تصور المسيحيون الاوائل لطبيعة يسوع
هل أََلًهَ رائد المسيحيون الأوائل (يسوع) نفسه؟
فكرة أن يسوع بصفته رجل دين يهودى ، كان يقول عن نفسه بأنه الله المتجسد ، أو المتحد فى الجوهر مع الله ، فكرة يستبعدها علماء المسيحيات النقاد. ولا يقبلها سوى العلماء المسيحيون ، والسبب مفهوم.
سبب الاستبعاد ، هو انه لم يكن هناك داعى لمعالج روحانى مسيانى كيسوع ، ليبالغ ويروج لفكرة انه اله. بل المعقول أنه قد عظمه اتباعه من بعده لدرجة تاليهه مستعيون بالمدراش .
من ناحية أخرى النصوص التى تدعى بأنه صرح بألوهيته لليهود ، إما أنها نصوص موضوعة كليا بعد وفاته ، ولا تعكس مشكلة لليهود مع يسوع نفسه ،بل تعكس مشكلة اليهود مع قدماء المسيحيون الذين ألهوا يسوع و أنتقدهم اليهود ، و من ثم أحال هؤلاء المسيحيون بداية تلك العقيدة وذلك الاضطهاد الى يسوع نفسه ، وجعلوا يسوع هو أول ضحايا ذلك الاضطهاد .
أو أن يسوع بالفعل كان يعتقد بانه هو نفسه ابن الانسان فى دانيال ( و أَوًلَ النص كما أوله غيره استخالوجيا !) ، ومن ثم كان يتكلم بثقة عن نفسه بأنه له سلطان غفران الخطايا على الأرض بما أنه معالجا روحيا ، لان المرض ارتبط بالذنوب بمنطق بيئته ، بالتالى من يعالجه فقد نال سلطان غفران الذنوب لمن يعالجه.
و وفقا لمرقس وغيره أثارت تلك المسألة حفيظة اليهود ، فوفقا للنص، قال يسوع للمقعد:((يا بني، غفرت لك خطاياك))، .فقالوا ((ما بال هذا الرجل يتكلم بذلك ؟ إنه ليجدف. فمن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده ؟)) فقال لهم 9. فأيما أيسر ؟ أن يقال للمقعد: غفرت لك خطاياك، أم أن يقال: قم فاحمل فراشك وآمش ؟10. فلكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض))
هو هنا لا يقول بانه الله أو متحد مع الله فى الجوهر ،لكنه وبصفته ابن انسان دانيال، يعتبر نفسه صار له سلطان كاله على الارض ، وليس بانه بالفعل هو الله.
و حماس يسوع هنا للعلاج الروحانى مبنى على فكرة مدراشية ، مفادها أن العهد الجديد فى نص ارميا هو عهد مسيانى وسيكون من احدى مظاهره غفران ذنوب بيت داود. والشفاء علامة على غفران الذنوب. بالتالى الشفاء هو تحقيقا لعصر اليوتوبيا الميسيانى .
بل و سنفتح افاقنا و نقول ربما يمكننا قبول أن تلك المسألة إستغلها اليهود لتبرير مسعاهم للتخلص من يسوع والوشاية به للرومان ( على انه ثائر مسيانى) .
بعبارة أخرى ، يسوع لم يؤله نفسه بمعنى ترويجه انه متحد مع الاله فى الجوهر ، لكنه اعتبر ان أول مظاهر تحقيق اليوتوبيا المسيانية سيقوم من خلالها المسيا المنتظر ابن الانسان بافعال قد تبدوا تجديفا ، لكنها ليست فى الواقع كذلك ، لان الله نفسه هو من أعطى للمسيح ذلك السلطان . ولا عجبا اذا اراد الله ان يجعل مسيحه الانسان بان يكون "الله على الارض"
التقط بعض المسيحيون الاوائل ذلك التصور، وطوروه وجعلوا يسوع ليس فقط الله على الارض (وظيفة) بل الله على الارض (جوهر و وظيفة)
وساعدهم على ذلك نصوصا فى التوراة كالمزامير ١١٠ وغيرها
يُتبَع
التعديل الأخير تم بواسطة النجار ; 06-16-2022 الساعة 10:47 AM.
|