[المسعودي]

تجاربي الشخصيه الناجمه عن التبشير بالإلحاد

1.
لم أشاهد الفيديو ولا أعتقد أنني سوف أشاهده.
لأنك للأسف قد طرحت على نفسك قضية خاطئة والآن تطرحها علينا.
2.
فالمشكلة المقلقة تكمن في كونك "تعتقد" بأن ثمة علاقة ما بين الإلحاد والتبشير. وبهذا تقوض فكرة "الإلحاد" باعتبارها فكرة مناقضة للتبشير تماماً.
3.
فـ"التبشير" من ضمن ما يعني هو التعبير عن "عقيدة" لا صحة لـ"عقيدة" أخرى. ولهذا فإن "التبشير" يحمل "روحاً" دينية حتى لو كان من أجل قضية سياسية.
والإلحاد ليس لديه ما يبشرون به أكثر مما يمكن أن يبشر العلم بحقائق التاريخ والكون والإنسان. فهل رأيت عالماً فيزيائياً يبشر بقوانين الفيزياء أم أنه يتحدث عنها إن دعت الحاجة والإمكانية؟
4.
ففي مجتمعات تعتبر "الإختلاف: أي اختلاف، نوعاً من الجريمة والكفر والردة حتى لو كان هذا الإختلاف في إطار ذات العقيدة الدينية أو مع طائفة إسلامية أخرى، فإن "التبشير" برفض الدين جملة وتفصيلا علناً أمام الملأ - أسمح لي القول - بأنها حماقة!
5.
نحن لا نبشر، نحن نعبر عن آرائنا كأشخاص أحرار ثقافياً وفكرياً إزاء الكثير من القضايا الحياتية حيث يستند هذا التعبير إلى موقف مضاد للحقيقة المطلقة - حتى لو كانت هذه الحقيقة في مجال العلم.
ليس من الضروري لكي تناقش من منطلق إلحادي أن تصرح وتعلن بأنك ملحد. وليس هذا مجرد نوع من"التقية" والحفاظ على النفس فقط، بل ولأن لا ضرورة لمثل هذا التصريح في 99.9% من حالات النقاش والجدل.
6.
إنني مع نفسي - وأنا أدرك ذاتي وشخصيتي جيداً - لم أفكر يوماً بأنني "ملحد". فالإلحاد موقف ديني ضد المعارضين للدين: أي أنه توصيف اصطنعه المؤمنين بالأديان.
فليس لوجود البشر على الأرض طابع ديني أو ضرورة دينية. فهذا من صنع اللاهوت الذي جعل الدين "ضرورة وجودية!".
بكلمات أخرى الأصل في الوجود هو غياب الدين. ولهذا وعندما تسقط ضرورة الدين ويدرك الإنسان سخافة الآلهة فإن يعود إلى الوضع الطبيعي ولا شيء آخر.
7.
أن تكون قد اكتشفت زيف الدين وخرافة الآلهة والأنبياء والأئمة يعني أنك تنظر إلى الحياة بصورة نقدية وتستند إلى قوانين العقل التي مكانها الدماغ وليس القلب!
وهذا يعني ألا تمنح العصابيين والمهوسيين بالدين وسائل إضرارك والإساءة إليك.
8.
إن المؤمنين حاملون لـ"مشعل" البلاهة وقد أثبت تاريخ العقل البشري بأن الانتصار على البلهاء قضية مستحيلة ومأيوس منها!