عن السعادة
تحية طيبة :
كنت قد قرأت موضوعاً لأحد الزملاء الأكارم ممن أتابع ما يكتبون بانتظام , و كان موضوعه هذا مشبعاً بروح الألم لدرجة أنه جعل من الفلاسفة و علماء الفيزياء مضرب مثل في التعاسة , هذه التعاسة التي سببها البعد عن النظرة السطحية الساذجة و الغوص عميقاً في محاولة الوصول إلى الحقيقة (( و التي من وجهة نظر شخصية لا يمكن بلوغها لأن شيئاً يمكن أن يسمى حقيقة مجردة لا وجود له أصلاً ))
تذكرت مقولة محمود درويش :
من دس في خمري سموم المعرفة؟
ما حاجتي للمعرفة !!
و خطر ببالي هنا تساؤل :
أليس من حق الإنسان أن يمضي هذه الفترة القصيرة على سطح الأرض سعيداً ؟ إن لم يفعل فمتى يكون ذلك ؟
السعادة مطلب عالمي , و هي مفقودة أكثر من أي وقت مضى , مضادات الاكتئاب و المهدئات تبلغ أقصى درجات مبيعاتها في كل أنحاء العالم بما في ذلك دولنا النامية التي لم تعرف الطب النفسي و تسقط وصمة ( الجنون و الاختلال العقلي ) عن إنسان يعاني فيطلب معونة الأخصائي إلا منذ عهد قريب ...
ثم سؤال آخر ... تعيش تعيساً لأجل من ؟ لتوقظ النائمين من حولك ؟ من قال أنهم يريدون الاستيقاظ أصلاً ؟
هؤلاء الذين تحترق لأجلهم لن يعيروا خبر موتك سوى دقائق معدودة من وقتهم ثم سيعودون للنوم بعمق ...
وراء المعرفة العلمية و التفكير الفلسفي غاية أكبر هي بلوغ الحكمة , و من الحكمة أن تسعد في هذه الحياة , و سواء كانت سعادتك بالإيمان بدين ما أو اكتفيت بفكرة الصانع و المحرك الأول أو تبعت سبينوزا و ابن عربي في وحدة وجودهما أو لم تؤمن بإله أصلاً ..
على جميع الأحوال ... كن سعيداً ...
|