نتابع،،
في نقاش سابق، طرح أحد الزملاء المسلمين علينا هذه النبوءة من أثر ضعيف عن ابن العاص: "إِذَا رَأَيْت مَكَّةَ قَدْ بُعجَتْ كَظَائِمَ, وَرَأَيْت الْبِنَاءَ يَعْلُو رُؤُوسَ الْجِبَالِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ قَدْ أَظَلَّك" وأجبناه أن الكظائم هي القنوات المائية التي شقت في العصور الإسلامية المبكرة (انظر:
عين زبيدة)، مما يعني إمكانية كتابة هذه النبوءة بأثر رجعي (بعد الحدث).
الآن السؤال: هل يمكن حمل عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً على مثل هذا المحمل؟
لفت نظري كلام للقرطبي:
اقتباس:
|
أما المستقبل فيُشير إلى العودة الثانية للغطاء النباتي المكلَّل بالأنهار لشبه الجزيرة العربيّة، لكن يبقى السؤال: هل الحديث يشير إلى العودة الكاملة الطبيعيّة لهذه المظاهر؟ أم أنها بسبب الجهود الزراعيّة وتدخّل الإنسان؟ هنا نقف على مفترق طرق،فالإمام القرطبي يرى أن هذه المظاهر ستكون بفعل التدخّل البشري وجهوده في الاستصلاح ، وفي ذلك يقول: " وتنصرف دواعي العرب –أي آخر الزمان- عن مقتضى عادتهم من انتجاع الغيث والارتحال عن المواطن للحروب والغارات، ومن عزة النفوس العربية الكريمة الأبية إلى أن يتقاعدوا عن ذلك، فيشتغلوا بغراسة الأرض وعمارتها وإجراء مياهها، كما قد شوهد في كثير من بلادهم وأحوالهم".
|
https://www.islamweb.net/ar/article/182849/115
تحليل:
- القرطبي رأى أن هذا التغير سيكون بفضل الاستصلاحات الزراعية والمائية.
- قال أن شيئاً من هذا كان موجوداً في زمنه، والأرجح أنه موجود منذ فترة شق القنوات في العصر العباسي لأن أسبابه متوفرة.
- كل هذا يفتح المجال لكون النبوءة عبارة عن مبالغات وتوقعات وضعت على إثر الاستصلاحات المائية أو الزراعية.
ملاحظة: هذه الفكرة أيضا يعود الفضل فيها إلى صديقي النجار، وأنا أضفت إليها فقط اقتباس القرطبي.