1.
كما سعيت إلى البرهنة في "
الشَّرْخُ [1-3]: لماذا لا يَشُكُّ المسلمُ بما يقول ومصداقية ما يؤمن؟" بأنَّ الإيمان التسليمي للمسلم لا يوفر شروط التفكير النقدي والشك ولهذا فإنني لا أنتظر أي شيء من المسلم وهو يقرأ هراء محمد غير البحث عن أتفه وسائل الدفاع اللاهوتي: الهجوم.
2.
إنَّ التفكير نعمة وهبة من الطبيعية. وعندما تغيب فإنَّ الطبيعة البشرية تكف عن الوجود. فتحل الخرافة محل التاريخ، والأوهام محل الوقائع، والرغائب محل الحقائق ولم يعد أمام المسلم الذي انغلق على إيمانه فغلق أمامه جميع النوافذ، غير الاندفاع في مستنقع الأوهام حتى القعر.
وفي هذا الحالة فإنه ليس أمامه غير البحث عن "البلاغة!" و"الإعجاز" في كتاب ملتبس مجمع من هنا وهناك تم تحريره عشرات المرات حيث لا وجود لهما، والبحث عن المعنى حيث يغيب غياباً مأساوياً.
3.
ألم تر - أيها القارئ - أنهم لا يرون؟
لنر قصة "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل":

لنفترض (من أجل خاطر المسلمين) أنَّ حملة ابرهة قد انطلقت من اليمن.
المسافة ما بين اليمن، ولنقل من مدينة" حضرموت"، إلى مدينة "مكة" كانت "ولا تزال" حوالي 1124 كم.
والفيل الواحد (خلافاً للجَمَل الذي يتحمل العطش) يحتاج يومياً إلى حوالي 100 لتر من الماء (وقد يصل استهلاكه للماء إلى 150 لتراً!)؛ وهو يتغذى على الشجيرات الصغيرة والفاكهة والأعشاب ولحاء الجذور حيث يصل استهلاكه للطعام إلى 170 كيلوغراماً!
أما درجة الحرارة خلال النهار في المسافة الفاصلة ما بين حضرموت ومكة فتصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية خلال النهار!
4.
والأن لنر – أيْ لنفكر:
كيف أستطاع الجيش توفير كل هذه الكميات الهائلة من الماء والطعام للفيلة في شروط قحط الماء والغذاء (طبعاً لن أسأل عن حاجة الجيش لهما!)؟
وهل يمكن أمام هذه الحقائق التي لا علاقة لها برغائب البشر وتصوراتهم أنْ نعتقد حقاً بأنَّ عسكرياً – كائناً من كان: أبرهة أو غيره – أنْ يقوم بمثل هذه المغامرة؟
5.
أما ما يتعلق بالنقش الذي تسميه الدولة السعودية بـ"نقش أبرهة" في منتصف القرن الماضي فإن عليهم تنقيعه في الماء وشربه ثلاث مرات في اليوم على طريقة "الطب النبوي!".
فالنقش أولاً يقول بأنَّ الجيش قد عاد منتصراً!
وهو لم يذكر لا من قريب ولا من بعيد قبيلة قريش أو مكة – بل يتعلق بقبائل أخرى تعيش في منطقة تقع بالقرب من اليمن (حالياً) – في منطقة عسير وهي بعيدة جداً عن موقع مكة "الحالي"!
ولم تُذكر به كلمة فيل!
والنقش يعود إلى عام 552 وليس عام 570 (وهذا يعني بأنه لا علاقة له بميلاد أو عدم ميلاد صاحبهم)!
وتقول المعلومات التاريخية بإن أبرهة قد مات في عام 555!
وأخيراً وليس آخراً فإنه قد تم العثور على النقش في موقع "بئر مريغان" الذي يقع فيما يسمى تثليث جنوب السعودية بالقرب من اليمن!
وكل هذه المعلومات ذات طابع "شعبي" يعرفها الجميع!
6.
ألم تر أيها القارئ بأنهم لا يقرأون ولا يريدون أن يفكروا؟!
وهل ثمة أثر للحقيقة في كلام محمد حتى يصلح هذا الكلام لكي يكون "أسلوباً" بلاغياً للإخبار والإعلام أم هو مجرد تخريف لا أحد يعرف من كتبه؟
وهل يمكن أن تصلح الخرافة للبرهنة على "كلام الله"؟!