شكرا لك لهذا التفصيل عزيزي، وهو يتعلق بالأصل اليهومسيحي للتنبؤ، وبقي الكلام على الأصل اليهومسيحي للإخبار عن الماضي، والذي قد يكون راجعاً لتصور العالم المزدهر قبل الخطيئة. سأنقل من مراسلاتنا نصاً لك يعطي القراء طرف خيط حول الموضوع، وأي توسعة أو زيادة لديك فأنا أرحب بها بشدة:
اقتباس:
ألا تقول الأساطير اليهومسيحية أن العالم كان مسالما وجميلا ومزدهرا ومخضرا قبل الخطيئة؟
أسطورة سفر التكوين تقول بأن أدم بعد خلقه و زوجته أسكنهما منطقة على الأرض إسمها جنة عدن (منطقة يدخل فيها العراق)،و هى يبدو أنها كبيرة جداً، فحجم شجرة المعرفة وحده مسيرة 500 عام ، ويقول التلمود أن شجرة المعرفة حجمها سدس حجم جنة عدن ، أى أن حجم جنة عدن مسيرة 3000 عاماً. وينبع منها نهر ويتفرع منه أنهار العالم . وهذا الكلام رواه أبو هريرة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيحان وجيحان، والفرات والنيل كل من أنهار الجنة.
ويقول التلمود أنه عندما سكن أدم جنة عدن مكث يوماً واحداً تخدمه الملائكة، تشوى له لحماً وتسقيه نبيذاً ، أثناء نفس اليوم عصى أدم ربه وأكل من شجرة المعرفة فطرده الله منها.
طرده منها لا يعنى أنها لم تعد موجودة، أو تغيرت طبيعتها. فيقول النص : "فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم و لهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" ، و يقول أيضاً : "و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الأرض بسببك بالتعب تاكل منها كل أيام حياتك . و شوكا و حسكا تنبت لك و تاكل عشب الحقل. بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي اخذت منها لانك تراب و إلى تراب تعود"
أى أنه نقل أدم من تلك الحديقة التى أول ما أنبت الإله على الأرض، وجعله فيها على كفوف الراحة تخدمه الملائكة وتُطعمه، إلى خارجها حيث يكافح ويعرق لكى يخرج منها من الثمرات التى سيكون بها شوكا و حسكا ، خلافا لجنة عدن التى كانت تنتج اشجارها ثماراً و فاكهة بدون شوك. وبدون تعب من أدم ليزرعها.
الخلاصة: أنا أٍرجح أن الحديث المنسوب لمحمد، كما قلت سابقاً. أحد أشكال الفكرة الميسيانية، تلك اليوتوبيا وخصبها الزراعى. أو على الجانب الأخر إندهاش البعض من الوفرة المائية والقنوات التى إمتدت فى العصرين الاموى والعباسي فى مكة وغيرها، وبنى تلك الرواية على ذلك.
|
وهنا أريد أن أشير إلى نقطة مهمة: قد يقول قائل أن أساطير أهل الكتاب تشمل جزيرة العرب ولكنها لم تخصصها على نحو واضح، بينما الحديث المحمدي خصصها ولذلك فهو أدق. لهؤلاء نقول: كل صحاري العالم خاضعة للتغيرات المناخية الدورية التي تصيب الكوكب وعليه يفترض أن كل الصحاري كانت أراضي خضراء وستعود كذلك. هذا يعني أنه لا يوجد أي ميزة في تخصيص جزيرة العرب.
سأتابع في المشاركة القادمة التحليل على جهة أخرى.