1.
إن موضوع قطع الرؤوس والتمثيل بالقتلى والتحريق التي دشنها محمد تحولت إلى تقاليد إسلامية سار عليها الإسماعيليون أنفسهم. ولهذا فإن حديثي عن هذا الموضوع قد أثارت - كما هو واضح وتراً حساساً عند من يدعي بأنه إسماعيلي ولم يجد أمامه غير الشتائم وهذه ثقافة قارة لا تعبر إلا عن العجز وممارسة ثقافة العنف الإسلامية.
فالأمر يتعلق بالتراث الإسماعيلي/الفاطمي البشع الذي ارتبط بحركتهم الإرهابية وثقافة الاستبداد حالما امتلكوا زمام السلطة – أو شرعوا بالاستحواذ عليها.
فتاريخ الدولة الفاطمية (الإسماعيلية) التي يعتز به هذا الإسماعيلي هو تاريخ العنف الهمجي ضد جميع المخالفين والمناوئين للعقيدة والسلطة والأفكار الطائفية الفاطمية – وبل وضد أي نوع من الاعتراض أو أي شكل من أشكال المعارضة أو الاختلاف اللاهوتي.
ولكي يطلع القارئ بنفسه على هذا التاريخ الهمجي فسأنشر موضوعاً منفصلاً يتعلق بأساليب القتل والتعذيب وتحريق الجثث والتمثيل بالضحايا التي قام بها الفاطميون/الإسماعيليون.
هنا أقدم للقارئ بعض الصفحات من تاريخ العنف الطائفي الإسماعيلي من خلال بحث بعنوان "ظاهرة العنف في السياسية الفاطمية" للكاتب محمد حسين محمود من جامعة "عيش شمس" الذي يسعى، كما يقول كاتبه، "إلى الكشف عن ظاهرة العنف التي ميزت سياسية الفاطميين في بلاد المغرب، استناداً إلى تشريع العنف وتسويغه سياسياً وأخلاقياً ودينياً واستباحة دماء المخالفين وسبي حريمهم ونهب ممتلكاتهم من خلال إدراجهم في عداد الكافرين".
مقتطفات "مفتاحية" من فصول البحث "
ظاهرة العنف في السياسية الفاطمية":
1.
"جعلت السلطة [الفاطمية] من
جسد المعاقب مجالا مفتوحاً لتنفيذ الأحكام، وعرضة سهلة لكل اعتداء، وهدفاً للتحقير والتدمير، فيما يعرف بـ"
التوظيف السياسي للجسد". فإمعاناً في بث الرعب وترسيخ الخوف، وتأكيداً لحضور السلطة الدائم،
كانت عملية قطع الروس وتعليقها على أبواب المدن وفي الساحات العامة هي التقنية الأكثر سيادةً خلال العصر الوسيط، وقد لجأ الفاطميون بدورهم إلى هذه الوسيلة، خصوصاً مع الثوار والمتمردين" [ثُمَّ ترد الكثير من الأمثلة].
2.
" [...] وبعدما أن اقتحم المنصور الفاطمي حصن "ماواس" قرب تهودة عام 363ه/948 م و"أمر بجز الرؤوس فزادت على ثلاثمائة، وبعث بها إلى المنصورية وإلى المهدية. وبعد قضائه على ثورة أبي يزيد النكاري
أمعن المنصور في التشهير بروس المشاركين في الثورة، فقد أمر بعد انتصاره بجمع عدد كبير من أتباع يزيد و"
بقطع الرؤوس فقطع منها ما يعجز الوصف ويخرج عن الحد والنعت، وطوفت الرؤوس بالقيروان، كما "طيف بالقيروان برأس بن الفضل أبي اليزيد. وهكذا اضفى الفاطميون على تلك التقنية طابعاً احتفالياً للإمعان في ترسيخ السلطة وقوتها، وبث الرعب عند كل من تسول له نفسه التمرد والعصيان
ودون أدنى مراعات لشروط الصحة العامة، إذا ما أخذنا في الاعتبار بقاء الرؤوس معلقة لعدة أيام وربما في أجواء شديدة الحرارة، مما يتسبب معه انتشار الروائح الكريهة".
3.
التفصيلات في الموضوع القادم:
من تراث الإسماعيلية: الدولة الفاطمية وقطع الرؤوس والتحريق والتمثيل بالجثث.
للموضوع بقية ...