1.
من أهَمِّ وأوَّل ما "أبصرته" رؤيةً وعقلاً منذ فترة مبكرة من حياتي العقلية والثقافية والذي لم يتم نقضه حتى اللحظة الراهنة هو السلوك القارَّ (الدائم على جميع المستويات) المتعلق بخرق القواعد والمتطلبات الدينية من قبل المسلمين أنفسهم: في مجال المعاملات التجارية والمدينية والعدالة والحقوق وتأدية الطقوس والالتزام بالتقيد من اقتراف بالمحرمات المفترضة والعلاقة مع الناس الآخرين أو في إطار العائلة الواحدة وفي السياسة والحرب (كلنا نعرف ما تفعله الحركات المتطرفة وداعش مثلاً) وتوزيع الموارد الطبيعية والعلاقة بالمرأة والطفل والحقوق المدنية للآخرين .. و ... و ... وإلخ.
أقول هذا ولا استثني بشراً وُلِدَ من امرأة!
2.
فمنطق "الحيل الشرعية" أو "طاقية الخفاء" كانت ولا تزال ممارسة يومية في حياة جميع المسلمين - أكرر: جميع المسلمين.
والسبب الأول، وأنا أفهمه وأقدر قيمته، هو أنَّ الادعاء بتطبيق التعاليم الدينية 100% ومنذ الصباح حتى المساء قضية كاذبة ومستحيلة على حد سواء عندما يتعلق الأمر بالبشر.
إن الإنسانَ إنسانٌ تكتنفه الرغائب والأماني والأحلام واشتراطات الحياة الفعلية على الأرض. ومن المستحيل أن يلتزم 100% بقواعد معينة ومواضعات دينية.
ولهذا فإن الناس يتحايلون مرة (أي مرات) على أنفسهم ومرة (أي مرات)على وهم "الله". وقد "أُخترعت" عشرات الطرق والأساليب والتقنيات لهذا التحايل الذي غالباً ما ينتهي بـ: لا تيأس من رحمة الله، إن الله كان غفوراً رحيماً.
لماذا؟
لأن الشيطان هو السبب!
3.
أما السبب الثاني فهو أن "الفقهاء" المسلمين ومنذ بداية فترة التدوين - القرن الثامن أخذوا يؤلفون المحرمات ويصطنعون القواعد الشرعية حتى تحول إلى بحر يغرق فيه الجميع ومن ضمنهم "رجال الدين" و"الملالي" الذين هم رأس داء الخروقات والحيل الفقهية.
بل كلما تدرج هؤلاء النماذج التعيسة (خريجي الأزهر والحوزات الشيعية وغيرها) كلما كانت خروقاته أكثر بشاعة وجرماً واستهزاء بحقوق البشر.
إنهم يمارسون جميع الموبقات في السر والعلن. ولا أظن أن مسلماً عاقلاً له عيون ترى وعل يحلل لم ير هذه الجرائم التي يرتكبها رجال الدين أولاً قبل أنصارهم.
فبدون "الحيل الفقهية" و"طاقة الخفاء" [أي خرق جميع مكونات العقيدة الإسلامية] ما قام الإسلام وما بقيت له بقية!
4.
أما ما يتعلق بخرافة "إنه لعلى خلق عظيم" فلي معها وقفة مفصلة قريباً.
|