[daverob96]

في الأول لما تركت الإسلام كان ذلك هكذا في يوم من الأيام و لا زلت إلى اليوم لا أدرك السبب الحقيقي لكني قد أرجح ذلك إلى انبهاري بما استطعت كتابته إجابة لتحدي القرآن و أيضا ربما يكون السبب هو عدم اقتناعي بالطقوس الدينية و علة لزومها أيضا هنالك سبب آخر مرجح و هو تعدد اهتماماتي والتي سيتوجب علي تركها لو اخترت الإسلام لعلة تحريمها. لذلك عندما تركت الإسلام أو لنقل التدين كان الأمر بداية يشبه نوعا من التحرر النسبي و كأن عقدة قديمة قد انحلت. هذا ما تخيلته أولا... لكن المسألة أعمق من ذلك بكثير... تخيلت نفسي قد ألحدت و انتهى الأمر لكن بدأت أسئلة أخرى تحل مكان الأولى... مثلا ماذا بعد الإلحاد؟ هل هو التسيب و الهمجية؟ هل هو تحصيل الثروة؟ و هل أنا حقا ملحد؟ ماذا قدم لي الإلحاد؟ في الواقع و لا أخجل من ذكر هذا وجدت نفسي ملحدا ضعيفا فقلت إذا إنها اللاأدرية... هنالك "ضباب كثيف" يحوم حول الحقائق... ما أعرفه أعرفه و ما لا اعرفه لا أعرفه... لذلك تجدني في أغلب الأحيان أتجنب الحديث حول أي موضوع إلا على الانترنت فطبيعتي في نشأتها زهقت أذى كثيرا و أنا لا أثق في و لا أحسن التعامل مع الناس رغم يقيني بأن فيهم من يرجى منه الإحسان... مرات أقول في نفسي قولة مشهورة "جننت و الحمد لله" و مرات أرى نفسي عاقلا و البقية مجانين... لو تسألني صراحة هل تؤمن بالله و الغيبيات أقول لك: ربما في بعض الأحيان لكن التدين الجماعي و طمس الشخصية الفردية لا... هنالك أسئلة كثيرة لم يجب عنها الدين و الإلحاد أيضا ليس من هذا براء... لذلك في أحد مواضيعي السابقة شبهت الحياة بلعبة قمار لأن و لا نتيجة واحدة مضمونة في ظل الجهل التام بما يحاك في الخفاء... و إن كنت لعنت الفناكيش سابقا فلتحيا الفناكيش اليوم هههه...