يقوم صحابي واحد بنقل هذه الفكرة عن أهل الكتاب ثم يتداولها الصحابة، فهل هذه الفكرة موجودة في كتب اليهود والنصارى؟

نعم موجودة في التلمود:


https://www.chabad.org/library/artic...jewish/60b.htm

ترجمة مختصرة: لما خلق الله الشمس والقمر كان كلاهما ساطعاً، فقال القمر: كيف يخدم ملكان تحت نفس التاج؟ فقال له الله: إذهب وانطمس إذاً. فتذمر القمر من هذا ثم عوّضه الله أن جعله ميقاتاً لليهود يعدّون به الشهور والسنين.

لاحظة تشابه هذه الخرافة مع الحديث الواهي المذكور في تفسير السيوطي، مما يوضح أنها وجدت طريقها إلى رواة الحديث.


طبعاً سيتذرع الإعجازي هنا بأن اليهودية ديانة سماوية وبقايا وحي، لكن المفاجأة أن الأسطورة موجودة حتى عند المايا:


https://fphil.uniba.sk/fileadmin/fif...udia_kovac.pdf

خلاصة الأسطورة في الاقتباس: كان في السماء جسمان بنفس السطوع (الشمس والقمر) لكن إلهاً غاضباً رمى أرنباً على القمر فأطفأ نوره.

لو كان المايا موجودين اليوم لقالوا أن أسطورتهم هذه إعجاز علمي أيضاً وأما خرافة الأرنب فسيتحايلون عليها ويقولون أن ذلك الأرنب هو سبب الأحداث الطبيعية التي أدت لطمس القمر، وهو أرنب حقيقي لكنه ليس كأرانب الدنيا لأنه من الغيب ولا يدركه العقل ولا يتصوره فالأرنب معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة

صورة توضح اللطخة السوداء على القمر وشكلها الأرنوبي:



المايا اعتقدوا أن هذه اللطخة السوداء ناتجة عن إطفاء نور القمر، ونفس التصور موجود عند الصحابة والتابعين (وربما اليهود) كما رأينا في الآثار. هذه النقطة تفسر كيف توصلت مخيلة القدماء إلى فكرة أن القمر كان ساطعاً ثم انطفأ.


النتيجة:
1- لم تصرح الآية بمحو نور القمر ولم يثبت ذلك في أحاديث محمد.
2- الفكرة مطروقة عند اليهود وحتى عند المايا في الجانب الآخر من العالم.
3- مخيلة الإنسان قادرة على التوصل إلى هذه الفكرة عن طريق ملاحظة اللطخة السوداء.


يتبع،،
اهلين
الصحابة و التابعين لم يكن لديهم علوم كافية لذا فسروها حسب مقدار ما لديهم من علم



  رد مع اقتباس