ملحوظة هامة :
إبراهيم ع كما رأي الوثنيين في حياته يذبحون على وجه الحقيقة أبناءهم على المذابح الوثنية ويُقدمونها قرابين للآلهة , فمن هول وقسوة ما شاهده في حياته بعينيه سيدنا إبراهيم ع رأى أيضا في المنام رؤيا أنه يذبح ابنه قربانا لله تعالى لمغفرة الخطايا كما يفعل الوثنيين! , وطبعا
رؤيا الأنبياء حق يعني لابد أن تتحقق , وبالتالي فلم يتردد للحظة واحدة عن تقديم ابنه البكر إسماعيل ع كذبيحة قربانا لله تعالى , ولكن الله تعالى لمّا رأى منه العزم والنية على تحقق الرؤيا بل وإقدامه على التضحية بذبح ابنه!! , عوضه الله سبحانه وتعالى بكبش أي بقربان حلال ذبحه , وذلك ليقول الله تعالى للناس من خلال هذا الموقف الصعب على أي أب تجاه ابنه بأن الذبائح البشرية حرام ولا ينفع أن تحل محل الذبائح الحيوانية ,
فالله سبحانه وتعالى وصّل رسالته للناس من خلال هذا الموقف الصعب على خليله إبراهيم ع بأن الذبائح البشرية حرام والذبائح الحيوانية حلال , , ولأنه من غير المعقول ومن غير المنطقي أن يُحرم الله قتل النفس البشرية وسفك دم البشر في كتبه المقدسة من جهة ومن جهة أخرى يقبل من النبي إبراهيم ع قربان بشري ( أقصد ذبح ابنه إسماعيل كقربان!! ) , فهذا لا يقبله لا بشر ولا حجر ولا شجر , ولذلك لعظم هذه التضحية من جانب إبراهيم ع بولده فداه الله بذبح حلال ليأكل منه هو ويُطعم أيضا البائس الفقير القانع والمعتر , فوعده الله بأن يباركه هو ونسله من بعده , والله تعالى حدد أهل هذه البركة وهم نسل الزوجة القديمة سارة ثم من بعدهم نسل الزوجة الجديدة هاجر , فبدأ بنزول عهده القديم ( التوراة ) على يهود بني إسرائيل بن إسحاق لأنهم كانوا مستضعفين في مصر ومن بعدهم عهده الجديد ( القرآن ) على عرب بني قيدار بن إسماعيل , وهذه هي البركة التي وعد بها خليله إبراهيم ع حيث تتمثل في إرث الأرض المقدسة وإقامة العهد المقدس فيها , وتتبارك بهم جميع قبائل الأرض
تحياتي للجميع
