حد الردة - أحمد صبحي منصور
إن الهدف من نشري لهذا الكتاب لأنه يمثل باحث إسلامي أولاً؛ وهو مطلع بصورة جيدة على المدونات الإسلامية وعلى الطريقة والمنطق الذي يحكم آليات تفكير وأهداف اللاهوت الإسلامي البغيض.
ولهذا فهو يقدم قراءة إسلامية لذات العقيدة ولذات المدونات لكنه يصل إلى نتائج مختلفة جداً ومناقضة للتصورات اللاهوتية بصدد حكم الرد.
إنني لا أقبل تصورات الكاتب فهي إسلامية العقيدة طالما يستند إلى "القرآن". وإن رفض "القرآنيون" للحديث لا يغير من العقيدة الغيبية لممثلي هذا التيار. فـ"القرآن" قرآن لا يتغير من حيث الجوهر. وهم حين يقرأونه على طريقتهم فإن هذا "القرآن" لن يصبح "قرآنا" آخر، بل سيكونون هم مسلمين آخرين وفي هذا نوع آخر: إنه إسلام من غير دم وتوحش. وفي هذا الأمر نوع من الإيجابية.
من الكتاب:
إن مفهوم الردة كما تعلمناه فى الأزهر هو قول كفر أو اعتقاد كفر أو فعل كفر، وبهذا المفهوم يكون من السهل أن تتهم الناس جميعاً بالردة ويكون من السهل أن تحكم بقتلهم جميعاً..
وقد كان ذلك مجرد سطور فى كتب الفقه التراثية المقررة علينا فى سنوات الدراسة الإعدادية بالأزهر..
ولكنهم نشروا هذا الكلام على أنه الإسلام وأتاحت لهم الدولة السيطرة على أجهزة الإعلام فنشأ جيل جديد قد رضع التطرف على أنه الإسلام، ولأنه جيل قد صودرت أحلامه وضاعت حقوقه الطبيعية فى العثور على عمل ومسكن وحياة كريمة فقد كفر بالدولة وكفر بالمجتمع وحكم بكفر الجميع، وبالتالى استحل دماء الناس جميعاً، وعرفت مصر لأول مرة فى تاريخها أن يقوم بعض أبنائها بالقتل العشوائى فى الشوارع فتنفجر القنابل ويموت الأبرياء من الأطفال والنساء والصغار والكبار.